مرآة المُجرم كوشيب والخبراء الاسطراطيجيين !!

(الحرية والتغيير هي التي دفعت “على كوشيب” للذهاب إلى المحكمة الدولية)..!! هذه ليست خطرفات مخمور..إنما هي أقوال “الخبير الاسطراطيجي” عبدالهادي عبدالباسط..! إنه يكرّر ذلك ويرفع عقيرته على قناة فضائية والزبد يتطاير من فمه وهو سادر في غيّه و(لا يستحي على شيبته)..!!
ولكن مما يخفّف عنه الملامة إنه رجل جاهل “بدرجة لواء” على عقله طبله صدئة..فمن أين تنفذ إليه المعرفة وهو يتحصّن بجهل عتيد (شيّده ورعاه) طول عمله في الإنقاذ وتمترس خلفه في أمان بأن لا يصل إليه أي ضوء من فطنة أو شعاع من عقلانية..!
إنسان كرّمه الله بأن جعله من البشر وليس من السوائم والفقاريات..كيف يضع نفسه في مظنّة المثل الذي يردده (أولاد الريف والشوام) والذي يقول عن صاحب الجهل المصحوب بموت الضمير والعنطزة الفارغة (تور الله في برسيمه)..!
كلام هذا الرجل هرطقة غاية في السخف والحضيضية..لا تستحق الرد ولا تحتاج إلى شرح وتفسير..إنما قصدنا بيان (حالة كوشيب)..لأن الإعلامي الذي قام بمحاورة هذا الرجل الجاهل تركه يصرخ ويرغي ويزبد..ولم يسأله أولاً: ماذا فعل كوشيب؟ ولماذا هو في المحكمة؟ فهذا هو أصل القضية وليس الدافع الذي جعله يذهب إلى المحكمة..!!
الحرية والتغيير هي التي دفعته للذهاب للمحكمة فوافق وذهب طائعاً مختاراً..؟! أم أنه بعد عدة محاولات لتصفيته خاف على حياته بعد يقينه بأن (إخوته في الإنقاذ) يريدون إسكاته للأبد..كما فعلوا “بالمجاهدين” الذين أمروهم بقتل حسني مبارك ثم عادوا وقتلوهم هم أنفسهم واحداً تلو الأخر..!
ترك هذا “الاسطراطيجي” جرائم “علي كوشيب” وأصبح يتحدث عن الحرية والتغيير..! هذا الرجل الذي لم يضف إليه مرور السنوات والشيب الذي وخط رأسه خردلة من حِكمة أو دين أو ضمير أو وقار؛ كيف يتجاهل جرائم كوشيب التي ارتكبها في حق أهله السودانيين: ونحن ذكر لهذا الاسطراطيجي شريحة صغيرة من جرائم كوشيب التي لم ينكرها (الجرائم التي ارتكبها شخصياً):
(504) عملية اغتيال
حرق أكثر من 313 قرية في مناطق كودوم وبنديسي ومكجار واراولا ومكلوك بدارفور
(20) حالة اغتصاب لطفلات حجزهن في مقر إقامته
تشريد (41) ألف مواطن قسراً من وادي صالح بدارفور
قتل (150) شاباً في قرية قلانيا
قتل (32) رجلاً في بلدة مكجر
حرق (30) طفلاً بإلقائهم في النار خلال 90 دقيقة فقط
قتل الشباب حرقاً بتعليقهم على العيدان وإشعال النار من تحتهم
نكتفي بهذه الشريحة من جرائم كوشيب الذي لم ينكر أن (طائرة أنتونوف) كانت تصحب غزواته..وتضرب القرى ليهرب أهلها خارج مساكنهم ويتكفّل رصاص مليشياته باستقبالهم..!
ولكن هل كان كوشيب يفعل ذلك بعيداً عن قيادة الإنقاذ و(مؤتمر السجم والرماد الوطني.).؟!
لقد وضع “د.الشفيع خضر سعيد” الأمر في نصابه وفي ميزان المنطق العادل الذي لا يحيف ولا يميل؛ وأوضح أن “كوشيب كان مرآة صافية تعكس وجه نظام الإنقاذ كما هو: عقل يخطط من مركز القيادة وذراع تبطش على الأرض”..وبناءَ على ذلك “لم يكن كوشيب حالة استثنائية أو انحرافا عن المسار”..!
وأبان د.الشفيع عن الترابط القانوني بين جرائم كوشيب و(النفرَة) التي أعلنها المخلوع البشير في دارفور في ديسمبر 2003 وكلّف بموجلها كوشيب بصفته احد أعضاء المنظومة الأمنية للإنقاذ بإعداد الجنجويد وزوّده بالمال والسلاح..وكان قادة نظام الإنقاذ يرافقونه في جولاتهم الميدانية..وبهذا “لم يكن كوشيب ومليشياته سوى ترس في آلة إبادة أكبر جرى تنسيقها من أعلى الهرم”..!
هل يجهل “جماعة الكيزانوفوبيا” و”صحفجية اريتريا” نشأة مليشيات الجنجويد التي أصبحت بفضل تمويه الإنقاذ “قوات الدعم السريع”..!
ها هي دارفور كما قال د.الشفيع تنزلق الآن مرّة أخرى على طريق الموت والخراب والإبادة والتطهير العرقي..أيضا بفضل الكيزان أنفسهم..!
فعلاً كما قال الرجل لا مناص من إقامة محاكمة شاملة (جنائية وأخلاقية وسياسية) لنظام الإنقاذ ومليشياتهم ..هذه جرائم في حق آلاف الضحايا وفي حق الدماء المهدورة والديار المحروقة والفظاعات التي يشيب لها رأس الغراب..!
هذه الجرائم لا يمكن نسيانها أو دفنها تحت “فضلات الذباب الاليكتروني” والمتكسّبين من الحرب وطموحات المرتشين ولعلعة المثقفاتية الأساتذة (بالعي الذمة)..الله لا كسّبكم..!
murtadamore@yahoo.com
مرتضى الغالي

عن د. مرتضى الغالي

د. مرتضى الغالي

شاهد أيضاً

د. عبدالله علي إبراهيم: مع الحرب وضد الهدنة..!

د.عبدالله علي إبراهيم قدّم دفوعات عن حركة الكيزان لم يتطوّع بها حتى زعيمها حسن الترابي..! …