لجان المقاومة قررت الرد القوي على تصريحات حميدتي التي وصف فيها التظاهرات بـ(العبثية)

 


 

 

”الجريدة“ هذا الصباح…  تسريبات تقول أن لجان المقاومة قررت الرد القوي على تصريحات حميدتي التي وصف فيها تظاهرات لجان المقاومة بـ(العبثية) بمزيد من التنظيم والاتفاق وإحداث نقلة نوعية في طبيعة المليونيات

منوعات الجمعة السياسية

إشراف: عبد الناصر الحاج

(1) وصول  الثوار القصر للمرة الثالثة..

والي الخرطوم يغادر بـ(نافذة) الإقالة الفورية !!

للمرة الثالثة من بعد "الانقلاب" يتمكن ثوار لجان المقاومة من الوصول للقصر الرئاسي للمرة الثالثة في مليونية الـ28 من فبراير المنصرم، وكانت الأولى في عيد ذكرى الثورة في 19 ديسمبر، بينما الثانية في 25 ديسمبر. وانتظر الثوار لمدة شهرين من معارك الكر والفر في شارع القصر خلال جداول التصعيد الثوري لشهري يناير وفبراير، إلا أنهم تمكنوا أخيراً من بلوغ محيط القصر وتجاوزوا كل الطوق الأمني المضروب على مداخل شارع القصر في مليونية 28 فبراير، وهو ذات الأمر الذي رفع من درجات التأويل والتفاسير للأسباب التي قادت الثوار لكسر الطوق الأمني الذي نجح في منعهم من وصول القصر لمدة شهرين متتاليين. كثير من المراقبين والنشطاء أرجعوا الأسباب لطبيعة الحماس الثوري الزائد عند الثوار بسبب فراغهم من الإعلان السياسي لميثاق سلطة الشعب، بالإضافة للطاقة الايجابية التي خلفها موكب الآباء والأمهات المتضامن مع الحراك الثوري للجان المقاومة في الـ26 من فبراير المنصرم، بيد أن هناك آراء أخرى اجتهدت في تفسير الوصول بأنه جاء بسبب خلل واضح في تماسك المنظومة الأمنية التي ظلت تتصدى للتظاهرات بكل أنواع العنف دون أن يرمش لها جفن، واستدل أصحاب هذا الرأي بقرار إعفاء والي الخرطوم المُكلف ورئيس لجنة أمن الولاية، الطيب الشيخ، من منصبه بقرار صادر من رئيس مجلس السيادة ، عبد الفتاح البرهان، وهو ما يشير إلى أن رئاسة مجلس السيادة لم تكن راضية من الوالي المُكلف بسبب ضعف خطته الأمنية في التعامل مع المتظاهرين الذين أعلنوا مسار حراكهم نحو القصر كالعادة قبل أيام من المليونية. وبحسب صحيفة (الحراك) الصادرة الخميس في الخرطوم،كشف والي ولاية الخرطوم المقال، الطيب الشيخ، تفاصيل جديدة حول إقالته، من قبل رئيس مجلس السيادة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان. وأرجعت مصادر أمنية أسباب إقالة الوالي، لعدم تنفيذه خطة أمنية للتعامل مع مليونية 28 فبراير الماضي، التي تمكن فيها الثوار الوصول إلى محيط القصر الرئاسي، وقالت صحيفة “الحراك” الصادرة الخميس بحسب مصادرها إن البرهان عندما استفسر وزير الداخلية المكلف عنان حامد ، عن أسباب وصول الثوار إلى القصر، أوضح له عنان أن اللجنة الأمنية برئاسة الوالي المقال لم تعقد اجتماعاً بِشأن وضع خطة أمنية للتعامل مع المتظاهرين، الأمر الذي اعتبره البرهان تهاوناً وعدم جدية في العمل، وبناء على ذلك قرر البرهان إقالة الوالي ـ على حد قول المصادر. بدوره قال الشيخ لـ”الحراك” إنه جرى إبلاغه بقرار إعفائه عبر الهاتف بواسطة أحد الأشخاص، وأضاف: لم يصلني خطاب مكتوب من رئيس مجلس السيادة يفيد بإعفائي من المنصب، ورفض الوالي المقال الإفصاح عن تأكيد أو نفي صحة معلومات إقالته بسبب وصول الثوار للقصر، غير أنه اكتفى بعبارة: “في النهاية قرار إقالتي جاء من القيادة العليا للدولة وبالتالي سأحترمه”.

(2) الذهب السوداني..

بريق سري في "صندوق الحرب" الروسية

في وقت يرتفع فيه شبح المسغبة في السودان، وتُعلن فيه وزارة المالية السودانية بأن عجزاً مُخيفاً يتوسد أدراج ميزانيتها خلال الشهور المُقبلة، وفي زمن تشهد فيه الأسواق السودانية أزيز الرحلة الصاروخية لسعر الدولار وهو يحلق مُتصاعداً لأعلى سقوفات ممكنة،  وهو ما يجعل كل السلع الحيوية بعيدة عن متناول أيادي المواطنين بسبب الغلاء الفاحش، وفي غضون هذا المشهد المشحون بحفيف الانهيار الاقتصادي، لا يرى السودانيين بريق الذهب الذي تمتلئ به بواطن أرضهم ، ولا يعلمون كيف يتم تصديره خارج خزانة الدولة ومصارفها الرسمية؟ ومن هي الجهات المسؤولية عن ذلك؟ رغم انشغال الصحافة والإعلام بموضوع الذهب، وكل ما كُتب عن علاقة روسيا بالصادر السوداني من الذهب بطرق غير شرعية لا تصب في وزارة المالية، وحينما توغلت روسيا في غزوها لدولة أوكرانيا وفتح العالم أفواهه أمام شبح الحرب العالمية الثالثة التي تملأ الأفق، هناك تسلل رعب الأمريكيين والأوروبيين وفاض يغمر الميديا وكل منصات الإعلام الرقمي، حديثاً عن ضرورة معاقبة روسيا وردعها وفرض عقوبات اقتصادية قاسية عليها ،  في هذا التوقيت تحديداً الذي ينشغل فيه العالم بالحرب الروسية الأوكرانية، تأتي سيرة السودان وذهبه محمولة على صفحات الصحف الأوروبية، حيث قالت صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حضّر للعقوبات الدولية بأطنان من الذهب الأفريقي. وأشارت – في تقرير لها – إلى أن السودان هي المصدر الرئيسي للذهب إلى روسيا التي هرّبت مئات الأطنان من الذهب السوداني خلال السنوات الماضية، كجزء من بناء “روسيا القلعة” ومنع تداعيات العقوبات التي قد تُفرض عليها إذا غزت أوكرانيا.  وجاء في تقرير الصحيفة البريطانية، أن الكرملين ضاعف حجم الذهب الذي أودعه البنك المركزي بأربع مرات منذ عام 2010، بشكل أدى إلى إنشاء “صندوق حرب” عبر خليط من الواردات الأجنبية والاحتياطي الكبير من الذهب المحلي، باعتبار روسيا ثالث أكبر منتج للأحجار الكريمة في العالم. وأصبح لدى روسيا ذهب أكثر من الدولارات الأمريكية لأول مرة منذ يونيو 2020، وتصل نسبة سبائك الذهب إلى 23% من الاحتياطي، وارتفعت قيمتها إلى 630 مليار دولار حتى الشهر الماضي. وفي الوقت الذي لا تظهر إحصائيات الحكومة أي صادرات للذهب من السودان إلى روسيا، إلا أن مديرا تنفيذيا لأكبر شركة إنتاج ذهب في السودان أخبر “ديلي تليغراف” أن الكرملين هو أكبر لاعب في قطاع التنقيب عن الذهب في السودان. وقال المصدر: “روسيا لديها الكثير من العمليات في الذهب السوداني وتم تهريب الكم الأكبر منه إلى روسيا عبر طائرات صغيرة “. ويُعتقد أن 30 طنا من الذهب السوداني نقلت إلى روسيا كل عام، مع أنه من الصعب تحديد حجم العملية الروسية في الذهب السوداني. ويرى محللون أن السودان قد يكون المصدر الأهم لروسيا في عمليات الحصول على الذهب، إلا أنه ليس الوحيد الواقع تحت رادار موسكو.

(3) المبعوث الأممي فولكر بيتريس..

تغريد بـ(أجنحة مكسورة) في فضاء خارج السودان

ظل المبعوث الأممي في السودان، فولكر بيتريس، مهموماً بقضايا الانتقال في السودان منذ تعيين البعثة بموجب قرار الأمم المتحدة الخاص بمساعدة الانتقال ومساندته ودعمه سياسياً، وفي كل المراحل التي شهدت تعقيدات شديدة في عمر الفترة الانتقالية، كان فولكر هو الأكثر ثقة وتفاؤلاً بأن شركاء الحكم الانتقالي سوف يتجاوزون الصعاب لأجل انتهاء الفترة الانتقالية وفقاً للمدة المنصوص عليها في الوثيقة الدستورية، وأظهر فولكر مرونة عالية جداً تجاه تفهم موقف المكون العسكري من قوى الثورة ومن موقف قوى الثورة تجاه العسكر، وحتى بعد الانقلاب المفاجئ الذي قاده قائد الجيش، ظل فولكر مهرولاً ما بين رئيس الوزراء الذي كان قيد الإقامة الجبرية وبين القصر الرئاسي لتقريب وجهات النظر بينهم، ومن ناحية أخرى، تعمق فولكر في الخوض في تفاصيل حوار جاد مع كل الفاعلين في المشهد السياسي، ولم يظهر قط فولكر بتصريحات سالبة أو يشوبها الإحباط، إلا أن صحيفة (الجريدة) تحصلت عبر محرر الترجمة في ألمانيا من الحصول على آخر حوار للمبعوث الأممي لصحيفة (تاز) الألمانية، حيث أقر فولكر بصعوبة المرحلة الانتقالية في ظل تجاذبات القوى بين المدنيين والعسكر، مؤكداً أن الاقتصاد في طريقه للانهيار، ولا مستثمرون يأتون للبلاد والأمن ما عاد مضموناً، وأجزاء من البلاد تسودها تقريبا فوضى سياسية، لا توجد قدرة حقيقية للدولة، الخدمة المدنية لا تعمل، بالمقابل هناك احتجاجات مستمرة ضد هذه الأوضاع، تشهد ضحايا مرةً بعد أخرى. وأكد أن الحكومة المدنية التي يمكن أن يتفق عليها الجميع من المرجح أن تجلب الاستقرار، وبحسب فولكر أنه من الضروري أن تتحدث الأمم المتحدة مع الجميع، خاصة وأن الطرفان غير راغبين في التحدث مع بعضهما البعض ، ومن يتحكم في الموقف لديه الأسلحة والموارد والقوة.

(4) خميس بلا مليونيات..

المقاومة تجهيزات مُدهشة للرد على تهمة (العبثية) !!

تفاجأ مواطنو الخرطوم والسلطات بأن لجان المقاومة لم يخرجوا للشوارع لتسيير المليونيات رغم أن منصات التواصل الاجتماعي كانت قد نشرت جدول الحراك الثوري لشهر مارس وأن أول مليونية كان من المقرر لها أمس الثالث من مارس، وقامت السلطات بإغلاق الكباري كل العادة وتحشيد القوات الأمنية الرادعة للمظاهرات، إلا أن الثوار لم يخرجوا وأكدوا أن شهر مارس لا زال خاضع لمشاورات لجان الميدان، بينما هناك تسريبات تقول أن لجان المقاومة قررت الرد القوي على تصريحات حميدتي التي وصف فيها تظاهرات لجان المقاومة بـ(العبثية) بمزيد من التنظيم والاتفاق وإحداث نقلة نوعية في طبيعة المليونيات بحسبان أن شهر مارس سيكون الشهر الأخير قبل دخول شهر رمضان الذي يتطلب جدولاً ثورياً مختلفاً في حال لم تتغيير الأوضاع.

الجريدة

 

آراء