للأذكياء فقط
شهاب طه
29 December, 2021
29 December, 2021
بأسف لتحديد الفئة المستهدفة بهذا المقال، وهي الذكية، وحقيقة لم أجد مفر من ذلك، ليس تكبراً ولكن حتى لا أزيد الحال سؤاً على سؤ وتتفاقم الخلافات والعداءآت والإساءآت التي أصبحت هي ديدن الظلنطحية .. أريد أن أقول للذين يخافون من إستقالة حمدوك دعونا نتخيل أن حمدوك قد إستقال ثم قام البرهان بتعيين رئيس وزراء وفق خياره الشخصي، حتماً هذا الوضع لن يكون أسوأ حال مما هو عليه الآن مهما كانت الشخصية المختارة لرئاسة الوزراء وحتى لو كان من كيزان الإنقاذ الذين هم في السجون
لماذا؟: لأن بذهاب حمدوك وتعين بديل يخص المجلس العسكري الإنقلابي سيكتشف هذا المجلس أنه نقل نفسه لما قبل ١١ ابريل ٢٠١٩ وأصبح في مواجهة مع كل الشعب الثائر دون فرز أو تصنيف وكذلك مع المجتمع الدولي، ولكم أن تتذكروا تلك الثلاثين يوماً، ما بعد الإنقلاب، والتي عاشها البرهان في أزمة عصيبة حقيقية في البحث عن رئيس وزراء بديل ولم يفلح .. فالوضعية السياسية الراهنة للمجلس العسكري لم يحظى بها نظام البشير مطلقاً لأن البشير قد عانى من مواجهة كل الشعب الثائر حتى سقط ولكن الآن هناك البعض من الشعب الثائر يدعم بقاء المجلس العسكري الإنقلابي وشراكته في السلطة فقط من أجل بقاء حمدوك في منصبه، وبذلك يمنحون الإنقلاب الشرعية المحلية والخارجية الكافية، حيث المجتمع الدولي يرغب في بقاء العسكر في السلطة وبل يدعمهم بالتجاوز عن مواثيق حقوق الإنسان والمحكمة الجنائية الدولية لأنه، وببساطة، هذا الفصيل النفعي القوي في المجتمع الدولي لا يرى شعوب العالم الثالث إلا في وجود حارس عسكري، من بني جلدتها, مطيع له ويحفظ مصالحه وخاصة أمريكا وأوروبا وأزيالهم من الأعراب
إذن الوضع الذي يتمتع به المجلس العسكري الإنقلابي في وجود حمدوك أفضل بعشرات المرات من أن يكون بدونه وفي المقابل هو بقاء مضر للشارع لأن إستقالته تعني غياب المبررات الكافية لعدم توافق الشارع السياسي الوطني الثوري فوراً وبدون أي شروط مسبقة أو معوقات وهو الحالة الوحيدة التي تمكن الشعب من هزيمة الإنقلاب الإنقاذي الأخواني العسكري بالمد الثوري السلمي الجارف
sfmtaha@msn.com
٢٨ ديسمبر ٢٠٢١