لا إله إلا الله .. المؤتمر الوطني عدو الله!
osmanabuasad@gmail.com
كنت أمر بزاوية للطريقة التيجانية في حيِّنا.. صوت ينبعث من الزاوية في
تناغم جماعي مذهل:- " اللهُ.. اللهْ.. اللهُ.. اللْه.....".. و هاتف
ينطلق من ما وراء الطبيعة:- " و المؤتمر الوطني عدو اللهِ! اللهْ! عدو
اللهِ!.. اللهْ!..."
ضيَّق متنفذوا المؤتمر الوطني المعيشة على السودانيين تضييقاً خانقاً، و
سفينة المتنفذين تمخر عبابَ بحارِ كلِّ ما نهى عنه الله و رسوله من
اكتناز للمال.. و ظلم و تعسف و قتل الأنفس التي حرم الله قتلها إلا
بالحق.. و يأتي رمضان و يذهب رمضان.. و يأتي رمضان آخر و يذهب.. على مدى
حوالي 27 رمضان، و السفينة ماضية في غير بحار الله.. و ركاب السفينة
يمارسون ما يمارسون من حيف و قهر و استبداد.. و لا ينشد المتعسفون و
القَتلة توبة.. و يكذبون في شعبان و في رمضان.. و يتنفسون الكذب في كل
حركاتهم و سكناتهم.. و ينافقون الله و رسوله بكل وقاحة!
أطل الناطق الرسمي باسم الحكومة يوم السبت 21/5/2016 ليعلن عن حزمة
إجراءات يتم اقرارها بمجلس الوزراء خلال أسبوعين، و من ثم يتم كبح جماح
الدولار خلال أيام.. يا سبحان الله! ( إسبوعان) لاقرار الاجراءات تتم
بعد ذلك هزيمة الدولار ( خلال أيام).. ما أهونه من دولار إذا تحقق ذلك!
منافقون!
كلماتهم تُشهر سيف الكذب و تمضي عارية بين الناس، و يصفق بعض الناس، و
الناس سكات.. و الثور الأرعن يكذب.. ينطح يبقر بطوناً ما ذاقت طعم حياة
طيبة منذ سنين.. ( الجِنِّي) لم يتحرك.. ما يزال ( مكبوساً) في القمقم..
و ( علاء الدين) يتردد في استدعاء ( الجِنِّي).. لم يأن أوان إطلاق سراح
الجني بعد.. و الكذب ( ينداح) و ينداح و السرقات ( تنداح) و تنداح.. و (
أحسب أن) و ( أحسب أن) و لا حساب ولا محاسبة.. كلمات تصدر من ببغاوات..
تحدث البشير عن ( بشريات).. و انطلقت الببغاوات بالكلمة في جميع أنحاء
البلاد.. بشريات.. بشريات.. بشريات!
و تزاحم ( البُشرَياتُ) البشرياتِ.. و تتحطم أحلامَ الغلابى في التو و
اللحظة.. نحلم نتصور شكل البشريات لو تحققت.. لكننا ندرك، في التو، أن
البشريات سراباً بقيع.. لا نصدق أنهم سوف يكبحون جماح الدولار و هم
أنفسهم رافعة يجلس في قمتها الدولار الواثق من ضعف نفوس جالسة فوق كراسٍ
مسروقة..
كبح جماح الدولار قال!!
و يظل التسويف يلازم كل الكذب المتدفق.. ( سوف) و ( سوف) يقوم وزير
المالية بتوضيح الصورة الكالحة للضائقة المالية لوسائل الإعلام.. مع أن
وسائل الاعلام تفهم الضائقة المالية و مسبباتها أكثر مما يفهم الوزير! و
بثقة المنافقين يقول / أحمد بلال، الملكي الأكثر من الملك و المتحدث باسم
الحكومة، أن ثمة حزمة إجراءات لمعالجة الأوضاع الاقتصادية بالبلاد، وأن
هناك " مؤشرات إيجابية" لكبح جماح الضائقة المالية خلال أيام! و يلقي
بسبب الضائقة المعيشية على الحصار الاقتصادي.. و ينسى أن علاقة الحصار
الاقتصادي بالضائقة المعيشية في السودان ترتبط ارتباطاً عضوياً بعلاقة
التمكين بالتهميش الصارخ في البلد.. و تمتد العلاقة إلى وضع الرجل غير
المناسب في مكان غير مكانه..
الصحفية/ رندا عبد الله ذكرت في صحيفة ( اليوم التالي) الورقية، بتاريخ
24/5/2016.. أن وزير الأوقاف نوه، أمام البرلمان، إلى أن وزارته استأجرت
عمارة بمبلغ 23 ألف دولار شهرياً خصماً على منحة إماراتية.. و عدَّد
الوزير 6 مقار إيجاراتها الشهرية بالدولار.. و أن الموقع المختار كان
الأرخص من بين المقار المعروضة.. لذا تم استئجاره بالمبلغ المذكور لمدة 3
سنوات.. و ذكر الوزير أن إيجار العمارة القديمة بدأ بمبلغ 65 ( مليون)
جنيه.. و ارتفع إلى 85 ( مليون) جنيه شهرياً في العام الماضي.. و أن
المالك طالب بعد ذلك بمبلغ 200 ( مليون) جنيه شهرياً قبل أن يطالب
الوزارة بإخلاء المبنى..
غريبة! إن وزارة الأوقاف تمتلك عقارات لا حصر لها.. و مع ذلك تبحث عن
عقارات للإيجار.. إنها ( كالعيسِ في البيداء يقتلها الظمأً و الماء فوق
ظهورها محمولُ..).. و حديث الوزير اعتراف رسمي و صريح بالدولار كعملة
رسمية مبرئة للذمة في جمهورية السودان.. و يمكن تداوله في المعاملات خارج
البنوك و الصرافات الرسمية.. و أهل الحظوة هم المالكون للدولار ( بالطبع)
و المنتفعون من صعوده المستدام.. و لا سبيل للسماح لأحد أن يكبح جماح
الدولار المتصاعد في شموخ نابع من انتفاعهم المستمر من ارتفاعه؟
تسلمتُ بالأمس مبلغ فقط خمسة مليون و 200 ألف جنيهاً سودانياً لا غير
(5،200،000 ) ج س في موازاة مبلغ 400 دولاراً أمريكياً بعث به أحد
المغتربين السودانيين لمصلحة جهة ما في السودان.. و كان ينبغي أن أتسلم
المبلغ زائداً 200 ألف جنيه.. و لكن مبلغ ال200 ألف ذلك تسلمته شركة
الصرافة عمولة لخدماتها..
و في ذات يوم في بدايات الانقلاب المشئوم، قال صلاح كرار، عضو مجلس قيادة
انقلاب البشير، و الشهير بصلاح دولار:- " لو ما جينا كان الدولار لحِق 20
جنيه!".. و ها هو الدولار يلحق 100 ألف جنيه بعد التحولات من جنيه إلى
دينار، ثم عودة إلى الجنيه.. و تم خلال ذلك مسح الصفر من على يمين الجنيه
ثلاث مرات..!
قال كان لحق 20 جنيه قال، هو فضل في السودان جنيه؟!