كسلا

 


 

حنان ساتي
23 September, 2018

 



صورة أولى
في اليومين الماضيين تحدث الكثيرون عن فيديو برنامج شباب توك
هذا الحديث أوضح للكثيرين أن اعلام السلطة كلما حانت له فرصة ليؤكد ولاء القطيع له لفعلها فكان ان تم تسجيل الحلقة وعرضها في الوقت الذي تمر فيه البلاد بمحنة اقتصادية وتردي في الخدمات الصحية خاصة بعد موسم الامطار وما يصحبه من ازدياد في الأوبئة والامراض ؛وذلك البرنامج ربما وضّح للكثيرين أن السلوك الكيزاني أخذ يتمدّد على قطاعات كبيرة من المجتمع كيف لا يتمدد وهو له اكثر من أربعين عام ،ظهر السلوك في تناول الموضوع فقد تناوله القطيع كخلاف شخصي وليس فكري وهذه هي عادة الكيزان يحولون النقاش او الخلاف الى شخصي.
وقليلون هم من ناقشوا الفكرة التي طرحها البعض.... من خلال كل ذلك ربما يدرك الكثيرين ان طريق التغيير طويل وتتخلله الكثير من المصاعب والتحديات، فبالنسبة لي كان التقسيم كالآتي
فئة القطيع وهي الأكثر وهي التي مارست العُنف اللفظي ويبدو انها هي
التي قد تعيق التغيير .
الفئة الثانية وهي قد تبدو أقلية ناقشت الطرح وتأمل في التغيير بكل ما تستطيع ان تقدم حتي يأخذ المواطن حقوقه وتحدث العدالة وتسود دولة القانون.
هذه الصورة ربما جعلت بعض اليأس يتسلل الى نفسي بأن التغيير سيطول أكثر وأكثر وان الطريق مازال طويلا.
صورة ثانية

الكوارث التي تحدث لإنسان الوطن لا نعرفها من اعلام السُلطة الشموليّة
بل نعرفها من خلال وسائل التواصل الاجتماعية فمع بداية هذا الخريف حدثت عِدة كوارث راح ضحيتها كثير من الأرواح البريئة ففي دولة الحزب الواحد يصبح سقوط الأمطار نقمة وليس نعمة.
منذ عدة أيام والحديث يدور عن الوباء الذي انتشر في مدينة كسلا
وعدم اتخاذ الجهات الحكومية لاي قرارات تخفف من ذلك الوباء وتلكم الكارثة فالوضع الذي تمر به كسلا وقراها خطير للغاية حسب ما تناقله
الكثيرون.
وسط هذه الأجواء تظهر مبادرات الشباب من مختلف الميادين والمجالات سواء كانت صحية، اعلام لناشطين او متطوعون وما أكثر المتطوعين لخدمة انسان الوطن يمدون أياديهم الخضراء ونفوسهم مليئة بعشق الوطن.
هذه الصورة تعطيني أنا شخصيا الكثير من الأمل في ان الغد سيكون أفضل طالما يُوجد أمثال هؤلاءِ الشباب يُضمدون جِراح الوطن يمتلؤون
وعياً وحكمة.
غفر الله لموتى هذا الوباء وأنزلهم منزلة الشهداء وضمد جراح ذويهم ونتمنى أن يَمنَ الله بعاجل الشفاء لكل المرضى وان تتجاوز كسلا هذه المحنة في أسرع وقت.
للوطن
(لست مهزوما ما دمت تقاوم)
مهدي عامل
عذرا وطني يؤلمني كل ما يحدث فيك من ظلم.

نص أول

أخبروهم أن في وادينا مُنكر
يُقال لهم العسكر
فعلوا الموبقات وأكثر.

نص ثاني
تركوا كسلا تموتُ وتنزف
دون عونٍ أو دواء فقلوبُهم حجر
بخِل الزمان عليك يا موطِني
حين ابتلاك بهؤلاء العسكرِ
صرنا نخافُ من الغيومِ ساقت
سحابا كي يجود ويمطرَا
والماءُ به الحياة لكنه في موطني
جلب الموت لم نستطع منه الحذر
لبِس الطُغاةُ من الحريرِ الغزلِ
والشعب لم يلبس سوى الحزن الكبير الكدر
وبعضُ الشبابِ يقف على جُرح الوطن
يشفي يداوي خرابَ العسكرِ
بأبي وأُميّ ما أبهى نفوسهم وقلوبهم هي أسمى وأثمنَ جوهرا
حاشاهم التقصير فهُم على الدوامِ عونا للوطن
وفي عيونهم يحملوه وأكثرا
في شِدة مثل التي تأتي البلاد
نعلم من يخوُن ومن يُولي مدبرا
يا ليت مثل فِعالهم يسري في الأعاديِ ويُنثر
هم للبلاد العون وكانوا دوماً مفخر
لهفي على شعبي الذي ضاق المرير ويصِبرُ
والبعض يُخفِي حزنهُ بلغَ الحشا لكنه دوماً يبين ويظهر
والعارُ كل العار على الطغاةِ المُفسدين
لن ننسى فِعالكم أو نغفر
الله في كل البيوت التي لاقت من ظلمكم
ما تنوء عن حملِه الجبال وأكثر
لا تحسبوا أنكم ناجون مهما طال الزمان أو قصُر
ويا سادتي عُذرا أن أطلت حديثي ولم أكتبه مختصر
لا تفقدوا الأمل أو تجعلوا نفوسكم تنكسر
فلنا شباب في الشدةِ مدوا الأيادي والكثيرُ مِنهم منتظر
ولطالما في موطني أمثالهم
حتما ستخضرُ البلادُ من جديدِ وتُزهرُ.

حنان ساتي
22 سبتمبر2018

hanansf98@gmail.com

 

آراء