يرويها الأستاذ محمد سيد أحمد الحسن
حررها عادل سيد أحمد
المحرر:
- صديقنا أحمد يغريك السلام، ويبدأ بسؤالكم عن متى تعينت في شركة شل؟ وأين كانت مستودعاتها في ذلك الوقت؟
- تعينت في شل سنة 1953م.، عاملاً في طلمبة محجوب أخوان، في المحطة الوسطى الخرطوم، ولم تكن هناك مستودعات بل كان هناك (فنطاسين) لشل، وواحد لالسكوني فاكون.
- السكوني فاكون هي موبيل فيما بعد؟
نعم، هي موبيل أويل، وهذه المنطقة هي مكان نفق أستاد الخرطوم، محل العمارات الجديدة التي قامت الآن. - مقابل غابة السنط؟
- في أطراف الغابة، نعم، وكانت هذه الفناطيس، تأتي عربات بالسكة حديد وتفرغ. لكن في فترات، أنا في ذلك الوقت، لم تكن لدي معرفة بالحاصل، كانت تجيء (قُندُرانات) من أريتريا تحمل البنزين.
استعمال الجازولين لم يكن كبيراً، الاستعمال كان للبنزين، والجاز الأبيض.
كانت تجيء من أريتريا تحمل هذا البنزين يقودها طلاينة (إيطاليون) أذكرهم، وأذكر واحداً منهم اسمه (كربيد)، خلق معنا صداقة، كان يجيء ويترك معنا حاجياته، ولو أراد…
وكنت أعرف عدد من سائقي التناكر، يأخذون الأشياء من هناك، وكسلا الخرطوم يفرغوا، وفي بعض يكون البلد ليس فيها بنزين، فيفرغوا في الطرمبات مباشرة، ومرات يكون هناك بنزين فيفرغوا في هذين المستودعين. - أين كان هذان المستودعان؟
- قلت لك في غابة السنط.
- نعم، الفنطاسين؟
- تُنُوكة (Tanks) ثابتة في الأرض.
- متى انتقلت للشجرة؟
- انتقلت للشجرة في نميري، أو عبود. أفتكر أنها انتقلت في زمن ناس عبود.
- نعم، كان هذا هو السؤال الأول.
وأحمد يسأل، أيضاً، عن أبرز المدراء السودانيين والخواجات في شل، وأنت ذكرت لي قبل قليل (عثمان جميل) … - عثمان جميل كان موظفاً وليس مدير، وكان المديرون انجليز، وأذكر أشهر مدير وكان اسمه أمين حسين على ما أظن، وصل درجة مدير، وكانت الإشكالات أن الموظف السوداني عندما يصل لوظيفة كبيرة، يركنوه في مكتب، ولا يدخلوا له أي أوراق، ولا يتعاون معه الخواجات، فيسأم ويفوت.
- لا يعطونه فرصة…
- لا، لا يعطونه فرصة أن يمارس عمل مدير.
لكن أنا عندما جئت في شل، وجدت مديراً أرمنياً اسمه سركيس ريكيلونان، ووجدت من السودانيين أناس منهم من يشغل وظائف كبيرة: عبد الرحمن عابدين، ووجدت سعيد يعقوب، وشريف أحمد شرفي وكان مسؤولاً عن المبيعات، وكان مسؤولاً عن المستودعات الشايقي المشهور من القرير، وأنا لا أتذكر اسمه بالضبط الآن، لأن الأسماء صارت تضيع مني، أنا أعرفه، وهو مشلخ شايقي، لكن ضاع علـــيَّ الاسم. - أين كان الصافي جعفر؟
- الصافي جعفر كان مهندس، لكنه لم يكن في وظيفة كبيرة، كان مهندساً عادياً، من كانوا في وظائف كبيرة أخ اسماعيل علي، الصافي علي إسماعيل، كان مهندساً، من الناس الذين أخذوا بعثات خارجية، وجاؤوا هنا، كانوا يسمون طاقم دولي (International staff)، بعد ذلك غادر، لم يخدم كثيراً في السودان، كان في نيجيريا وكان يخدم في الخارج.
- أين كانت محطات شل، عموماً، شل داخل وخارج الخرطوم؟
- كانت هناك واحدة في بحري، في مقابل ركن بوستة بحري من الناحية الغربية، كانت فيها طلمبة بنزين، وكانت كشكاً وليس مبنى، وفي الخرطوم كانت هناك واحدة جنوب مدرسة الشيخ مصطفى الأمين الحالية.
- جوار نادي العمال؟
- نعم، جوار نادي العمال، وكان هذا هو موقف اللواري السفرية، غيرها لم يكن هناك طلمبات. لا! كانت هناك طلمبة المحطة الوسطى الخرطوم، بعد لك نُقل الموقف.
- طلمبة المحطة الوسطى هذه، هل هي الواقعة جنوب صيدلية كمبال؟
- شرقها. بعد ذلك نقل الموقف من مكانه جوار نادي العمال بالسوق العربي، نقل إلى الخرطوم نمرة تلاتة، وأنشئت هناك طلمبتان: واحدة تبع شل والثانية تبع موبيل أويل. جاءت بعدها طلمبتان: وحدة تبع أجب، والأخرى تبع (كال تيكس).
- (كال تيكس) هي توتال؟
- نعم، تحولت إلى توتال، وهي فرنسية.
والموقف رحل معهم إلى نمرة تلاتة، وبعد ذلك بدأت تنشأ طلمبة وراء طلمبة إلى أن صارت في الخرطوم قرابة العشرين طلمبة: جكسا، علي التوم، نمرة اتنين، وهكذا…
amsidahmed@outlook.com
سودانايل أول صحيفة سودانية رقمية تصدر من الخرطوم