مُثَلَّثُ الإسْلَامِ السِيَاسِي: تَشَابُهُ المَسَارِ وتَطَابُقُ المَصِيرِ

مُثَلَّثُ الإسْلَامِ السِيَاسِي: تَشَابُهُ المَسَارِ وتَطَابُقُ المَصِيرِ

Political Islam Triangle: Similarity of Trajectory – Conformity of Destiny

بروفيسور مكي مدني الشبلي
المدير التنفيذي لمركز الدراية للدراسات الاستراتيجية

هَلْ يُوَاجِهُ المُؤتَمرُ الوَطَنِيُ مَصِيرَ حَمَاسٍ وَحِزْبِ اللهِ؟

عاش الإسلاميون في فلسطين والسودان ولبنان صعوداً إلى ذروة النفوذ والسلطة، إلا أنهم وقفوا جميعاً أمام مفترق طرق تاريخي حاسم، دفعتهم إليه خياراتهم السياسية والعسكرية المتصلبة، وتحولات الإقليم والدعم الشعبي. فتجربة حماس في غزة بعد التفاوض المؤدي لإبعادها عن مركز المشهد السياسي الفلسطيني، تتشابه إلى حد كبير مع مصير حزب الله في لبنان الذي حوله سلاحه إلى عبء سياسي أوقعه في عزلة داخلية وخارجية. وكذلك الحال مع الحركة الإسلامية السودانية (المؤتمر الوطني) بعد ثورة ديسمبر 2018 والتحولات العاصفة وتغير موازين القوى بعد حرب أبريل 2023 ومبادرة الرباعية في السودان. هذه المشاهد الثلاثة تؤسس لرؤية موحدة حول مصير الإسلام السياسي إذا استمر بسلوك الصلف السياسي، وازدراء وتخوين الخصوم، والاعتماد على القوة العسكرية وإدمان الفساد المالي.

تجربة حماس وحزب الله: من قمة الصمود إلى قاع الوجود

تأسست حماس عام 1987 بواسطة سبعة أفراد من تنظيم جماعة الإخوان المسلمين الفلسطينية. وصعدت من رحم الانتفاضة لتبني تحالفاً مع المجتمع. وظلت تراهن على قدرتها “الثابتة” في مزج السلاح بالخدمات من منطلق شرعية المقاومة. لكن حين وضعت نفسها وجمهورها في قلب مواجهة عسكرية غير محسوبة العواقب في حرب أكتوبر 2023، اصطدمت بحقيقة جديدة: تآكل البيئة الحاضنة، وانفضاض الدعم الإقليمي والدولي، وانهيار مقومات الاستمرار بفعل الاستنزاف العسكري والاقتصادي والانعزال السياسي.​ فانصاعت حماس للجلوس في مائدة تفاوضٍ خاسرة تفصلها فعلياً عن إدارة غزة وتسَلِّم قيادتها طواعية لأجانب، وحتى غير مسلمين، وتتركها في عزلة قسرية مؤقتة، لكن ربما تطول. ولم تصمد حماس طويلاً لتحقيق شعارها “المقاومة للأبد”، ولم تشفع لها التضحيات أن تعيد الاعتبار للدور السياسي حين هزمها الغرور والتعالي وما نتج عنهما من تحولات في الداخل الفلسطيني والإقليم العربي والإسلامي.

أما حزب الله فقد أخذ يسيطر على لبنان تدريجياً منذ تأسيسه رسمياً عام 1985 باعتباره ذراعاً سياسياً وعسكرياً للطائفة الشيعية بدعم إيراني مباشر. وبعد حرب يوليو 2006 برزت ملامح احتكار حزب الله للقرار العسكري والأمني في لبنان مستنداً إلى سلاح خارج منظومة الدولة، وفرض نفسه كحامٍ وحيد للبلاد أمام إسرائيل، بينما كان يتوسع في تغلغل مؤسساته في الاقتصاد والإعلام والتعليم، مما حوله عملياً إلى “دولة فوق الدولة”.​ وتجلى صلفه السياسي في رفضه المستمر لتسليم السلاح رغم مطالبات داخلية ودولية. واتسع تدخله في الحرب السورية، والانجرار لمواجهات إقليمية في اليمن، رافضاً أي تسوية تنهي هيمنته العسكرية في لبنان. ونتيجة لذلك تلقى الحزب ضربات قاسية أثناء حرب أكتوبر 2023، تجلت في اغتيال أمينه العام حسن نصر الله. وبعدها واجه حزب الله عزلة سياسية وضغطاً شعبياً ودولياً غير مسبوق، مما دفع المراقبين إلى اعتبار تمسك الحزب بمنطق السلاح والهيمنة دليلاً على الانتحار السياسي واندثار قاعدته الشعبية، وتلاشي القدرة على حماية مكتسبات الطائفة الشيعية أو البلاد ككل. وهكذا، تحول صلف حزب الله من مصدر قوة إلى عائق رئيسي أمام الاستقرار السياسي، وقاده إلى مسار “انتحاري” يعزل الحزب من مشروع السلطة ويحاصر لبنان في دائرة الأزمات دون مخرج.

المؤتمر الوطني: الحاجة للإنقاذ بعد الإنقاذ

مشهد الإسلام السياسي في السودان شديد الشبه بتجربتي حماس في فلسطين، وحزب الله في لبنان. فقد تأسس حزب المؤتمر الوطني في السودان عام 1998 على أنقاض الجبهة الإسلامية القومية، التي عصفت بها المفاصلة، رغم أنها قادت الإسلاميين للحكم بالقوة والخدعة بانقلاب 1989 العسكري. واستمر المؤتمر الوطني على رأس السلطة في السودان حتى أزاحته ثورة ديسمبر 2019. وبعدها ظل الحزب متمسكاً بتحالفه مع الجيش ومؤسسات الأمن واستخدم الدين غطاءً للترسيخ والاحتكار. وبعد الثورة، لم يستسلم المؤتمر الوطني، وراهن على العودة للحكم المُجرَّب من بوابة الانقلاب العسكري في أكتوبر 2021، والاستثمار في الحرب في أبريل 2023 لاستعادة السلطة المطلقة. لكن النتيجة كانت مزيداً من الرفض الشعبي والعقوبات والعزلة الدولية، لتبرز “مبادرة الرباعية” داعمة لإرادة ثورة ديسمبر الشعبية لتحجيم النفوذ السياسي للمؤتمر الوطني، الذي طاله الانقسام والتشظي، وإبعاده من المرحلة الانتقالية بافتضاح شعاره الأبح “هي لله”.​

القواسم المشتركة بين الثالوث الإسلامي: مساراً ومصيراً

  • الرابط الأيديولوجي: الرابط الأوضح بين حماس في غزة، وحزب الله في لبنان، والمؤتمر الوطني في السودان، هو الأيديولوجيا الإسلامية. ولكن التشابه بين أضلاع المثلث الثلاثة شمل أيضاً السلوك السياسي والمالي والعسكري المفضي للانتحار الذاتي. فقد بدأت الحركات الإسلامية الثلاث بموجة من الزخم الشعبي والشرعية الدينية، لكنها سرعان ما تحولت إلى أنظمة مغلقة تزدري خصومها، وتخلط الدين بالحكم حتى صارت الدولة عندها غنيمة لا مسؤولية.
  • الفساد المالي: تحولت الشعارات الإسلامية التي رفعها المثلث الإسلامي إلى غطاءٍ لاقتصادات الظل، وتشرب الفساد والمنفعة، من منظومة التمويل في غزة، إلى شبكات حزب الله المالية في المرافئ اللبنانية، إلى ”دولة الشركات الإسلامية“ في السودان التي نقلت موارد الدولة إلى شبكة الولاء الشخصي والتنظيمي.
  • الرهان على السلاح بدلاً من العمل المدني: كل النماذج الثلاثة ظلت تصادر الخيارات السياسية وتحتكر مؤسسات الدولة باسم الدين وإعانة السلاح.
  • تآكل القاعدة الجماهيرية: بمرور الوقت صارت الشعوب عبئاً يستنزف رصيد القيادات برفضها الصبر على الازدراء إلى ما لا نهاية، لاسيما عندما تكون النتيجة استنزافاً بلا أفق.
  • تحولات المحيط الإقليمي: ففي غزة ولبنان فقدت حماس وحزب الله حاضنتي سوريا وإيران. وفي السودان تبدّلت الأدوار الإقليمية وباتت الرباعية ومحيط السودان ينأون عن دعم الإسلاميين سياسياً وحتى عسكرياً.​
  • الضغط الدولي: أدى اتساع حرب أكتوبر 2023 إلى زيادة عزلة حركة حماس وحزب الله، وصارا يتفاوضان على الحد الأدنى – إبقاء الحركة والحزب كتيار ثقافي ودعوي بلا حضور سياسي مباشر أو دور عسكري. وأتت الرباعية في السودان مؤيدة لشعارات ثورة ديسمبر بإبعاد الإسلاميين.

من  النقد البناء إلى النُصح الهادف 

رغم الأثر الكارثي الذي خلفته تجربة المؤتمر الوطني في الحكم، لا يجوز إغفال أن داخل الحركة الإسلامية، خصوصاً في قواعدها غير الفاسدة وأوساطها الدينية والاجتماعية النقية، طاقة بشرية وتنظيمية يمكن أن تتحول إلى قوة بناء إذا انحازت بصدق إلى إرادة الشعب السوداني ونأت عن قهره بسلاح الانقلاب العسكري والحرب. فالمجتمع الذي دمّرته حرب أبريل يحتاج إلى خبرات ملتزمة، ومؤمنين صادقين بقيم العدالة والتسامح والعمل العام، لا إلى من يسعون لاستعادة نفوذهم تحت رايات بالية أو شعارات دينية جوفاء.​

ويمكن للمؤتمر الوطني، إذا اختار طريق المصلحة الوطنية، لا مصلحة الجماعة، أن يصبح عنصراً فاعلاً في ترميم المجتمع ونشر ثقافة الإصلاح والتكافل، وأن يرد الاعتبار للدين كقيمةٍ روحية موحِّدة لا ذريعة سياسية للهيمنة. فطريق المشاركة الوطنية ونشر الأخلاق والإخلاص في العمل العام هو وحده ما يعيد له الاحترام الذي فقده في تجربة حكمه السابقة.

ويتجلى أمام قيادة المؤتمر الوطني اليوم مثال إقليمي حي: فالقيادة السورية الإسلامية الجديدة، قد تخلّت عن ماضيها المرتبط بالإرهاب وتنظيمات القاعدة وداعش والنُصرة، واختارت الانخراط في مشروع وطني جامع ينأى عن استغلال الدين، ويعمل بتنسيق مع المجتمعين الإقليمي والدولي لإعادة بناء سوريا على نهج الدولة لا الجماعة، وعلى الوحدة لا التمذهب. وهذه التجربة تذكّر المؤتمر الوطني في السودان بأن التحول الصادق من مشروع أيديولوجي مغلق إلى مشروع وطني جامع ليس خيانة للماضي بل إنقاذٌ للمستقبل.

النصيحةُ المُجرَّدة

لقد أثبتت تجربة مثلث الإسلام السياسي أن الجمع بين الدعوة والدولة، أو بين الدين والسلطة، يفسد كليهما. فكما انتهى الإسلام السياسي في غزة ولبنان إلى عزلة ذاتية قسرية بعد أن رهنت حماس وحزب الله مشروعهما الديني بخيارات عسكرية، ورهانات سياسية، وتجاوزات مالية، فإن المؤتمر الوطني في السودان اليوم يقف على أعتاب اختبار مماثل: إما المراجعة الصادقة والتصالح مع المجتمع، أو الغرق مجدداً في أوهام التمكين والانفراد التي أسقطتهم بثورة شعبية شاملة في ديسمبر 2019.

وحتى لا يكرروا مأساة الماضي، فإن الواجب على قيادة المؤتمر الوطني إدراك أن السودان بعد ثورة ديسمبر لا يمكن إدارته بعقلية ”الإنقاذ“، وأن الشعب الذي دفع ثمن ستة وثلاثين سنةً من الاستبداد والحروب لن يقبل بعودة رمزية أو فعلية لأي مشروع سياسي يرفع لافتة الدين المُجرَّبة لتبرير احتكار السلطة.

إنّ على الإسلاميين في السودان، وبخاصة حزب المؤتمر الوطني، أن يدركوا أنّ دروس غزة وبيروت شاخصة أمامهم اليوم بوضوحٍ لا لبس فيه. فحماس وحزب الله يواجهان الآن عزلة دولية متفاقمة، واحتمالات زوالٍ سياسي متدرج، رغم أن معاركهُما كانت مع العدو الإسرائيلي المحتل الذي أجمع العرب والمسلمون على مقاومته، وهو ما منح كفاح حماس وحزب الله لبعض الوقت شرعية وطنية ومجتمعية قبل أن تنهار بفعل الصلف والاحتكار والفساد.

أما في السودان، فكل الحروب التي أشعلها أو أجّجها الإسلاميون بقيادة المؤتمر الوطني كانت ضد أبناء الوطن من أجل احتكار السلطة، لا ضد عدو خارجي من جنوب السودان، إلى دارفور، إلى جنوب كردفان، ثم إلى كل السودان في حرب أبريل 2023 – حيث سقط مئات الآلاف من السودانيين ضحايا لاحترابٍ يؤججه دافع حزبي طائفي، لا ديني ولا وطني.

إن الفرق الأخلاقي والسياسي بين من يقاتل عدواً خارجياً من أجل التحرير، ومن يصفي حساباته بالسلاح مع بني وطنه من أجل السلطة، كفيلٌ بأن يجعل الكلفة التي سيدفعها المؤتمر الوطني أفدح وأقسى. فحماس رغم قتالها إسرائيل انتهت إلى فقدان غزة سياسياً، وحزب الله رغم رفعه راية “المقاومة” يعيش عزلة خانقة في لبنان. أما المؤتمر الوطني، الذي خاض كل معاركه ضد السودانيين، فإن استمر في إنكار الواقع وجرّ البلاد إلى صراعات داخلية، فسيواجه مصيراً أسرع سقوطاً وأشد عزلة من حركاتٍ واجهت عدواً خارجياً محتلاً.

إن الخيار أمام إسلاميي المؤتمر الوطني قبل أن يعلن التاريخ حكمه فيهم، ليس مواصلة الإحتراب رغم مبادرة الرباعية، بل التأمل في إرادة الشعب السوداني، والانخراط في مشروعه الوطني الجامع الذي ضحى من أجله في ثورة ديسمبر 2018. وهذا يضمن لهم البقاء كدعاة للدين الإسلامي الحنيف كقيمة روحية محترمة من جميع السودانيين، لا كمطية للسلطة والتسلط.

وعليه، فربما يكون من المفيد لإسلاميي المؤتمر الوطني التدبر فيما يلي:

  • الإقرار الأخلاقي والسياسي بالمسؤولية عن الانتهاكات والفساد الذي ارتُكب خلال فترة حكمه، وتقديم اعتذار علني وصادق للشعب السوداني.
  • الاعتذار عن الإساءة للشعب السوداني بوصف ثورة ديسمبر بأنها “مصنوعة”. فالتاريخ يشهد أن الملايين من شباب ثورة ديسمبر كانوا يقطعون عشرات الكيلومترات مشياً على الأقدام متضورين جوعأً وعطشأً، وبصدور عارية يواجهون وابل الرصاص منذ ديسمبر 2018 وحتى حرب أبريل 2023 بهدف إنهاء حكم المؤتمر الوطني. ويجب الاعتراف بأن المواكب المصنوعة هي التي نفذها المؤتمر الوطني أمام مكتب الأمم المتحدة في نوفمبر 2022 من الذين وفر لهم الترحيل والأكل والشرب والنثريات. ورغم هذه الصناعة، لم يتجاوز عددهم بضع مئات.
  • القبول بمبدأ العزل السياسي المؤقت خلال المرحلة الانتقالية وحتى إجراء الانتخابات، نزولاً على إرادة الشعب (قبل رغبة الرباعية). تلك الإرادة التي عبر عنها الشعب في ثورة ديسمبر 2018، قبل سبع سنوات من الرباعية. وعدم السعي لاختراق مؤسسات الدولة المدنية أو العسكرية للعودة للسلطة المنزوعة شعبياً.
  • إعادة تعريف العلاقة مع الجيش بصورة تضعه تحت سلطة مدنية خاضعة للدستور، وقطع صلات المؤتمر الوطني التنظيمية القديمة التي غذّت الصراعات العسكرية والسياسية.
  • التفرغ للدعوة والمجتمع المدني، وتحويل الطاقات والخطاب من الصراع على السلطة إلى خدمة المجتمع وبناء القدوة الأخلاقية التي افتقدها السودان طويلاً خلال فترة الإنقاذ التي دامت ثلاثين سنة.
  • السعي لتكوين وتنصيب قيادة مستقبلية للمؤتمر الوطني متعمقة في دراسة الفكر الإسلامي، ليس بكونه ديانة فقط، بل بكونه علم وفكر واجب التطبيق يستوعب المعارف الكونية المتصلة بالله سبحانه عقيدة وشريعة وسلوكاً. وبخلاف ذلك سيستمر المؤتمر الوطني مفتقراً لقيادة متبحرة في الفكر الإسلامي، ومعانياً من تنفذ القيادات المهمومة بالشؤون الدنيوية المحصورة في السلطة والثروة.
  • تجديد دماء المؤتمر الوطني عبر إعداد جيل جديد من أبناء الحركة الإسلامية خالٍ من أمراض السلطة والفساد، يتلقى تكويناً دينياً وتربوياً يرسخ مفاهيم العدالة والإصلاح لا الامتياز والتمكين.
  • القبول بمبدأ المساءلة الشفافة في قضايا الفساد والجرائم السياسية والأمنية، والامتثال للقانون كبقية المواطنين دون حماية حزبية أو دينية.
  • المشاركة بعد انتهاء الفترة الانتقالية في حوار وطني شامل لا يتحدث فيه الإسلاميون بلغة ”التخوين“، بل كشركاء متساوين في وطن تعددي يتسع للمُخالف والمختلف.
  • الاستفادة من أخطاء حماس وحزب الله من تجارب الحركات الإسلامية التي أدت سياساتها الصدامية إلى العزلة والانتحار السياسي، بدلاً من الإصلاح والتجديد، والاقتداء بتخلي القيادة السورية عن ماضي الإرهاب باسم الدين، ولجوئها لبناء وطن جديد قائم على العدل والشورى، والتحوُّل من عقلية الجماعة إلى عقلية الدولة.

فإن فعل قادة المؤتمر الوطني ذلك، يمكن أن يستعيدوا احتراماً مجتمعياً ودوراً قيمياً في المستقبل السوداني، لا بوصفهم حكاماً رفضهم الشعب، بل كمجددين للوعي الديني في فضاء الحرية والعدالة. أما إن كان على قلوب أقفالها واختاروا طريق المواجهة والعنف في مواجهة مسار السلام، فسيكون مصير المؤتمر الوطني كمصير حماس وحزب الله: عزلةٌ مؤقتة قد تطول، وغيابٌ محدود قد يتحول إلى زوال دائم. فإن الحكمة والكرامة ليست في مقاومة التيار الوطني والإقليمي والدولي لوقف الحرب، بل في الانسجام مع الواقع بالمراجعة المسؤولة والحكيمة لتجربة المؤتمر الوطني السابقة في الحكم. فالسودانيون لم يعودوا يحتملون مشروعاً دينياً يُخاض باسمه صراعٌ مدمرٌ على سلطةٍ لن تعود.

melshibly@hotmail.com

عن بروفيسور/ مكي مدني الشبلي

بروفيسور/ مكي مدني الشبلي

شاهد أيضاً

الآلِيَاتُ الاقْتِصَادِيَّةُ لِإنْفَاذِ الهُدْنَةِ وَوَقْفِ إطْلَاقِ النَّارِ

الآلِيَاتُ الاقْتِصَادِيَّةُ لِإنْفَاذِ الهُدْنَةِ وَوَقْفِ إطْلَاقِ النَّارِ Economic Mechanisms for Enforcing Truce and Ceasefire بروفيسور …