نداء إلى الأهل والعشيرة المتقاتلين في كرنوي وفي كل الديار

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسوله الكريم
الأهل والعشيرة في كرنوي وفي كل الديار، بينما لا زالت الحرب اللعينة تعبث بأمان الناس والبلاد، تطالعنا الأخبار بالمزيد من أحزانها، إذ نسمع بأنه قد اندلعت اشتباكات مسلّحة بين أبناء القبيلة في كرنوي، وراح ضحية تلك الاشتباكات نفر، يقول من لا يعلم من الجانبين، بينما هما في الواقع جانب واحد، افخاذ العشيرة من جسد القبيلة. الرحمة للأرواح التي زُهِقت وعاجل الشفاء للتي أصيبت والأمن والأمان لتلك التي روّعت.
ففي الوقت الذي يعلو فيه صوت الرصاص، قليل من يسمع نداء العقل صوتاً كان أم كتابة، ومن ثم، فليس من الحِكمة غير أن نقول بالذي ندعو فيه الله أن يجعل صوته أعلى وأغلى من دوي الأسلحة فينفذ إلى العقول والقلوب لوقف هذه الفتنة.
الأهل والعشيرة المتقاتلين، القتال لن يحلّ مشكلة، لكم في ذلك تجاربكم وتجارب الآخرين، دروسها المرّة هي الأرواح التي نفتقدها والغبن الذي ينمو في الوجدان فتنشأ عليه الأجيال، فهو شتل الشيطان الذي يرويه بدمائكم ويحصد ثماره أرواحكم ليقتات عليها، فلا تهيئوا للشيطان زرعاً ولا ضرعاً، أبحثوا عن الرشد بينكم وحكّموا عقولكم قبل قلوبكم، فالنفس أمّارة بالسوء وحين تعمر بذلك فهي زاملة سوء تقود إلى الهلاك.
الأهل والعشيرة، لا تسدّوا آذانكم عن هذه النداءات التي هي منكم وإليكم، تدعوكم لدرء الفتنة ولإعلاء قيمة التسامح، فاقفلوا أمام الفتنة الدروب ولا تجعلوا دمائكم ماءً وأنتم بعضكم من بعض، اوقفوا هذا القتال واجلسوا لأنفسكم لحظة وتأملوا إلى أين يمكن للحرب أن تقودكم وإلى أين يمكن للتسامح أن يقودكم، فاختاروا الأخيرة تنقذوا بها أرواحاً كثيرة.
كلماتي هذه موجودة في دواخلكم فلا تحبسوها وتطلقوا الرصاص، بل أطلقوا هذه الكلمات التي هي بداخلكم وستجدونها أقوى رباطاً لبعضكم مع بعض وأكثر أماناً لمجتمعكم، وحينها وبدلاً من أن تضغط أصابعكم على الزناد، ستتشابك أيديكم في تراحم، وبدلاً من أن تسفكوا الدماء ستزرفوا الدموع على ما سفك من قبل حين استسلمتم للغبن فاشتبكتم، والمثل الشعبي يقول من فش الغبينة خرب المدينة، فما أهون الحل لكل مشكلة حين نُحكِّم العقل والحِكمة، وما أهوله حين يحكمنا الغبن. في مثل هذه الظروف الحزينة، نجد أنفسنا ندفع بكلماتنا لعلها تجد من آذانكم مسمعاً ومن قلوبكم مرتعاً ومن عقولكم قبولاً، فإن تم ذلك ستوسدون باب الفتنة وتطفئون نارها وتحفظون القبيلة والعشيرة، اللهم نسألك بلطفك وعفوك ومقدرتك أن تقذف في قلوبهم برحمتك وترفع بلاءك وتحفظ دماء عبادك ولا حول ولا قوة إلا بك، اللهم هل بلغت اللهم فاشهد

عبد الجبار محمود دوسة

jabdosa@yahoo.com

عن عبد الجبار محمود دوسه

عبد الجبار محمود دوسه

شاهد أيضاً

هلّا فكّرت معي في هذا .. بقلم: عبد الجبار محمود دوسة

إن كل يوم يضاف للحرب يعني مزيداً من الموت للأطفال والكبار، للنساء والرجال وقبلها موت …