غياب فكرة المنظومة هو السبب وراء إخفاقات الحكومة

 


 

 

يتمثل دور الحكومة الرئيس في ادارة شئون الدولة وفق منظومة متكاملة  تهدف الى توفير اﻻمن والغذاء  والخدمات الصحية والتعليمية وتنمية وتطوير قدرات الدولة من خﻻل اﻻستغﻻل اﻻمثل للموارد الطبيعية والبشرية وهما اهم محاور التنمية ويكون ذلك من خﻻل الكادر البشري المقتدر لوضع الخطط واﻻستراتيجيات التي من شانها وضع البرامج التنفيذية في شتى المجاﻻت بغرض تفعيل تلك الخطط والبرامج ومن المسلم به فان اﻻنسان هو المحور اﻻول في عملية تنمية البلد ﻻنه هو الذي يفكر ويخطط وينفذ مستعينا بالعلم والمعرفة والتجارب والتكنلوجيا المتطورة واذا نظرنا لحال السودان في ضوء تلك المعطيات نجد بان النخب السياسية ومنذ فجر السودنة لم تهتم بتاهيل العنصر البشري للاطﻻع بهذا الدور المحوري وربما وجدنا العذر لحكومات فجر اﻻستقﻻل بسبب عدم توفر نظم التعليم المتطورة وبالتالي عدم توفر الكوادر المؤهلة حيث طانت كلية غردون توفر الكوادر الوسيطة من كتبة ومحاسبين وغيرها من الكوادر التنفيذية ولم يتوفر حظ التعليم بالخارج اﻻ لقلة في بعض المجاﻻت وقد ذابت تلك القلة في دوﻻب الخدمة المدنية والذي كان يسيطر عليه المتدرجين في الوظائف بالخبرة وزاد الطين بلة سياسات النظم العسكرية والتي كانت تفضل اصحاب الوﻻء على اصحاب الكفاءات خوفا على نظمها وكان ذلك اقل درجة في نظام عبود والذي لم يمس وظائف الخدمة المدنية التنفيذية حيث ابقى علة شخوص الوكﻻء الدائمين للوزارات وقد كان دورهم اساسي في عملية وضع الخطط والتنفيذ وخﻻل مايو تم تسيس بعض وظائف الوكﻻء وساد معيار الوﻻء على معبار الكفاءة ومنذ تلك الحقبة بدا اﻻنهيار والتصدع في بنيان الخدمة المدنية حتى قضت عليه اﻻنقاذ بصورة بشعة ومخططة دون وضع اي اعتبار لما قد يترتب على سياسة التمكين من اثار بالغة بسبب الفجوة الوظيفية التي حدثت من جراء التغيير المفاجئ للوظائف والموظفين وهو شيء لم يحدث في تاريخ الخدمة المدنية حيث كانت المصالح الحكومية تحرص على تدريب كادر مقابل للذين يتقاعدون بالمعاش واكتساب الخبرة اللازمة ﻻحﻻل المتقاعدين وقد تم ذلك في كل القطاعات اﻻقتصادية والزراعية والتعليمية وحتى اﻻكاديمية على اعتقاد بان الوﻻء هو المحك لشغل الوظيفة وسمعنا بالقوي اﻻمين وان كانت معايير القوة واﻻمانة نفسها اثبتت عدم صدقيتها بسبب ماحدث من تجاوزات وفساد واخفاق في اﻻداء  الوظيفي وكانت ثالثة اﻻثافي هي التعديﻻت العشوائية التي تمت في هيكل الدولة والحكم اﻻقليمي والوزارات والتي لم يكن لها مبرر غير تنفيذ سياسة التمكين والترضيات خاصة في الحكم اﻻقليمي ثم كانت القشة التي قصمت ظهر البعير هي العبث بقوانين الخدمة المدنية وجعل الصﻻحيات مطلقة لبعض النافذين مما ادى الى فوضى وعدم ضوابط واشراف فعال للمرؤوسين وضاعت هيبة الدولة حتى طالت حتى القرارات الجمهورية واصبحت اﻻوراق الرسمية غير مبرئة للذمة ويعتقد البعض بان اي شخص من التنظيم يمكن ان يتقلد اي وظيفة سواء كانت وظيفة مدير اوسفير او رئيس مجلس ادارة مؤسسة اقتصادية او تعليمية متجاهلين بان لكل وظيغة شروط ومتطلبات معينة في مقدمتها الكفاءة الفنية وهي التي تتطلب قدرا من المعرفة والخبرات في مجال عمل الوظيفة ثم تاتي الكفاءات السلوكية من مهارات وقدرات تمكن شاغل الوظيفة من توظيف الكفاءات الفنية والخبرات بالصورة اﻻمثل واذا كان شغل الوظائف بمثل تلك العشوائية فما فائدة التعليم والتدريب ومافائدة طرق اﻻختيار الحديثة لشغل الوظائف والمعمول بها في كل الدول وقد ترتب على كل ذلك التدهور المريع والدمار الشامل للكثير من المرافق التي كانت ملئ السمع والبصر وكان مشروع الجزيرة وحده يشكل عصب موازنة الدولة وقس على ذلك الخطوط الجوية والبحرية والسكة حديد وغيرها من المرافق التي كانت ذات سمعة عالمية ومن الغريب ان ماحدث من تدهور لم يحدث في يوم وليلة واعجب من اﻻدعاء من ان المؤتمر الوطني به عشرة مليون عضو وقام بعقد اﻻف المؤتمرات القاعدية والمركزية الم يكن فب القوم رجل رشيد ينبه لما يحدث من دمار قبل استفحاله والقضاء عاى اﻻخضر واليابس ثم متساءل عن تلك اﻻجتماعات المزعومة ماذا كانت تناقش وتدور حول ونعلم بان التنظيم يحوي الكثير من العلماء الم يشاهد هؤﻻء بوادر الدمار والخراب الم يﻻحظوا ماحدث الاخﻻق ونسبة تفشي المخدرات بين الطلبات ونسبة الطﻻق واطفال المايقومة وجيوش الشحادين في ماذا كانت تدور تلك اﻻجتماعات اذا لم تكن من اجندتها البحث في اسباب سوء اﻻدارة وندني اﻻمن وتفشي الحروب القبلية وغيرها من المشاكل التي تنقلها وسائط اﻻعﻻم وهل ياترى تساءل اي واحد مم امناء امانات المؤتمر الوطني وسبب التدهور حيث لم نسمع بان احدهم قد استقال بسبب عدم اﻻخذ بوجهة نظره في موضوع معين يتعلق بتصحيح المسار طيلة فترة اﻻنقاذ وعندما صرح الرئيس قبل مايقارب العامين بان ﻻتمكين بعد اليوم كان الناس تتوقع ان يترجم هذا القول الى فعل باعادة النظر وضع الوظائف القيادية في كل القطاعات وشغلها باصحاب الكفاءات وهم كثر بدﻻ عن اصحاب الوﻻء ولكن استمر الحال كما هو ومازالت الوظائف تمﻻء بواسطة منسوبي المؤتمر الوطني وربما بعض منسوبي اﻻحزاب المنضوية تحت لواء النظام لذلك تستمر الساقية مدورة والمزيد من اﻻخفاق وضياع المزيد من السنين والثروة وامل الناس في تطور مرتجى ولك الله ياوطني
sidahmedalkhidirosman@yahoo.com

 

آراء