محمد عصمت: حكومة الصادق المهدى كانت سببا أساسيا و مباشر و السبب الوحيد فى فشل إنفاذ إتفاقية الميرغني قرنق.

 


 

 


حوار مع زعيم الإتحادى الموحد محمد عصمت حول قضايا الساعة و المسكوت عنه

حاورته عبير المجمر(سويكت)
الخرطوم السودان

من إنجازات فترة حكم الأحزاب القصيرة، السودان فى يوم من الأيام كان زعيمه الازهري يلقب بعمدة أفريقيا و سلطان العرب و من إنجازاته فى ذلك الزمان مواجهة الصلف الاسرائيلي بإنعقاد مؤتمر القمة الأفريقي فى عام ١٩٦٧ فى أعقاب هزيمة مصر .

حكومة الصادق المهدى كانت سببا أساسيا و مباشر و السبب الوحيد فى فشل إنفاذ إتفاقية الميرغني قرنق.

إتفاقية الميرغني قرنق وجدت إجماعًا من الشعب السوداني لم يحدث إلا عند إعلان الأستقلال من داخل البرلمان لكن كانت هناك مناكفات و غيرة سياسية.


دكتور منصور خالد و مواقفه تجاه القيادات السياسية بالبلاد هو موقف واضح،و ولعه و حبه للأنظمة الاستبدادية و العسكرية أيضًا واضح كما أن موقفه من التحزب كمبدأ هو موقف واضح.


موضوع دكتور منصور خالد لا نريد أن نتبادل فيه الإتهامات ما بين أهل السياسة و ما بين أهل الشمولية، لكن ما نستطيع أن نقوله أن ليس هناك دولة تقدمت و أصبحت من دول العالم الأول بدون أحزاب.


الأنظمة العسكرية ظلت تزرع فى عقول الأجيال كرها للديمقراطية و الأحزاب،و ميراثها هو عبارة عن مزيج من الإنحطاط و الضياع وأصبحنا لسنا فى أواسط الشعوب أو مقدمتها بل فى أواخر القوائم، و تتفوق علينا شعوب مثل الصومال و تشاد و غيرها من الدول.


الأحزاب أوفت بما وعدت من إنجازات فى ظل ظروف و تعقيدات و قصر الفترة التى حكمت فيها مقارنة بمورث انحطاط و ضياع لأكثر من خمسين سنة و أكثر حكمت فيها الأنظمة العسكرية الشمولية الديكتاتورية بلادنا.

الديمقراطية أهم أدواتها الأحزاب .


أعظم إنجاز فى حياة اى أمة هو استقلالها و يظل هذا الإنجاز العظيم استقلال السودان ماركه مسجله للأحزاب السودانية و فى مقدمتها الحزب الوطني الاتحادى ...

لا تستطيع اى جهة ان توقعنا فى فخ مشاركة بعضنا النظام السابق.

مشاركة البعض النظام السابق لا تفقدنا موقعنا داخل الشارع السياسى، و الدليل على ذلك التأييد و الدعم و المساندة التى نجدها فى الشارع السياسى و الجماهيرى.

مشاركة الاتحادي لنظام الإنقاذ كانت بأسماء الحزب إلا أنها كانت لكوادر محددة عندها ولع بالمناصب و السلطة.

بعض القيادات الاتحادية التى شاركت النظام البائد الأن تعيش الحرج الذى وضعت نفسها فيه لمشاركتها النظام السابق .

الجزء الأول

‎القراء الأعزاء والعزيزات السودان اليوم يمر بفترة
‎ حساسه وهامة للغاية فلابد من الحرص والانتباه لأهمية المرحلة الدقيقة التى فى امس الحاجة لزعماء الوطن المخلصين الذين يتميزون بالولاء والوفاء لتراب هذا البلد العزيز المستعدون للتضحيه من أجله بالغالى والرخيص، ويقدمون مهجهم وأرواحهم قربانا للسودان ليتبوء مكانه السامى بين اعظم الدول رقيا وتقدما وازدهارا
‎نحن اليوم نلتقى بواحد منهم وهو الأستاذ محمد عصمت يحيى رئيس الحزب الإتحادي الموحد الذي حينما تجلس إليه تجد نفسك امام مفكر وزعيم وثائر وطني يحمل الوطن في حدقات عيونه لا يزايد ولا يجامل ولا يساوم، زعيم ثورى سودانى اصيل كشجر النخيل الذى ارتوى عذوبة من مياه النيل السلسبيل .
‎حملت اليه كل الأسئلة المحرجة و وضعته في كرسى ساخن فلا تململ ولا تضجر ولا تغير بل وجدت عنده صدرا فسيحا مريحا يتنفس بهواء اكسجين حرية التعبير والنقاش الأمر الذى شجعنى بطرح كل ما فى جعبتى من استفهامات وطنية ساخنة وهامة بلا وجل ولا خوف وارتفع محدثى لمستوى الحوار فكرا وثقافة وسياسة وثورية تدفق وتنثال وطنية وعبقرية سودانية بلا انتهازيه او نرجسيه حزبية بل انضباط وارتباط بحب تراب هذا الوطن بلا من او تعالى او كبرياء
‎ وان تعجب ما تعجب الرجل ليس سياسى حزبى فحسب بل اقتصادى عبقرى من الطراز الأول
عمل كنائب مدير بنك السودان المركزي "قطاع المصارف" و حتى اشركك فى الاستمتاع بحلاوة العطاء الفكري والثقافي أحيلك الى مضابط الحوار :

بداءا نرحب بكم سعادة الرئيس محمد عصمت يحى و من هنا نبدأ،‏مشاركة الحزب الاتحادي الأصل في الحكومة أفقدته مصداقيته فى أعين الثوار الأحرار فمهما أختلفت المسميات"إتحادى معارض"،"إتحادى موحد" لا يفرق شئ،فكيف لكم ان تستعيدوا تلك الثقة المفقودة؟
أولًا هذا التحليل غير صحيح ، لكن صحيح ان هناك عدد من الاتحاديين على رأسهم الحزب الاتحادى الأصل و الإتحادى المسجل شاركوا نظام الإنقاذ منذ العام ١٩٩٨ و مرورا بعام ٢٠٠٥ بعد إتفاقية السلام، هذين الحزبين لا يمثلوا مجاميع الجماهير الإتحادية على مستوى السودان، و كثير جدا من العضوية داخل الحزبين كانوا ضد المشاركة،و هى مشاركة كانت بأسماء الحزب إلا أنها كانت مشاركات لكوادر محددة كان عندها ولع بالمناصب و السلطة، لكن جماهير الحزب الإتحادى على مستوى السودان كله كانت رافضة تمامًا للمشاركة،و كانت ضد النظام البائد،و تلك القيادات التى شاركت الان تعيش الحرج الذى وضعت نفسها فيه لمشاركتها النظام السابق .
نحن و من خلال تواجدنا في الجماهير الإتحادية على إمتداد الوطن،نستطيع ان نقول أننا كنا الفصيل و التيار الغالب فى صنع ثورة ديسمبر المجيدة، فغالبية هذه الجماهير تاريخيا و حاضرا هى جماهير اتحادية، التاريخ شاهد على أننا كنا حزب الأغلبية مثلما كنا حزب الحركة الوطنية، و مشاركة البعض منا خلال النظام البائد لا تستطيع ان تفقدنا موقعنا داخل الشارع السياسى، و الدليل على ذلك التأييد و الدعم و المساندة التى نجدها فى الشارع السياسى من خلال حضورنا و مشاركتنا فى اللقاءات الجماهيرية فى الاسافير فى المواكب، نحن كأتحاديين موجودين و لا تستطيع اي جهة بأى حال من الأحوال ان توقعنا فى فخ مشاركة النظام السابق، و هذه مسألة معلومة بالضرورة لكل ابناء و بنات الشعب السوداني ان الاتحاديين كان البعض منهم و هم قله قليلة من خلال الطعم وجدوا أنفسهم فى موقف حرج
لكن نحن الاتحاديون نعمل من اجل الوحدة و السلام داخل بلادنا و عدم تكرار التجربة الأليمة التى كان من أهم مترتباتها انفصال جنوبنا الحبيب .

حسنا سعادة الرئيس كنتم قد تحدثتم عن ان سبب فشل إتفاقية الميرغني قرنق كانت "المناكفات" أي ان صح التعبير "الصراعات الحزبية"؟
لا لم تكن صراعات حزبية ،خلينا نتحدث بوضوح ،لم تكن صراعات حزبية بالمعنى المفهوم اي شاركت فيها كل الأحزاب ،إتفاقية الميرغني قرنق وجدت إجماعًا من الشعب السوداني لم يحدث إلا عند إعلان الأستقلال من داخل البرلمان.

حسنا ان كان الأمر كذلك فما هى أسباب الفشل إذن ؟
حكومة الصادق المهدى فى ذلك الزمان كانت سببا أساسيا و مباشر و السبب الوحيد فى عدم إنفاذ إتفاقية الميرغني قرنق.

حسنًا استاذ محمد عصمت يحى،دعونا نتوقف فى نقطة معينة حديثكم حول الأحزاب ، فدكتور منصور خالد رحمة الله عليه شخص الداء فى السودان بصورة مختلفة عنكم ، و أتهمكم كأحزاب و مثقفون بأنكم أث الداء و البلاء و ان النخبة التى تعتبر هى مشاعر الفكر السياسى و الحزبى منذ إستقلال السودان و حتى اليوم كانت هى السبب المباشر فى تعطيل الحرية و الديمقراطية ،حيث ان الأحزاب بسبب صراعاتها و اختلافاتها و عدم الديمقراطية فيها هى التى مهدت لبقاء العسكر و سيطرته على البلاد منذ سنين طويلة؟
أولًا نترحم على فقيدنا دكتور منصور خالد ،مواقف الدكتور منصور خالد من التحزب كمبدأ هو موقف واضح ، و مواقفه تجاه القيادات السياسية بالبلاد هو موقف واضح و ولعه و حبه للأنظمة الاستبدادية و العسكرية أيضًا موقفه واضح، لا نريد أن نتبادل الإتهامات ما بين أهل السياسة و ما بين أهل الشمولية لكن ما نستطيع أن نقوله أن ليس هناك دولة تقدمت و أصبحت من دول العالم الأول بدون أحزاب، و العقل البشرى حتى الآن لم يبدع إبداعا يساعد فى نمو و تطور الشعوب و الأمم و الدول إلا بالديمقراطية، و نعلم أن الديمقراطية أهم أدواتها الأحزاب هذا ما يمكن أن نقوله فى مواجهة الدكتور منصور خالد فى هذه العجاله لان التصدى لاى مقولة "مقال" أو"كتاب" لدكتور منصور خالد يحتاج لمساحة واسعة يستطيع فيها الإنسان أن يرد و يفند آرائه فدكتور منصور خالد لاشك انه مفكر سودانى له إسهاماته السياسية التى كانت سائدة فى بلادنا منذ الأربعينات .

حسنا تحدثتم عن الأحزاب و الديمقراطية حدثونا إذن كيف سوف تستطيعون إستعادت الحرية و الديمقراطية فى السودان بعد إنتهاء الفترة الإنتقالية ؟و كيف لكم كأحزاب تهيئة سودان قوى ديمقراطى يستعيد فيه السودان أمجاده و فى نفس الوقت تجنبوه الانقلابات العسكرية، فمن المعلوم ان فترة الحكم العسكرية فى السودان اكثر من خمسين عاما مقارنة بفترة حكم الأحزاب حوالي اثنتى عشر عاما؟
فترة حكم الأحزاب بالتحديد ثلاثة عشر عاما، و عندما نتحدث عن السودان دعينا نقول ان أعظم إنجاز يتحقق فى اي دولة ترفع له الرؤوس، و تشد الأعلام ،و تصدح الموسيقى هى الأيام الوطنية للشعوب إذا كان الأمر كذلك فأن أعظم إنجاز فى حياة إي شعب أو أمة هو استقلالها أو احتفالها باليوم الوطني يظل هذا الإنجاز العظيم استقلال السودان ماركه مسجله للأحزاب السودانية و فى مقدمتها الحزب الوطني الاتحادى ...

عذرًا على المقاطعة سعادة الرئيس يمكن ان نوضح عدا ثورة ديسمبر المجيدة كحدث تاريخى ليست ماركه مسجله للأحزاب و لكن نجح الثوار فيما فشلت فيه الأحزاب و الحركات المسلحة على مدار ٣٠ سنةً و اسقطوا نظام الإنقاذ .

دعيني أكمل، ما تلى ذلك من جلاء للقوات الاستعمارية ما تلى ذلك من رفع أموال للموظفين المصريين و البريطانيين تظل هذه حتى الان أعظم الإنجازات التى تحققت فى تاريخ السودان الحديث، نستطيع ان نقول ان هذه الأحزاب هى اول من وضعت للدولة الحديثة فى السودان، و ذلك من خلال التجربة الديمقراطية التى بدأت فى عام ١٩٥٤ و حققت من خلال هذه التجربة كل هذه الإنجازات فى السودان فى يوم من الأيام كان زعيمه الازهري يلقب بعمدة أفريقيا و سلطان العرب و هذا اللقب يظل من أعظم إنجازاته فى ذلك الزمان مواجهة الصلف الاسرائيلي بإنعقاد مؤتمر القمة الأفريقي فى عام ١٩٦٧ فى أعقاب هزيمة مصر حينها، لذلك عندما تتكلم عن الإنجازات فى ظل الفترة القصيرة جدا التى حكمت فيها الأحزاب فى عمر اكثر من ٦٣ سنةً هى لم تحكم سواء ١٣ سنةً فقط، نستطيع أن نقول الأحزاب أوفت بما وعدت من إنجازات فى ظل ظروف و تعقيدات و قصر الفترة التى حكمت فيها، بينما خلال الخمسين سنة و الأكثر من خمسين سنة التى حكمت فيها الأنظمة الشمولية الديكتاتورية و العسكرية بلادنا لم تورثها إلا هذا الميراث الذى هو عبارة عن مزيج من الإنحطاط و الضياع، و أصبحنا لسنا فى أواسط الشعوب أو مقدمتها بل فى أواخر القوائم، و تتفوق علينا شعوب مثل الصومال و تشاد و غيرها من الدول، هذا هو ميراث الأنظمة العسكرية لذلك ظلت هذه الأنظمة تزرع فى عقول الأجيال كرها للديمقراطية و الأحزاب، و نستطيع ان نقول أنها نجحت نجاحًا نسبيًا و مقدرًا فى هذه الزراعة الكارثة، لكن نحن نعول على وعى شعبنا و شبابنا نحن عندنا جيل من الأجيال الان يملك من المعارف و التقنيات ما يعينه على التفكير السليم و ما يعينه على الإنجاز العظيم فى نفس الوقت، و لعل أعظم إنجازاته ثورة ديسمبر المجيدة التى أسقطت أشرس نظام مدعوم من تنظيم عالمى متمدد له من الإمكانات و القدرات ما له، و فى نفس الوقت مدعوم بدولتين محوريتين فى المنطقة الكل يعلمها، و هذا كله تحقق بوعى بناتنا و أولادنا، لذلك نحن نعول على هذه الدرجة من الوعى التى بلغها شبابنا، حينها سوف نطرح برامجنا.
نحن الان كحزب إتحادى موحد شعارنا الحصة وطن، نعمل على إعادة اللحمة بين الحرية و التغيير حتى تعود كما كانت فى ساحة الإعتصام، تلك الروح التى تحققت بها الثورة و سوف تتحقق بها كل الإنجازات التى يتمناها شبابنا فى هذه المرحلة الإنتقالية حينما ننتهى من القضايا الكبرى المطروحة الان مثل قضايا السلام و الأزمة الإقتصادية فى مراحل إعادة بناء السلام، و بمساعدة العالم كله، بعدها سنطرح برنامجنا الحزبى ،و عندها نعول على وعى ابناء و بنات السودان هو الذى يحدد و هو الذى يختار من يحكمه، و يواصل الإنجاز فى مرحلة ما بعد الإنتقال، و ابتداء مرحلة جديدة فى تاريخ شعبنا و هى العهد الديمقراطي الرابع ان شاءالله .

تابعونا للحوار بقية

elmugaa@yahoo.com

 

آراء