مجلس الامن الدولي والموقف من كردستان العراق وجنوب السودان
في تطور درامي مجلس الامن الدولي يتحفظ رسميا علي المشروع الانفصالي لتقسيم العراق ويرفض الاستفتاء علي مشروع التقسيم بواسطة بعض المجموعات الانفصالية الكردية ويعبر عن قلقه إزاء ما وصفه ب "التأثير المزعزع للاستقرار" لخطط حكومة إقليم كردستان لإجراء استفتاء من جانب واحد الأسبوع المقبل.
كما جاء في حيثيات القرار الاممي في هذا الصدد:
" ان مجلس الامن يعبر عن عميق احترامة وتقديره الدائم لاستقلال وسيادة ووحدة الاراضي العراقية" .
ومن ناحية اخري فقد قام الزعيم الانفصالي الكردي مسعود البارازاني بانذار حكومة بغداد والمجتمع الدولي بالبحث عن بدائل لحل الازمة وهدد باجراء الاستفتاء المزعوم لاستقلال الاقليم الكردي في الميعاد المحدد.
بينما هددت تركيا وايران وحكومة بغداد الموالية لطهران باتخاذ تدابير معينة ضد الكيان الكردي في حال اجراء الاستفتاء واعلان استقلال الاقليم وربما انتهي الامر بحرب اقليمية مدمرة تقضي علي الباقي من امن واقتصاديات المنطقة المدمرة والغارقة في الفوضي وحروب الابادة الدينية والطائفية في سوريا والعراق كاحد استحقاقات مرحلة مابعد سبتمبر 11 وغزو واحتلال العراق الذي تحول الي لعنة تحرق الجميع.
حسنا فعلت المنظمة الدولية ومجلس الامن والمجتمع الدولي باتخاذ القرار السليم ورفض المخطط الشعوبي لتقسيم المتبقي من دولة العراق ولكن اين كان قانون الغابة الدولية هذا عندما وافقوا بالامس علي تقسيم السودان وفق صفقة مشبوهة اطرافها النظام العالمي المعطوب ودوله الكبري انذاك و نظام الامر الواقع في الخرطوم عندما قاموا بتسليم الاقليم الجنوبي والجزء التاريخي الذي لايتجزاء من خارطة السودان القومية الي مجموعة من المغامرين الانفصاليين وسط صمت وخنوع وسلبية بعض النخب السياسية والمتعاطفين مع المجموعات الانفصالية التي لم تبدي التحفظ مجرد التحفظ علي ما حدث من خيانة للمواثيق والتنكر للتضحيات العظيمة التي قدمها شعب السودان للحفاظ علي وحدة ترابه الوطني ووحدته الوطنية.
اليوم تشرد شعب جنوب السودان في البلاد امام انظار العالم كله ولابواكي عليه وهو يسدد ثمنا فادحا ويموت في الاحراش جوعا وعلي حدود دول الجوار في ظل وضع سياسي بالغ الخطورة والتعقيد وفي ظل العجز والفشل الواضح للمجتمع الدولي والدول الكبري في ايجاد حل وحد لهذه الكارثة والمحرقة المعاصرة التي شاركوا في صنعها بحماس فائق واستعجال غير مسبوق والمشهد في مجمله يكشف عن حجم الازمة الاخلاقية المستحكمة علي الاصعدة الدولية والقطرية واذدواجية المعايير حيث من المعروف والمفترض لكل عاقل ولكل باحث عن الحقيقة انه لافرق بين الوضع التاريخي والجغرافي في القوانين الدولية لجنوب السودان وكردستان العراقية .
ولكن صدق من قال من يهن يسهل الهوان عليه.
www.sudandailypress.net
///////////////