فوضي الاعتصامات وضعف مجلس الهلال (4)
أصل الحكاية
تمت الناقصة كما يقولون أمس الاول وذهب مدير إدارة الرياضة بولاية الخرطوم محمد عثمان خليفة ، وإجتمع مع المجموعة التي تحتل النادي وواصل مثل الوزير الولائي وعضو المنسقية الذي زارهم أيضا قبل أيام إعطاء هذه المجموعة المنفلتة والتي تحتل النادي بمباركة السلطة السياسية والامنية وبضعف المجلس (قليل الحيلة) شرعية لم تكن تحلم بها ، وهذا يؤكد من جديد حجم المأساة التي نعيشها مع مسؤولين تحكي عنهم إمكانياتهم وقدراتهم الادارية المتواضعة ، ولنا أن نتخيل شخصية تمثل الرياضة في الولاية وتشغل منصب مدير إدارة الرياضة يأتي إلي نادي الهلال حسب التصريح المنشور أمس في الصحف ويخاطب المنفلتين المحتلين للنادي بقوله (أنه إذا خلع جلباب السلطة والوظيفة وتمثيل الولاية من موقعه بوزارة الشباب والرياضة فلن يستطيع أن يخلع هلاليته وأشار إلي أنه لايخفي ذلك إطلاقا) إنتهي ..
هذه النماذج تمثل الدولة ولاتمثل الرياضيين بأي حال من الأحوال ، فلا يعقل أن يذهب مسؤول حكومي يفترض أنه بحكم موقعه مستوعب لطبيعة الحركة الرياضية وتكوينها يذهب للإلتقاء بفئة منفلتة تحتل عمليا النادي ويقول لهم ( أنا حريص علي الإستماع لرأيكم) والأدهي والأمر والمضحك والمبكي أن يعطي إنتماءه لنادي الهلال تمييز أكبر من الموقع الذي يشغله في الحكومة ، ماهذه المهزلة ؟ فالرجل يعلم أنه لو دخل النادي بصفة (هلالابي) لما أعاره المنفلتون إلتفاتا ، وربما تعرض لما هو أسواء من الذي تعرض له عضو مجلس الإدارة أحمد آدم ، كما أنه لايجوز لمسؤول حكومي يفترض أنه في موقع يتطلب أن يعمل من أجل جميع الرياضيين أن يقدم نفسه بهذه الطريقة التي حولته إلي مشجع عادي .
تواصل الزيارات والتصريحات من عناصر حكومية حول وضع المنفلتين المحتلين للنادي يؤكد علي أن الحكومة تستمع أيضا بهذا العرض الهزلي الذي يشهده نادي الهلال ، وهذا يجعل كل الاحتمالات واردة ، وعلي رأسها أن المنفلتون محميون من عناصر نافذة داخل السلطة السياسية ، والمتابع للمشهد الهلالي من بداية وحتي هذه الصورة التي جعلت من مجلس إدارة منتخب مطرودا خارج أسوار النادي ويتعرض أعضاءه للضرب المؤذي ، ومنفلتون يحتلونه ويسيطرون عليه بالكامل يمكن أن يصل إلي هذه القناعة بسهولة.
ويدعم هذه القناعة موقف مجلس الإدارة المخجل والذي لم يكلف نفسه عناء إصدار بيان يستنكر فيه ماحدث لعضو المجلس أحمد آدم ، والأكثر خجلا أن المجلس لم يحدد حتي هذه اللحظة موقفه من مايجري داخل النادي بطريقة رسمية ، فكل الذي يرد أخبار هنا وهناك عن بلاغات فتحت لم تجد الإستجابة ، وبس ، وكأن حدود تحركهم يتوقف عند فتح البلاغات فقط .
هذا الموقف العجيب والمخجل من مجلس مطرود بأمر المنفلتين الذين يحتلون النادي غصبا عن إرادته ، يفتح الباب واسعا أيضا أمام تحليلات أخري منها أن النفوذ السياسي المسيطر علي الرياضة أعطي المجلس أوامر واضحة بالتعامل مع الوضع كما هو ، وألا يتحرك لإتخاذ خطوة تحسم الفوضي والاحتلال المعلن الذي يعيشه نادي الهلال .
وإذا تأكدت صحة هذا التحليل ستكون كارثة بكل ماتحمل هذه الكلمة من معني ، لأن المجلس في هذه الحالة لايملك قراره حتي في مايحفظ له شخصيته وهيبته لايستطيع أن يقدم علي هذه الخطوة مالم يأخذ الإذن من الجهة النافذة التي تتحكم في الوضع .
أواصل
hassan faroog [hassanfaroog@hotmail.com]