بقلم عادل سيد أحمد
في الشهر القادم، بإذن الله، سأجري عملية مركبة (لإزالة المياه البيضاء وترميم الشبكيَّة) في عيني اليسرى، عساي ولعلي أستعيد فيها بصيص رؤية (دعواتكم).
قال لي الطبيب:
- هي لن تصبح مثل العين السليمة، ولكنها سترى الأشكال لمدى أربعة أمتار تقريبا.
فقلت له: - على بركة الله.
ومشكلة عيني اليسرى قديمة، منذ الميلاد تقريبا، ولكني اكتشفت عماها وأنا في حوالي الثالثة عشر من عمري، عندما لبست (وش الكرتون) ذات عيد فطر، فأحسست بإظلام الجانب الأيسر من مجال الرؤية، وأخبرت والدي وذهبنا إلى الطبيب، وقال في تشخيصه: - ترى الضوء بسبب انفصال الشبكية.
وعلى مدى الأربعين سنة اللاحقة ذهبت بها إلى أطباء العيون، بالذات في السعودية، ولكن بلا أمل، وقال لي آخرهم: - هناك بحوث تجرى على فئران المعامل لرتق الشبكية، وأن هناك احتمال أن يقدر عليها البلجيك ودول أخرى ولكن بتكلفة عالية جدا.
واهتم صديقي (أيمن حاج الطاهر) للأمر، ووعد بتذليل الصعاب من أجل علاج العين واستعادة الرؤية بها، ولكننا لم نوفق.
صديق آخر له قصة مع عيني وهو (معاذ عبد الرحيم)، فعندما كنا نرتاد سينما النيل الأزرق (BN) في الثمانينيات على أيام الجامعة، كان يلاحظ إن عيني تهرب لفوق وتختفي حدقتها تحت جفني العلوي، فتصير بيضاء كلها، وكان يلاحظ ذلك عندما يكون جالسا إلى جواري من الناحية اليسرى، وكانت تلك الظاهرة تُخيفَه.
وبمناسبة تصير (بيضاء) هذه، فهناك صفات كثيرة ارتبطت بالعين في لهجتنا الدارجة، كأن يُقال: - عينو بيضا (لا يستحي).
عينو طايرة (يتابع حركة النساء دون أن يستقر على واحدة منهن).
عينو ملانة (قنوع).
عينو حارة (سحّار: من سحر).
عينو حمرا (شخص صعب وحازم).
وفي الأمثال أيضاً: - عين الحسود فيها عود
- عينك في الفيل تطعن في ضُلُّو؟
- صابتو عين…
- يا عين يا عنيَّة يا كافرة يا نصرانيَّة!
وهناك أعين مُميزة، منها: - عيون الريل
عيون المها (الريل والمها: الغزلان)
عين الجمل (نوع من المكسرات).
وعيون الماء (الينابيع).
عيون الشعر (أجمل الشعر).
وعين الحقيقة (الحقيقة بالضبط).
عين السمكة (وتسمي بها ظاهرة فيزيائية هي انكسار الضوء في الماء).
وأذكر إن خالي (إبراهيم محمد علي) عليه رحمة الله، قد أوصى خطيبتي آنذاك (في 1998) قائلاً لها: - ما تتوصي على عادل دة، لأن عادل دة عندنا (ود عين!).
ولِمَن انتهوا من قراءة هذه الخاطرة، أوصيهم بالاستماع إلى أبو الورود في رائعته: - يا نور العين!
amsidahmed@outlook.com
سودانايل أول صحيفة سودانية رقمية تصدر من الخرطوم