فيصل بسمة
fbasama@gmail.com
بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
المقدمة:
- جماعة فاسدة تدعي الإسلام (متأسلمة) تستولي على السلطة بقوة السلاح ، و تنفرد بالحكم لما يقارب أربعة عقود من الزمان ، و تجتهد إجتهاداً عظيماً في نشر الزيف و الفكر الضآل و الهوس الديني المتطرف الذي لا يمت لدين الإسلام بصلة ، و تمارس أقصى/أقسى أنواع العنف/القمع/القهر/الكبت ، و تنتهج القتل و الظلم و الفساد الإداري و المالي و الأخلاقي ، و تفشل فشلاً ذريعاً في إدارة الثروات و موارد الدولة و تقديم الخدمات للمواطنين ، و تدمر الخدمة المدنية و تفسد عقيدة الجيش و تبعد الخبرات و الكفآءات من غير أهل الولآء ، و تُكَرِّس كل أجهزة الدولة و أنظمتها لضمان بقآءها على سدة الحكم و خدمة مصالح منسوبيها الإقتصادية الغير سوية و الإفلات من المحاسبة و العقاب
- القيادات الإدارية و العسكرية و الأمنية ، المنتمية إلى تنظيم الجماعة ، تنصرف عن أمور الإدارة و التدريب و التأهيل و تنغمس في السياسة و تتورط في الإقتصاد ، فتسقط المهنية و الإحترافية ، و تضعفُ أجهزةُ الدولة ، و يعجزُ الجيشُ عن حماية حدود الوطن و سلامة أراضيه و أمن مواطنيه
- الجماعة المتأسلمة الفاسدة تستعيض عن الجيش بإنشآء الكتآئب الجهادية و المليشيات الجهوية و العشآئرية المسلحة ، و تنتهج العنف كإستراتيجية لحسم الخلافات/المعارضة السياسية ، مما يؤدي إلى خلق أعداد لا تحصى من المليشيات المسلحة المتمردة الجهوية و الإثنية التي تطالب بأنصبة في الحكم و الثروات تحت شعارات: ”التحرير“ و ”العدل“ و ”المساواة“
- التجنيد لجميع كتآئب و مليشيات العنف التي مع و ضد نظام الجماعة المتأسلمة الفاسدة يتم على أسس: الدين و الإنتمآء الجهوي و القبلي و الإثني ، و يغلب عليها الإرتزاق و جماعات الفواقد التربوية و السواقط المجتمعية و الطفيلية السياسية و الإقتصادية و أصحاب العاهات و العلل النفسية و الأحقاد العنصرية و المرارات التأريخية
- و يبرز من بين الكتآئب و المليشيات أمير حرب يؤمن بالتفوق العرقي ، و ينتهج العنف و سفح/سفك الدمآء كوسيلة للوصول إلى الغايات و الأهداف ، أمير الحرب بدأ حياته رَبَّاط (قاطع طريق) ثم جرى تَميزَهُ و تلميعه حتى غدا لاحقاً قاتل محترف/مرتزق يُوَظِّفُ بندقيته و خدماته القتالية لحماية المتنفذين/المسيطرين في الجماعة المتأسلمة الفاسدة و خدمة مصالح كل من يدفع من دول الجوار و الإقليم و العالم
- من خلال تحالفاته مع المتنفذين/المسيطرين في الجماعة المتأسلمة الفاسدة ينجح أمير الحرب في إنشآء مليشيات جيدة التسليح و موازية لجيش البلاد قوامها أرتال من الجنود المشبعون بالعنصرية و التفوق العرقي و التعصب الجهوي و المهوسون: بالقتل و سفك الدمآء و التطهير العرقي و قطع الطريق و السلب و النهب و إغتصاب النسآء و حرق القرى
- الجماهير السودانية تنتفض/تثور ضد نظام الجماعة المتأسلمة الفاسدة ، و بعد خلع رئيس النظام تتولى اللجنة الأمنية العليا للنظام ، و فيها أمير الحرب ، زمام الحكم ”مشاركةً“ مع القوى المدنية و السياسية التي قادت الثورة
- اللجنة الأمنية و أمير الحرب ينقلبون على القوى المدنية ، و شهوة السلطة و إغرآءات النفوذ و المال تقود أمير الحرب إلى التآمر على الثورة و التمرد ضد الجماعة و التحول من مرتزق و أمير حرب أجير إلى منافس على السلطة
- الجماعة المتأسلمة الفاسدة تشن حرباً ضد أمير الحرب (المنافس) و تستنفر: الجيش و الأجهزة الأمنية و الشرطية و الكتآئب الجهادية و المليشيات ”التحررية“ و المواطنين إلى القتال دفاعاً عن نظامها و بقآءها في الحكم تحت ستار/دعاوى دحر المليشيات المتمردة و المرتزقة و الغزو الخارجي و الدفاع عن الدين و نصرة بيضته و حماية الأرض و العرض و الكرامة
- بطانة أمير الحرب من: الأرزقية و الطفيلية السياسية و السواقط الحزبية و الجهوية و القبلية و بعض من المثقفاتية و ”النخب المستنيرة“ تنشيء تحالف سياسي قبلي جهوي ، و تُبَايعُ/تُسَوِّقُ أمير الحرب قآئداً لثورة التغيير و الإصلاح و نصيراً للغلابة و المهمشين و رئيساً لحكومة موازية في ”الأراضي المحررة“ ، و تبشرُ بإقامة دولة مدنية جديدة على أنقاض الدولة القديمة ”الفاشلة“
الواقع: - بلد مختطف بواسطة الجماعة المتأسلمة الفاسدة و أمير الحرب
- قآئد الجيش على رأس سلطة تفتقر إلى الشرعية و الأهلية ، و رئيس وزرآء بدون سلطات/صلاحيات يعيش في عالم موازي/إفتراضي ، و وزرآء و مستشارون ينتمون إلى جماعات: أمرآء الحروب و الإنتهازية و الطفيلية السياسية و الأرزقية و الفواقد التربوية و السواقط الحزبية و العشآئرية منهمكون/والغون في ممارسة الفساد و خدمة المصالح الذاتية
- جيش يقف عاجز عن حماية: نفسه و الحدود و الأرض و المواطنين
- أمير الحرب على رأس حكومة موازية غير معترف بها و مليشياته تتقدم و ترتكب المجازر و الإنتهاكات
- إعلاميون و غرف إعلامية و منصات متمرسة في: فبركة الأخبار و الترويج للحرب و التملق و الإرتزاق و النفاق و نشر خطاب الكراهية و الأكاذيب و ترويج الأباطيل و لي عنق الحقيقة
- جماعات سياسية تطوف حول العواصم العالمية تبحث عن حلول ”للأزمة“ عند الدول الصديقة و الحليفة و المراكز العالمية و المنظمات الأممية ، و تنادي بإيقاف الحرب و إقامة الدولة المدنية و السلام و الحرية و العدالة و محاسبة الجناة
- دول أجنبية متواجدة في كل ساحات البلد: العسكرية و الأمنية و السياسية و الإقتصادية و الدينية و الثقافية و الإجتماعية ، و لا تجد أي صعوبة أو حرج في تجنيد من يخدم مصالحها
النتيجة: - بلد منهار تماماً ، و في حالة فوضى و دمار شامل ، و على حافة التشظي
- إنعدام تآم للأمن و الخدمات الأساسية/الضرورية ، و غالبية السكان يعانون من الفقر و الجهل و المرض و الجوع ، و أحوالهم منقسمة ما بين: التشرد و النزوح و اللجوء و الإغتراب و الهجرة
أسئلة: - كيف توقف الحرب؟
- من/ما هي الجهات التي سوف تتولى إدارة البلد؟
- ما هي الصيغة التي سوف يدار بها البلد؟
- كيف يتم تحقيق الأمن و فرض هيبة الدولة؟
- كيف تحقق/تنفذ العدالة و محاسبة الجناة؟
- كيف يتم التخلص من: الجماعة المتأسلمة الفاسدة و أمير الحرب؟
- كيف تحل مسألة الجيوش و المليشيات و الكتآئب المتعددة؟
- كيف يتم جمع السلاح؟
- كيف يكون التغيير و الإصلاح؟
- كيف يتم علاج النزعات العنصرية و المرارات التأريخية؟
- كيف يتم معالجة/إدارة مجتمع ما بعد الحرب؟
- كيف يتم معالجة التغول/التدخل الأجنبي؟
و ؟؟؟!!!
شلل ذهني…
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
فيصل بسمة
سودانايل أول صحيفة سودانية رقمية تصدر من الخرطوم