مسلمو الغرب .. لم يعد الصمت من ذهب
اذا كان بعض سايسى الغرب قد ساهم فى
اذكاء روح الكراهية تجاه المسلميين والمهاجريين بصفة عامة الا ان الغالبية منهم ليسوا كذلك بل ان بعضهم اتخذ سياسة مغايرة تماما مثل المستشارة الالمانية انجلا ميركل او ماما ميركل كما يحلو للبعض ان يسميها والتى خاطرت بمستقبلها السياسى بانتهاجها سياسة ايجابية تجاه اللاجئين السوريين حيث استقبلت ما يقارب ال 800000 منهم. وقد يقول قائل بان المانيا تحتاج لعمالة ولكن اما كان الاسهل لها ان تاتى بهم من دول اخرى وما اكثرهم وسيكون لها الخيار فى كل شىء ابتداءا من الدين والعمر واللون وتقارب الثقافات ولو ارادت ذلك لاتاها من يحمل صليبه من اقاصى الدنيا وباسم غربى مثل بيتر وجين وروبرت ووفر لها ولشعبها مشقة نطق اسماء مثل البردعى والشهرستانى وذبيح الله مجاهد. يجب الا نبخس الناس اشياءهم. ومثال اخر ما فعله رئيس الوزراء الكندى جستن ترودو حيث استقبل هو الاخر 30 الف من السوريين بل ان فرقة موسيقية كندية عزفت لهم نشيد طلع البدر علينا مما حدى باحد السوريين لاطلاق اسم جستن ترودو على مولوده الجديد وقد ذهب ترودو ابعد من ذلك بان عين اثنين من المسلمين وزراء فى حكومته. وتعتبر سياسة ترودو مخالفة تماما لسلفه استيفن هاربر الذى اتخذ سياسة انقباض وتوجس تجاه الجالية المسلمة. ونتمنى ان يبادل المسلمون هؤلاء الزعماء وشعوبهم الاحترام وتقبل الاخر ورد التحية باحسن منها ويكونوا فاعلين فى المجتمعات الجديدة التى احتضنتهم وينخرطوا فى الحياة السياسية والاجتماعية بعيدا عن الانزواء كما ان عليهم ان لا يلتزموا الصمت السلبى تجاه اعمال القتل والفوضى التى يقوم بها الداعشيون ومناصريهم. فمثلما لا نرضى القاء القنابل على اطفال المسلمين وترويعهم كما حصل فى العراق وسوريا ونهب ثروات البلدان الاسلامية فالصمت ليس خيارا عندما يذبح شباب شيخ فى الثمانين كما حدث فى فرنسا لاحد القساوسة والذى لم يسمع عنه يوم بانه تحدث عن الاسلام او المسلمين بسوء ولم يعد الصمت خيار عندما يدهس شباب بسيارة مجموعة اطفال ونساء بعضهن حوامل فى الشهر التاسع، كما لم يعد الصمت خيار عندما نسمع من مرة لاخرى تفجيرا قام به احد المسلمين باسم الاسلام فى شوارع شيكاغو او نيويورك تقربا لله زلفى بسحق النفس التى حرم الله إلا بالحق. وعلى المسلمين التعلم من الجاليات الاخري التى سبقتهم الى الغرب ولننظر الى الجالية اليهودية مثلا ورغم اختلافنا معهم فهم داخلوا المجتمعات الغربية وخلقوا علاقات قوية مع المستنيرين واللبراليين ومنظمات المجتمع المدنى التى اخذت تدافع عنهم وخاصة فى امريكا واذ رجعنا الى تاريخ دخولهم للولايات المتحدة بعد الحربين العالميتين نجدهم قد عانوا ايضا من التمييز العنصرى.فمثلا كان موظف المطار يجبر اليهودى على اختيار اسم غربى سهل النطق -حسب تفكيره- ولم يثبط هذا الجاليات اليهودية من شق طريقهم والوصول الى ما وصلوا اليه الان بالرغم من الاختلاف الدينى حيث يتهم المسيحييون اليهود بقتل السيد المسيح ولكنهم تناسوا كل هذا بفضل الجهود التى قامت بها الجاليات اليهودية. فالمجتمعات الغربية تفكيرها عقلانى فى اغلب الاوقات ولا يجب ربطه بسياساتهم الخارجية المتغيرة وكما قال هنرى كيسنجر ثعلب السياسة الخارجية الأمريكية يوما- ليس لامريكا اصدقاء دائمين ولا اعداء دائمين بل مصالح دائمة- وتغيير الراى العام ليس بالامر الصعب ولكنه يتطلب جهدا ومثابرة ولذا وجب على المسلمين الانخراط فى السياسة والتقرب الى منظمات المجتمع المدني التى اظهرت تعاطفا كبيرا مع قضاياهم وقد رأينا ذلك فى مناسبات عدة فى اوربا وشمال امريكا حيث خرج الالاف ينددون بالتفرقة ضد المسلمين وتنشط العديد من المنظمات فى الغرب فى هذا المجال وأعتقد ان الوقت قد حان للتقرب اليها والتنسيق معها سيما وقد خطت عدة خطوات نحونا كما وجب استخدام الصوت الاسلامى فى الانتخابات بصورة فعالة ومنظمة وفوق كل هذا يجب ان يحس المسلمون بالانتماء لهذه البلدان ومشاركتها همومها واستخدام اسلوب الدبلوماسية الناعمة فى تغيير النظرة السالبة لدى البعض وتكوين الجمعيات الخدمية وان تقدم هذه الجمعيات الخدمات للجميع دون تمييز مسلمين وغير مسلمين وخاصة فى اوقات الكوارث عندها سيكون للمسلمين مستقبل وسينظر الناس للاسلام كدين انسانى بنظرة مختلفة علها تمحو الغشاوة التى الحقها به المهووسون وضيقى الافق الذين صيروا كلمة مسلم مطابقة لكلمة ارهابى بفضل بعض الصحفيين ذوى الاغراض السيئة
Brair2010@gmail.com