ماتت رقية .. وأحنا كلنا السبب .. ولازم نعترف !!!

 


 

 

 

 

رحلت الشهيدة رقية من دنيانا هذه وهى تعمل فى أشرف حقل من حقول العمل العام - التعليم-، وفى بيئة اردناها أن تكون الابعد من (العلم) الذى يدعو الى النظافة والاتقان والانضباط.

حرام علينا أن تتحول مدارسنا الى مايشبه الاصطبلات!1 بيئات غير صحية!! تلاميذ صغار فى اكثر المدارس ( الحكومية) يفترشون الارض..تكاد لا تتبين ملامحهم من أثر ماعلق فى وجوههم من تراب ! وأمامهم ما نسميه السبورة أصابها ما يصيب طرقنا من نتوءات و مطبات ، وتحول لونها الى شىء اقرب للون الرمادى.لا يكاد التلميذ المدفون فى رمل الفصل ان يرى ما يسطره المعلم !!

حرام علينا دنيا واخرة ..ان يصبح التعليم سلعة تتاح فقط للمتمكن المكتنز امواله ..لايهم ان كان حراما او حلالا-تحلل!!...المال هو المهم .. ومن لا يملكه فليذهب الى الجحيم ..فالدنيا للقادرين ..!!!

حرام علينا ان نتحدث ليل نهار عن أن الآخرة خير وأبقى .والدنيا عرض زائل ، ونقول لمن ملك الدنيا بأجمعها..هل راح منها سوى بالقطن والكفن...و ننسى مانقوله فى احاديثنا و اهازيجنا .ويكون همنا اكتناز المال بأى ثمن...، و لا نلتفت الى ما صنعناه بايدينا من مأس فى اكثر الميادين التى تهمنا فى حياتنا ( التعليم -و الصحة )

حرام علينا أن نظن أن التوجهات التى نواجهها لا قبل لنا بها ، لان الامكانات ضئيلة والمتطلبات عديدة .. وقليل من التفكير وكثير من الصدق سيجعلنا قادرين على الاقل خلق ظروف انسب فى الحقلين المذكورين (التعليم-و الصحة )

و صدقت لجنة المعلمين حين طالبت برحيل طاقم الوزارة المسؤؤلة والذى - حسب قولها- لم يأت لخدمة المعلم والتعليم. وهو الطاقم الذى يستصغر كل شىء عدا ما يهدد سلطانهم و مخصصاتهم..، و صدقت لجنة المعلمين فى قولها و تقييمها ...(ولكن ). ما يدهش ان هذه اللجنة أو حتى لجنة الاباء . وادارة المدرسة فى تلك المدرسة المنكوبة وغيرها من المدارس...لم يحركوا ساكنا، وهم يرون تردى الاوضاع البيئية ..

أعنى لو استمرأ من هم فى السلطة كراسيهم الوثيرة، وبراحتهم ظنوا ان كل الناس مرتاحين ...لماذا لا يكون هناك حراك ..يندد... و يرفض بل و يواجه.,,لماذا تحدث الكارثة ثم نتباكى عليها..و مصادر الماسى فى بلادى كثيرة بدءا من تدهور البيئة المدرسية و حوادث الطرق البرية المريعة لا سيما طريق مدنى الذى يحصد الارواح و كأننا فى ميدان حرب عصابات .و قصص صادمة نسمعها كل يوم عن ما يتم فى حقل العلاج ....لماذا لا تكون الاولويات ان نعالج ما يهم السواد الاعظم من ابنائنا وبناتنا ؟! بدلا من أن تهدر الاموال فى مخصصات لعشرات من الوزراء فى اصقاع الولايات العديدة .من عربات ومكاتب ، فى ولايات كان يدير الامور فيها محافظ ومدير نعليم ومدير صحة و مدير شؤؤن هندسية ( التنظيم )، و بعثات دبلوماسية كان يمكن ان تدار النشاطات فيها بعدد اقٌل عما هى عليها الان .. ولاسيما والتكنلوجيا الحديثة قد سهلت المهام ، و قليل من الفحص ببنود الميزانية العامة تظهر الى اى حد وصل الاستهتار بقيمة التعليم العام..و حق المواطن فى العلاج ...
و ياليت الذين يتباهون ليل نهار بوقوف الصين مع السودان علموا كم ضحى الصينيون وسميوا النمل الازرق لارتدائهم البدلة الافريقية الزرقاء .و عاشوا الكفاف قيادة وشعبا و حققوا ما يصبون اليه وان كانت معاناتهم الان اخذت اشكالا اخرى !.و لكن يراهنون بأنها ستكون الاعظم فى العالم خلال العقد القادم ....

و ياليتهم علموا ما قام به ( محاضير محمد ) حادى ركب بناة ماليزيا الحديثة ,و الذى لم يراهن على تطبيق قوانين الحدود الاسلامية .. او رفع صوته بشعارات تثير مكونات اخرى من مكونات مجتمعه .بل ركز كما قال فى محاضراته المشهودة انه اهتم بالتعليم ونوعه... و من ثم انطلق. ليخلق التجانس والانضباط

لتصبح ماليزيا العلمانية من الدول المتقدمة اقتصاديا والمستقرة اثنيا .

لم اقصد ان انكأ جرح افراد عائلة الشهيدة رقية . ولكن اردت ان اجعل من هذه الحادثة المفجعة ما يجعلنا ( كلنا) نفكر مليا فى دورنا لمحاربة السلبيات .

الموت ما أقساه .. والفراق ما افظعه...و لكن فلنجعل من فراق الشهيدة رقية .. ما يرتقى بنا ..لنقد الذات ونقد الاخر ، فمن الذات والاخر يبدأ التغيير....

 

آراء