قاهرة التسعينات وبدايات المواجهة مع انقلاب الحركة الاسلامية

 


 

 

 

صفحات غير منسية

العصابة الاخوانية قامت بعد الانقلاب ومطلع العام 1990 وبدايات نشاط المعارضة السودانية علي شكل مبادرات فردية بوضع عوض ابنعوف في السفارة السودانية في مصر لتنفيذ استراتجية الحركة الاسلامية لمواجهة المعارضة الوليدة بعد ان تاكد النظام الاخواني من قرار السلطات المصرية توفير الملاذ للمعارضة السودانية بعد ان وضحت لهم هوية الانقلاب الاخواني في الخرطوم.

ابوبكر دمبلاب مدير الامن في السفارة السودانية في مصر انذاك لم يكن الا مجرد واجهة لذر الرماد في العيون باعتبارة من غير عضوية التنظيم الاخواني ولم يحصل علي تدريب عقائدي يمكنه من التحليل السياسي الذي يمكنه من ادارة ازمات بهذا الحجم والتعامل مع مثل هذه الامور في ظل نظام عقائدي لايشبه الحكومات العسكرية التقليدية وقد تركوا له مهام روتينية بالمتابعة والتغطية الميدانية لانشطة وندوات المعارضة السودانية بمساعدة من اتحاد الطلاب السودانيين في مصر الذي كان يسيطر علية الاسلاميين.
كان يساعدة دمبلاب انذاك في عمله الامني ضابط جنوبي من جهاز الامن الذي سبق الانقلاب يدعي ميسان سرعان ما ترك الخدمة واختفي في تلك الايام وبدايات حكم الاخوان.
اما عوض ابنعوف فقد كان هو المشرف الحقيقي علي العمل الامني وحلقة الوصل بين السفارة السودانية في مصر وجهاز امن الحركة الاسلامية في الخرطوم الذي كانت تديرة مجموعة يشرف عليها الدكتور نافع علي نافع وقطبي المهدي واخرين .
فاروق ابوعيسي الرجل المؤسسة كان لوحدة معارضة قائمة بذاتها وقام قبل قيام المعارضة بالمبادرة من موقعه في منصب الامين العام لاتحاد المحامين العرب بمخاطبة المؤسسات الدولية والصحافة العربية والعالمية بصورة يومية عن تطورات الاوضاع السودانية وكشف هوية العصابة الانقلابية والحركة الاسلامية التي استولت علي السلطة في البلاد.
افراد من حزب الامة انخرطوا في تكوين نواة للمعارضة في مصر واصدار كتيبات ونشرات تنويرية بالتنسيق مع مكاتبهم في عدد من الدول الافريقية بعد خروج مبارك الفاضل المهدي من البلاد.
الاستاذ والصحفي النعمان حسن الذي كان يشارك الشاعر السر احمد قدور في مكتب وسط البلد اصدر بمجهود فردي نشرة نافذة السودان واستطاع انتزاع مقعد النقابة الشرعية للصحفيين السودانيين في اجتماعات اتحاد الصحفيين العرب حتي وصول ممثل النقابة الشرعية الي مصر.
وصل فوج من شيوخ النضال الوطني الي القاهرة منهم الاستاذ والنقابي الراحل والشيوعي المعروف محجوب سيد احمد في اعقاب عملية جراحية في القلب اجراها في الكويت ليمضي فترة النقاهة في الاعداد للعمل النقابي المعارض .
الي ذلك وصلت الي مصر مجموعة من الاعلاميين السودانيين قادمين من الكويت في اعقاب الغزو العراقي من الذين شكلوا اضافة قوية للعمل الاعلامي المعارض قبل قيام التجمع الوطني الديمقراطي الاستاذة الراحلة والخبيرة الاعلامية المعروفة علي مستوي العالم العربي حورية حاكم والاستاذ فتحي الضو واخرين.
ثم توافد الخارجين من معتقلات الطغمة الاخوانية ومن بينهم بعض كبار السن الذين تعرضوا للاهانة والتعذيب مثل الراحل المقيم هاشم الرفاعي المحامي الي جانب افراد من اخر قيادة شرعية للجيش السوداني الفريق فتحي احمد علي والفريق عبد الرحمن سعيد وعدد اخر من العسكريين..
وهكذا كانت بدايات العمل المعارض الذي انتظم وشكل تهديدا خطيرا ومباشرا للعصابة الاخوانية الحاكمة خاصة بعد وصول مولانا السيد محمد عثمان الميرغني الي العاصمة المصرية والتوقيع علي ميثاق التجمع الوطني الديمقراطي...
النظام الحاكم في الخرطوم بدورة تحرك وانفق الاموال من اجل مواجهة المعارضة السودانية بكل الطرق والوسائل وكان الامر سجال وجولات قدمت في سبيلها اعظم التضحيات والمهج والارواح كما لم يخلوا الامر من الاختراق واستمالة بعض ضعاف النفوس بالمال والسلطة والامتيازات والرشوة السياسية متعددة الوجوه الي جانب خيانة المواثيق والعهود وتورط البعض مع بعض المافيات الدولية والاسلاميين من حكام الخرطوم عبر سلسلة من الاتفاقيات الاقليمية والدولية المشبوهة التي انتهت بتقسيم السودان ..
وللحديث بقية .
رابط له علاقة بالموضوع :
https://www.youtube.com/watch?v=iB8cO0wuNMU

 

آراء