لا شك أن المستر اركيل مؤسس علم الاثار فى السودان قد تململ فى مرقده …
مبنى اليونسكو فى باريس لا شك أنه ارتج …
وثابت حسن ارتجف فى رقدته الاخيرة …
أما نجم الدين فلو كان حيا لمات مرتين قبل ان يبلغ مسامعه ما حاق بمتحفه …
الذى قضى جل عمره يجمع مقتنياته ويرعاها …
بروفيسور ويلدونق وشارلس بونيه سيذرفون الدموع …
أما تهارقا فلو استطاع الخروج من القفص الحديدى الذى وجد نفسه فيه …
لامتشق سيفه وقفزعلى عجلته الحربية وطاردهم بجيش من الكوشيين السمر…
كل فأس حجرى… أو قطعة فخار مزينة … هى صفحة فى كتاب تأريخ البشرية …
كل تمثال حجرى يحكى تأريخ حقبة حضارية …
المتحف ليس صالة عرض للتحف والتماثيل …
بل هو كتاب مفتوح يقرأ من خلاله تأريخ الانسانية …
مقتنيات المتحف لا يمكن تقدير قيمتها المادية …
فما هى قيمة آنية فخارية مكسورة تعود الى خمسة آلاف سنة …
هل يمكن ان تأتى بها مجددا …
سوف تلاحق هؤلاء اللصوص لعنات… امانى ريناس … وأمانى شاخيتى… وكل الكنداكات …
من قاموا بهذه السرقة لم يقصدوا فقط الحصول على القيمة المادية لتلك المقتنيات …
فمعظمها لا يمكنهم التصرف فيه بالبيع …
فهو مسجل لدى الهيئات العالمية التى تهتم بالمتاحف ومقتنياتها …
ولكنهم،كما قتلوا انسان السودان …
قصدوا تدمير تراثه ومحو ذاكرته الجمعية …
فهم لم يكتفوا بما خف حمله وغلا ثمنه …
بل حطموا ما لم يمكنهم حمله …
سرقة المتحف وتحطيمه ليست عملا ضد دولة 56 …
ولا ضد الفلول والكيزان …
انها عمل ضد الانسانية …
محمد فائق يوسف
خبير الترميم الاثرى
مايو 2025
alfoyousif@yahoo.com