كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترة !!! … بقلم: نصر الدين غطاس
27 February, 2010
الإخ الكريم (الفاضل إحيمر) بعث لنا برسالة عبر البريد الالكتروني لعمود (تحت الشجرة) أكد فيها علي ضرورة الخروج من دائرة السياسة المقيتة هذه لفضائل وروائع أخري ، تبث الأمل وتشفي الصدور بدلاً من أحاديث السياسة ، جاءت رسالة (إحيمر) بعد عنوان (عمودنا) السابق الذي جاء تحت عنوان (بدأت أخرج مع إمرأة غير زوجتي ..!!) ، والموضوع نال مقروئية عالية نسبة لإمتاعة وتذكيرة بوالدينا خصوصاً الوالده (أي والداتنا جميعاً) ، فبها وبهما ندخل الجنة وبسرعة البرق وفق الحديث النبوي الصحيح ، فقد أكد الرسول الكريم صلي الله علية وسلم علي وجوب الجنة لمن أدرك أبويه أو أحدهما وبرهما كما ينبغي .. فقال (خاب وخسر من أدرك أبويه أو أحدهما ولم يدخل الجنة) ..!! ، فقد قال إحيمر في رسالتة (الأخ غطاس .. أطيب تحياتي و أصدق أمنيات .. لقد أثرت في القصة التي تفضلت بمشاركتنا قراءتها لدرجة أن طفر الدمع من عيني ، لا أقول أنها عصية الدمع .. أردت أن أقول لك ذلك وأنا أترحم معك وأمي وكل الأمهات والآباء والجدود والجدات وكل من له فضل علينا ، جميل أن نطالع بين الحين والآخر في صحافتنا شيئاً غير ساس يسوس ، شيئاً من الباقيات الصالحات .. فيه طعم الحياة ويذكر بالآخرة .. مع أطيب تحياتي وصادق الود ..) وإستجابة لهذا الطلب نقدم هذه الدره الرائعة لشاعر مصري شاب يدعي (مصطفي الجزار) ..!! ، ينبض قلبة وعقلة بما يعلق بوطنة الكبير ودينة وأمتة من أزمات ، ولذلك جاءت كلماتة بمثل هذه القوة والصدق العميق ..!! ، فصاغ هذه القصيدة الثائرة علي الواقع العربي والمسلم البئيس ونحن بين يدي حادثة جديدة للمحتل الإسرائيلي الذي قام بضم منطقتين مقدستين للآثار اليهودية .. منها الحرم الإبراهيمي ..!! ، نقدمها ونحن نقول بالخروج علي السياسة وتخومها أيضاً بالرغم من أن القصيدة تحوم حول حمي السياسة إلا أنها ستشفي غليلهم وستبرد وترطب وجدانهم .. أؤلئك الذين يقتلهم ذلك الواقع المرير .. والساسة ينظرون ببله و (رياله) سائلة تبلل صدورهم ، فلا مواقف سياسية قوية ولا خطب تبرد من إحتقان الشعوب التي تنظر في الأفق علها تري قادماً يحمل ملامح (صلاح الدين) ..!!
كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترة
فعـيـونُ عبلــةَ أصبحَـتْ مُستعمَــرَه
لا تـرجُ بسمـةَ ثغرِها يومـاً، فقــدْ
سقـطَت مـن العِقدِ الثمـينِ الجوهـرة
قبِّلْ سيوفَ الغاصبينَ.. ليصفَحوا
واخفِضْ جَنَاحَ الخِزْيِ وارجُ المعذرة
ولْتبتلــع أبيــاتَ فخــرِكَ صامتــاً
فالشعـرُ فـي عـصرِ القنـابلِ.. ثـرثرة
والسيفُ في وجهِ البنـادقِ عاجـزٌ
فقـدَ الهُـــويّـةَ والقُــوى والسـيـطـرة
فاجمـعْ مَفاخِــرَكَ القديمــةَ كلَّهــا
واجعـلْ لهـا مِن قــاعِ صدرِكَ مقبـرة
وابعثْ لعبلــةَ فـي العـراقِ تأسُّفاً
وابعـثْ لها فـي القدسِ قبلَ الغرغرة
اكتبْ لهـا مـا كنــتَ تكتبُــــه لهــا
تحتَ الظـلالِ، وفـي الليالي المقمـرة
يـا دارَ عبلــةَ بـالعـــراقِ تكلّمــي
هــل أصبحَـتْ جنّــاتُ بابــلَ مقفـــرة؟
هـل نَهْـــرُ عبلةَ تُستبـاحُ مِياهُـهُ
وكــلابُ أمــريكـــا تُدنِّــس كــوثــرَه؟
يـا فـارسَ البيداءِ.. صِرتَ فريسةً
عــبــداً ذلـيــلاً أســــوداً مـــــا أحقــرَه
متــطـرِّفــاً .. متخـلِّـفـاً.. ومخـالِفـاً
نَسَبوا لـكَ الإرهـابَ.. صِـرتَ مُعسكَـرَه
عَبْسٌ تخلّـت عنـكَ... هــذا دأبُهـم
حُمُــرٌ – لَعمــرُكَ - كلُّــــهـــا مستنفِـــرَه
فـي الجـاهليةِ..كنتَ وحـدكَ قـادراً
أن تهــزِمَ الجيــشَ العـــظيــمَ وتأسِـــرَه
لـن تستطيـعَ الآنَ وحــدكَ قهــرَهُ
فالزحـفُ مـوجٌ.. والقنـــابــلُ ممـــطـــرة
وحصانُكَ العَرَبـيُّ ضـاعَ صـهيلُـهُ
بيـنَ الــدويِّ.. وبيـنَ صـرخــةِ مُجـبـــَرَه
هــلاّ سألـتِ الخيـلَ يا ابنةَ مـالـِـكٍ
كيـفَ الصـمــودُ ؟ وأيـنَ أيـنَ المـقــدرة!
هـذا الحصانُ يرى المَدافعَ حولَهُ
مـتــأهِّــبـــاتٍ.. والــقـــذائفَ مُشـــهَــــرَه
لو كانَ يدري ما المحاورةُ اشتكى
ولَـصـــاحَ فـــي وجــــهِ القـطـيــعِ وحذَّرَه
يا ويحَ عبسٍ .. أسلَمُوا أعداءَهم
مفـتــاحَ خيـمـتِهــم، ومَـــدُّوا القنــطــــرة
فأتــى العــدوُّ مُسلَّحـــاً، بشقاقِهم
ونـفـــاقِــهــــم، وأقــام فيــهــم مـنـبــــرَه
ذاقـوا وَبَالَ ركوعِهـم وخُنوعِهـم
فالعيــشُ مُـــرٌّ .. والهـــزائـــمُ مُنــكَــــرَه
هـــذِي يـدُ الأوطــانِ تجزي أهلَها
مَــن يقتــرفْ فــي حقّهــا شـــرّاً.. يَــــرَه
ضاعت عُبَيلةُ.. والنياقُ.. ودارُها
لــم يبــقَ شــيءٌ بَعدَهــا كـــي نـخـســرَه
فدَعــوا ضميرَ العُــربِ يرقدُ ساكناً
فــي قبــرِهِ.. وادْعـــوا لهُ.. بالمغـــفـــرة
عَجَزَ الكلامُ عن الكلامِ .. وريشتي
لـم تُبــقِ دمعـــاً أو دمـــاً فـــي المـحبـرة
وعيونُ عبلـةَ لا تــزالُ دموعُهـــا
تتــرقَّــبُ الجِسْـــرَ البعيـــدَ.. لِتَــعـــبُــرَه
نصرالدين غطاس
Under Thetree [thetreeunder@yahoo.com]