(كلام عابر)
قال في مقال تحت العنوانين المذكورين أعلاه، إن السيد أحمد الميرغني؛ رحمه الله، كان دائما يبادره بالنصيحة ألا يتحدث للناس أكثر من ثلاث دقائق؛ ولا يتحدث إلا عند الضرورة القصوى، وإن كان قائلا فليقل خيراً أو يصمت. وأن يتذكر دوماً أن من يطلق عنان لسانه في أعراض الناس و تتبع عوراتهم، يمسْك الله لِسانه عن الشهادة عند الموت.
وقال إنه كثيرًا ما يسقط السياسي في شهوة الكلام المبرر؛ وغير المبرر، فيكثر التصريح بسبب أو بغيره، حتى يكاد يعلّق على قضايا الآخرين، وهو أمر يحتاج لإعادة نظر.
ويتساءل الكاتب : ماذا نحتاج إذًا؟
"نحتاج أن نعرّض على المسؤولين برتوكولات تعلمهم ما يجوز التصريح حوله، وما لا يجوز. يوقف فوضى التصريحات. الثقافة السودانية تميّزت على غيرها من الثقافات، أنها شفاهية؛ وكنا ملوك الكلام المتحفّظ المتخم بالبلاغة والأدب، ولا نقول إن قلنا إلا حقًا، ولكن الصراعات السياسية؛ فتحت سوق التنابز، ومتجر التصريحات الأكثر أذى. ولكن لكل هذا علاج: عودوا لكباركم، ولمستشاريكم، وزنوا كلامكم بميزان الذهب."
كلام جميل زي الدهب لا يعيبه إلا أن كاتبه هو السيد حاتم السر سكينجو المحامي وآخر وزير تجارة إنقاذي ممثلا للحزب الإتحادي الديمقراطي برئاسة آل الميرغني.
أليس هو القائل أن الصفوف ستنتهي نهائيا في السودان إلا صفوف الصلاة وذلك في الساحة الخضراء سابقا ومعه حسن طرحة وعمر البشير في أواخر أيام حكم الإسلامويين؟ هل تذكر سيادته آنذاك نصيحة السيد أحمد الميرغني طيب الله ثراه؟ هل وجه ذات النصيحة لعمر البشير؟
أوليس حاتم السر هو الذي اعتذر للشعب السوداني قبل أيام قلائل عن مشاركته في نظام الإنقاذ وأكبرنا ذلك في الرجل وحسبنا أنه سيختفي من الحياة العامة والمشهد السياسي ولو إلى حين؟ ليت السيد حاتم السر الذي أفقده خطابه ذاك في الساحة الخضراء كل رصيده من الإحترام لدى الناس، ليته يصمت قليلاٍ.
قبل الختام:
• دعواتكم للأخ الدكتور ابراهيم دقش الذي يلازم الآن سرير مستشفى علياء في أم درمان أن ينعم الله عليه بالشفاء والعافية.
• ودعواتكم برحمة الله ورضوانه على الأخ نورالدين سيد أحمد المترجم في مدينة الدمام. توفى إثر نوبة قلبية مفاجئة عصر أمس الأول الإثنين 15 يونيو 2020 ووري جثمانه ثرى الدمام. عرفته لما يقارب العشرين سنة فلم أره مرة واحدة إلا والابتسامة تزين كل وجهه الوضيء.
(عبدالله علقم)
abdullahi.algam@gmail.com