قراءه فى عيون لوكا !! …. بقلم: محمد الحسن محمد عثمان

 


 

 


المكان مجلس الولايات بامدرمان والموضوع ندوه بعنوان ( مزايا الوحده ومخاطر الانفصال ) قدم لنا رئيس الندوه الدكتور لوكا وزير مجلس الوزراء وفهمت من التقديم ان لوكا لم يكن من ضمن المتحدثين ولكن رغم ان لديه اجتماعا مهم فقد حضر ليدلى بدلوه .... وكنت حتى عهد قريب من المعجبين بدكتور لوكا باعتباره احد الذين يطلق عليهم "اولاد قرنق" وهم من الذين حافظو على مبادىء الرجل ولم اكن ادرى حتى حضورى ان لوكا قد استبدل مبادىء الفقيد" واهمها الوحده" بمبادىء اخرى ولوكا وباقان وياسر عرمان كانوا من الذين لم يحتويهم المؤتمر الوطنى تحت جناحه وكانا من اقرب قيادات الحركه للمعارضه الشماليه ولكن من الواضح انه جرت تحت الجسور مياه كثيره ........ مااستمعت اليه يتحدث فى تلك الندوه هو لوكا آخر بدا حديثه بانتقاد عنوان الندوه وتساءل لماذا لم يكن عنوانها "مزايا الانفصال ومخاطر الوحده " والجواب يكفيك عنوانه ...... ولم يوضح لنا لوكا مزايا الانفصال ونحن حسب معرفتنا ان لامزايا لانفصال فحتى فى الحياه الزوجيه فان الانفصال يعنى تشريد الاسره وغرس العداوه وتشتيت الدخل وفى داخل القبيله يعنى الضعف :تابى الرماح اذا اجتمعنا تكسرا ... واذا اختلفنا تكثرت احادا :   ....... تحدث لوكا وفى كل حديثه لم يشر كثيرا للمؤتمر الوطنى انما كان عندما يشير للمؤتمر الوطنى يقول الشماليين ولا يفرق بين معارضه وحكومه وكا ن يضغط على كلمة الشماليين حتى تشع منها المراره ويلمع من عينيه شىء مخلوط مع هذه المراره وقد اشار للرئيس البشير ونائبه على عثمان فى مواقع من حديثه ووظف هذه الاشاره لصالحه فقد اشاد بتاكيدهم على قيام الاستفتاء والمشوره الشعبيه فى موعدهما واراد لوكا التاكيد على هذه النقاط وتثبيتها فى الاذهان ولكن لوكا ذكر لنا التزامات الشمال ولم يذكر لنا التزام واحد للجنوب حتى ولو بحق المرعى لجيرانه من المسيريه " ولوكا من ابناء ابيى " وبعد هذا الحديث ارتفع صوت لوكا وهو يرفع يده مشيرا بسبابته محذرا " على الشماليين ان يفهموا ان تاجيل موعد الاستفتاء شىء خطير جدا وان الالتفاف على المشوره خطير جدا وينبغى الا يرتبط ترسيم الحدود بالاستفتاء ولااعرف كيف سيفصل لوكا شىء هلامى غير معروفه حدوده ؟!! وواصل لوكا  وان التشكيك فى صحة الاستفتاء بعدم النزاهه شىء خطير جدا ايضا وكآن لوكا يريد ان يحرمنا حتى من حقنا فى ابداء راينا فى الاستفتاء اذا شابه التزوير ..... كم ضعف موقفنا  !!  وقد ابدينا من قبل راينا فى الانتخابات وقلنا بالصوت العالى للانقاذ بانها مزوره والغريب ان لوكا ملك نفسه الحق هو وحزبه فى ابداء الراى فى انتخابتنا فى الشمال وهاهو يريد ان يحرمنا حتى ان نقول مجرد الراى فى الاستفتاء  !!! وتستمر تحذيرات لوكا "على الشماليين ان بفهموا انهم مهما فعلوا فان الجنوبى فقط هو الذى سيصوت ويحدد ان كان سيريد وحده او انفصالا" واظنه يشير بطرف خفى لاهلنا المسيريه  ويواصل لوكا الحديث وينخفض صوته ويتلون صوته وتنفرج اساريره قليلا ولاول مره وهذا حاله عندما يريد ان يسوق فكره لصالح الجنوب   .... ويقول ان هناك 3 مليون جنوبى فى الشمال وهذا دليل على الوشائج القويه التى تربط الطرفين وينبغى ان تستمر هذه الوشائج وان يظل الجنوبيين فى الشمال يتمتعون بكل الحقوق وان يظل الشماليين فى الجنوب هناك ولكن لم يوضح لنا لوكا كم عدد الشماليين فى الجنوب ؟ واقول للوكا  مثلنا الشمالى "تابها مملحه وتفتش عليها ناشفه "فامامك الوحده بكل مزاياها للطرفين فترفضها وتريد ان تنفرد ببترولك وتترك 3 ملايين من مواطنيك فى الشمال ليوفر لهم الماوى والماكل والكساء والتعليم والعلاج !!
بل ان لوكا يطالب بتطبيق اتفاقية الحريات الاربعه مثلما هى مطبقه مع مصر فيصبح للجنوبى حق التملك والاقامه والتنقل والعمل فى الشمال فاذا طبقنا ماطرحه لوكا فلماذا يختار الجنوبى الوحده ؟ اذا كان الانفصال سيوفر له ان ينفرد بكل بتروله وان يحصل على حق الاقامه والعمل والتنقل والتملك فى الشمال  !! واظن هذا ماقصده لوكا بتغيير عنوان الندوه لمزايا الانفصال ومخاطر الوحده  ....... ولم يرد السيد لوكا على حديث احد الاخوه من الجنوبيين والذى خاطب الجنوبيين قائلا " ياخوانا نحن سنيين عديده اكلنا كلنا من صحن مشروع الجزيره اسع لما بقى عندنا اكل فى صحنا نشيل صحنا ونقبل من اخوانا بعيد عشان ناكل برانا ؟ دا عيب
اليس حقا عيب ياسيد لوكا ؟ والاحظ ان اعلامنا نقل مجرد احاديث مبتوره من الندوه لسيد لوكا يشتم منها دعوته للوحده وكنت اتمنى ان ينقل الحديث كاملا لنرى جميعا ذلك الشىء الممتزج بالمراره والذى يلمع فى عيون لوكا عندما يردد كلمة الشماليين ليجمع كل الوان الطيف السياسى فى سلة واحده لافرق بين معارضه وحكومه فكلهم عند لوكا شماليين ! والى متى ندفن رءوسنا فى الرمال لكى لانرى الانفصال الذى هو قاب قوسين او ادنى
وخرجت من الندوه وانا اجرجر ارجلى مبتعدا وانتابنى شعور بالمسكنه والانكسار كشمالى لايستفتى فى شئون بلده ومحروم حتى من المشوره الشعبيه التى تنعم بها بعض المناطق الصغيره فى الاطراف ومع الانكسار كان هناك شىء من الخوف من ذلك الشىء الذى يلمع فى عيون لوكا
محمد الحسن محمد عثمان
قاض سابق
omdurman13@msn.com

 

آراء