في حديث المُجرِّب عرمان الذي جرَّب المُجرَّب البرهان!

 


 

 

* قال الأب الروحي للتسوية، ياسر عرمان، أن الحديث الذي أدلى به البرهان، في معسكر المعاليق، يشكِّل تراجعاً عن الاتفاق الإطاري، وكأن عرمان وجماعته حين مدُّوا أياديهم، وصافحوا البرهان، الثعبان الذي لدغهم قبل سنة، كانوا يظنون أنه لن يلدغهم مرة أخرى.. إن ذلك سوء تقدير المجرِّب الذي جرَّب المجرَّب، فواتَتْه ندامة الكُسَعي..
* نصيحتي للعقلاء من المهرولين إلى مضيق التسوية أن يتدبروا أمورهم، الآن، لينأوا بأنفسهم بعيداً عن مسرحية العبث الجارية على خشبة مسرح التسوية المشبوهة، حالياً..
* لم أتصور إطلاقاً أن يثبت البرهان في الإيفاء بمطلوبات أي اتفاق يعقده مع مركزية قحت أو أي جهة أخرى.. وحين علمتُ اجتماع تم بين البرهان والرئيس الصيني، شي جين بينغ، في الرياض، توقعتُ أنه سوف يتراجع عن الإتفاق الإطاري الذي وقُعه مع حلفاء قحت، تحت الضغط الأمريكي..

* الصراع الأمريكي الصيني أشد ضراوةً من الصراع الأمريكي الروسي، والصين تمضي بخطىً واثقة لاحتلال مكانة الدولة الأولى على مستوى العالم، خلال عقد من الزمن، وأمريكا تعلم ذلك، وذلك مصدر قلقها من تمدد الصين المتتالي في أفريقيا، وللصين مصالح متجذرة في السودان.. والبرهان يبحث عن نصير لحمايته من أمريكا التي ظلت تهدد وتتوعد كل من (يعرقل) التسوية المشئومة، مدنياً كان أم عسكرياً.. بل وابتعثت أحد دبلوماسيها المخضرمين إلى السودان لمتابعة سير عملية التسوية..

* وجد البرهان ضالته عند الاجتماع مع الرئيس الصيني في الرياض.. ومن الرياض، أرسل الرئيس الصيني تحذيراً للجميع بعدم التدخل في الشأن السوداني.. و(إياكِ أعني، فاسمعي يا أمريكا)!..

* إلتقط البرهان القفاز ليتحدى أمريكا من معسكر المعاليق أمام الضباط وضباط الصف والجنود، وضرب بتهيدات وزير الخارجية الأمريكي عرض الحائط، ورمى بتحيرات وزارة الدفاع الأمريكية في الزبالة، وبدأ (يعرقل) الاتفاق الإطاري تمهيداً لرمي الاتفاق كله في أقرب (كوشة)، وأعلن ما فحواه:-
١- ينبغي ألا تحاول أي جهة أن تختطف الإتفاق الإطاري لمصلحتها الذاتية دون الآخرين أو أن تسعى لاختطاف السلطة (من جديد.)..

* ما هي الجهة التي اختطفت الاتفاق السابق من رفاقها المدنيين؟ وما هي الجهة المتاح لها اختطاف الاتفاق الإطاري الموقّع عليه يوم 5 ديسمبر (من جديد)؟ لا جهة يقصدها البرهان سوى قحت او 4 طويلة (الحِدّية).. ومفردة (من جديد) تلمح إلى اختطاف قحت للسلطة وتجاوزها بنود الوثيقة الدستورية بالمحاصصات المعروفة.. إن في ما قاله البرهان تنصلاً ظاهراً من الاتفاق، وفوق تنصله من الاتفاق شتيمة بعثها للذين هرولوا إليه لعقد صفقة شراكة، يكون مداد التوقيع على العقد دماء الشهداء..

2- إن القوات المسلحة حريصة على ألا يمس أي بند من بنود الاتفاق النهائي ثوابت البلاد..

* لم يفصح البرهان عن تلك الثوابت..فكلمة ثوابت البلاد مطاطة. للدرجة التي يمكن إدخال ما ليس ثابتاً باعتباره أحد الثوابت..

3- الإصلاح الحقيقي للقوات المسلحة يشمل التعديلات والإصلاحات في النظم واللوائح المنظمة للعمل وهي ( المؤسسة العسكرية) قادرة على القيام بكل ذلك..

* أي أن المؤسسة العسكرية قادرة على إصلاح نفسها بنفسها، دون حاجة إلى مدنيين.. ولن تسمح لأي جهة مدنية بالتدخل في موضوع التعديلات والإصلاحات في نظمها ولوائحها المنظمة لعملها.. وأن ذلك شأن عسكري لا دخل للمدنيين فيه..

4- لا يمانع البرهان أن تعمل المؤسسة العسكرية، في المستقبل، (تحت إمرة) حكومة شرعية ومنتخبة يختارها الشعب طبقا لانتخابات حرة وشفافة، وأنها ستتعاون حاليا مع القوى السياسية لاستعادة التحول الديمقراطي بشرط ألا تحاول أي منها اختطاف المشهد السياسي لوحدها..

* أي أن المؤسسة العسكرية لن تعمل (تحت إمرة) حكومة إنتقالية، ولن تأتمر بأوامر رئيس الوزراء القادم، بمعنى أنها سوف شريكة في الحكومة الانتقاية على نحوٍ ما، لكن لاةسلطان للمدنيين عليها! وكرر هنا كلمة الاختطاف مرة أخرى، والجهة المقصودة هي قحت أيضاً..

* أيها الناس، لم يجّف حبر التوقيع على الإتفاق الإطاري حتى أطل البرهان الثعبان برأسه، وعكف يشطب الاتفاق الإطاري في معسكر المعاليق!

* وفهم الأب الروحي للتسوية، ياسر عرمان، مدلولَ الكلام، فزغرد في منصة (تويتر) شاكياً:-
" إن ‏رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان عاد في خطابه اليوم لما قبل الاتفاق..... حديث الفريق البرهان اليوم يشكل تراجعاً عن الاتفاق الاطاري ومحتوى العملية السياسية......"

* " المقدور كان وقع ما بنفع الثكليب!" يا عرمان!

* لكن كثيرين من أتباع ياسر عرمان لن يفهموا الكلام، لذا لن يثكلِبُوا..

* وكلم أحمد عمر وفهم عمر الكلام وكلم عمر عثمان وفهم عثمان الكلام، و كلم عثمان القط، وما فهم القط الكلام..

oh464701@gmail.com

 

آراء