تم اعتقال الصحفي السوداني المستقل معمر إبراهيم بسبب عمله الصحفي يوم الأحد 26 أكتوبر على يد قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، التي سيطرت عليها القوات بعد أكثر من 500 يوم من الحصار والمواجهات مع الجيش النظامي. تدعو مراسلون بلا حدود قوات الدعم السريع إلى الإفراج الفوري عنه، وتحملها المسؤولية كاملة عن سلامته الجسدية.
يوم 27 أكتوبر، أكدت مصادر رسمية في قوات الدعم السريع لـمراسلون بلا حدود أن الصحفي معمر إبراهيم، الذي يغطي منذ عامين تطورات الصراع في الفاشر ويوثق الوضع الإنساني في المنطقة، بما في ذلك لصالح قناة الجزيرة القطرية، يخضع للتحقيق بتهمة “إثارة الفتنة” و“نشر أخبار كاذبة”. هذا ويُحتجز الصحفي في مكان سري دون أي تواصل مع أسرته أو محاميه.

“رغم إعلان قوات الدعم السريع أن الصحفي بصحة جيدة وأنها ستسلمه قريباً إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تؤكد مراسلون بلا حدود أن الاحتجاز السري يُعدّ انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي، وأن على جميع أطراف النزاع احترام حق الصحفيين في الحماية. وتطالب المنظمة قوات الدعم السريع بالإفراج الفوري عن معمر إبراهيم وأربعة من زملائه لا يزالون رهن الاعتقال، وبوضع حدٍّ للأعمال الانتقامية ضد العاملين في المجال الإعلامي. يجب أن تتوقف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والهجمات ضد الصحفيين الذين يواصلون نقل الحقيقة رغم المخاطر، في بلدٍ تمزقه الحرب ويصبح فيه الحق في الحصول على المعلومات أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.
السودان يغرق في ظلام إعلامي
منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023، يواجه الصحفيون والعاملون في مجال الإعلام مخاطر جسيمة وظروفاً قاسية، خصوصاً في مدينة الفاشر، الواقعة في ولاية دارفور الشمالية، التي تُعد من أخطر المناطق في السودان على الصحفيين. أدّى ذلك إلى تعتيم إعلامي واسع في البلاد، ازداد سوءاً بسبب الانقطاع المتكرر للاتصالات والكهرباء وخدمة الإنترنت.
يحتل السودان المرتبة 156 من أصل 180 بلداً في التصنيف العالمي لحرية الصحافة لعام 2025 الصادر عن منظمة مراسلون بلا حدود.
سودانايل أول صحيفة سودانية رقمية تصدر من الخرطوم