متفرقّات حول إشادة الخارجية بتمديد العقوبات وعزاء المخلوع ومطربي الانقلاب !!

 


 

 

صدق أو لا تصدق..أن وزارة الخارجية أصدرت بياناً طويلاً عريضاً تشيد فيه بنجاح جهودها في تمديد العقوبات على السودان إلى 18 شهراً قادمة (بدلا من تمديدها لعام واحد)..! أي والله..فماذا يفعل الحاسد مع الرازق..!!
يبدو إن قيادة الوزارة تريد أن ترد على الشانئين الذين يهاجمون الانقلاب..! فقد أعلنت في بيانها أنها تتوجّه بالشكر للمجموعة العربية والإفريقية ودول التعاون الإسلامي وتقدّر (تعاطف حركة عدم الانحياز) وأصدقاء السودان بمجلس الأمن (ديل منو ديل..؟) الذين وقفوا معها من اجل استمرار العقوبات على السودان..! وان ذلك تم كما يقول البيان بالحرف (بفضل التحرّكات الدبلوماسية المكثفة للوزارة وبعثتها الدائمة في نيويورك طوال الشهرين الماضيين) أي والله.. تلك الجهود التي تتوّجت بتمديد العقوبات 18 شهرا..ثم يقول البيان إن هذا يحدث لأول مرة منذ فرض العقوبات قبل 18 عاماً..!
ويقول بيان الوزارة ضمناً إن العقوبات لم تعد تلائم واقع الحال اليوم في دارفور مع التنويه بالجهود التي نبذلها حكومة السودان (حكومة الانقلاب) من اجل تحسين الأوضاع ووقف إطلاق النار وتطبيق الخطة الوطنية لحماية المدنيين..!!
طبعا هذا البيان تم إعداده على يد من يترأسون وزارة الخارجية الآن (تحت الانقلاب) ولا نرى انه من عمل المهنية الدبلوماسية التي يتصف بها العديد من العاملين فيها من أصحاب الوطنية والكفاءة (المغضوب عليهم)..آمييين..!
**
لا ننتظر من كل الناس أن يكونوا ثوريين أو ذوي (حساسية وطنية أو اجتماعية)..! لكن مع هذا لم يكن من الملائم أن يبدر من بعض الرموز التي يحفظ الناس لها مواقع طيبة في (المجال الطبي الرفيع) وعلى الصعيد الاجتماعي ما تناقلته الوسائط من حفل بهيج تم في ذات الأيام التي يموت فيها الشباب برصاص الانقلاب..(ولا بأس من ذلك)...! لكن المشكلة أن يكون ضيف شرف الاحتفال هو قائد الانقلاب الذي يقتل الشباب وهو يطل على الناس هو وصاحبه..ويبشّر بأهازيج الفأل والعديل والزين...معانقاً صاحب الحفل (الرجل الكبير) كتفاً بكتف..! حقاً للناس في ما يعشقون مذاهب...!
**
وبمناسبة حفل الزواج هذا..فإن الإنقاذ بمثلما لها من (مليشيات) فقد اصطنعت أيضاً (مطربين ومطربات ) تطيب لهم (النقطة والمظاريف)..! وكذلك أنشأت عدداً من الشخوص الكاريكاتيرية وزرعتها في الحقل الرياضي وفي المنتديات العامة وفيهم شعراء ومتشاعرون غاية في السُخف يتبعهم غواة..وثقلاء تقدمهم القنوات الفضائية في فقرة (ظرفاء المدينة)..!
هؤلاء المطربين والمطربات الأفذاذ لا يمثلون سوى (صفر كبير) في قياسات الوطنية والوعي..! فهم لا يعرفون قيمة الفنان الذي لا يمكن أن ينفصل عن شعبه ويصبح ذيلاً للسلطة..! لقد نفختهم الإنقاذ (واستلمهم الانقلاب صرّة في خيط) ومثالهم يتجسّد في مغنية عندما يهتف الشعب ويقول (مدنية مدنية) تتطوّح وتهتف ملء أشداقها: (عسكرية عسكرية)..! في حين أن العساكر أنفسهم يقولون مدنية مدنية (غصباً عنهم)...!
ما هذه النماذج..؟! حقا إن مطربي الإنقاذ يشبهون الإنقاذ..! ولا بد أن يكونوا رجالاً ونساء من أصحاب الجهالة و(أهل الشحم والورم) وغلاظة الحس..! ألا يكون لأصحاب الاحتفالات الاجتماعية من اختيار غير هؤلاء المطربين الذين أنتجهم مناخ الإنقاذ الوبئ الوخيم..؟ سبحان الله...!‍
**
البشير ذهب إلى تلقّي العزاء في احد إخوته..وهو مدان باتهامات ثقيلة تحمل في طياتها الإبادة والقتل والسحل وخرق الدستور.. وكان ذهابه من مستشفى علياء الفاخر إلى منزله الفاخر أو منزل ذويه الفاخر (فهو لم يكن في السجن كما لم يكن مريضاً) ذهب وهو يرتدي العمة والشال والجلابية الناصعة بدلاً من (بردلوبة السجن)..! فربما يكون في إعمال القانون وفي أعمال القضاء والنيابات وشروط الإطلاق والتسريح (خيار وفقوس) أو ربما لا يزال منهم من يعده حتى الآن (الرئيس القائد) رغم الحكم عليه في قضية سرقة واحدة بقضاء عامين في مؤسسة إصلاحية..!
ولعل البشير يتذكّر انه هو وجماعته ونظامه كان يمنعون إقامة العزاء على من يقومون بقتلهم ودفنهم أحياء..وكانت عساكرهم الانكشارية وجلاوزة أمنهم تداهم سرادقات العزاء وتفرّق جمعها بالغازات والهراوات..! لعل الذكري تنفع الفلول..!
وحق للشخص أن يتساءل: هل مَنْ يذهب لعزاء المخلوع مأجور..؟! أما كان يكفي أن يطلب الرحمة والمغفرة للمرحوم من منازلهم..؟! لقد أحسن مَنْ قال إن الإنقاذيين (بجناحيهم) يستحقون المقاطعة الاجتماعية..حيث أنهم قطعوا وشيجتهم مع الشعب باغتيال وتعذيب أبنائه عمداً مع سبق الإصرار..ولم يتركوا بابا للتراحم والتوادد إلا وأغلقوه بالضبّة والمفتاح ..!
**
هل هذه الحالات هي وحدها من غرائب التي يشاهدها الناس في دولة الانقلاب )الوريث الشرعي للإنقاذ(..؟! دولة الفوضى التي يتم فيها تعيين شخص مديراً طبياً في مستشفى عمومي وهو (خريج تربية بدرجة مقبول)..!لله لا كسّبكم..!

murtadamore@yahoo.com
//////////////////////////

 

 

آراء