هَيْبَة بَرلمانِنا السُّوداني على المَحَكّ ..!

 


 

 

 Abujuda@gmail.com

ماطلتْ السفارة الأمريكية في منح وفد برلماني سوداني، برئاسة البروف/ إبراهيم أحمد عُمر، رئيس البرلمان، تأشيرة دخول للولايات المتحدة الأمريكية؛حيث كان من المُزمَع، حضور هذا الوفد البرلماني، فعالية سنوية لاتحاد البرلمانات الدولي، ومقرّه هناك، حيثُ الحيث..! بأمريكا؛ والحال أن الإدارة الأمريكية تجتمع حالياً مع وزارة الخارجية السودانية، في مباحثات وصفتها الأخبار، بأنها لأجل التطبيع! تطبيع العلاقات السودانية الأمريكية، و التداول حول رفع العقوبات الأمريكية على السودان، والاجتماع بالخرطوم، يمثّل فيه الإدارة الأمريكية، مبعوث الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الخاص للسودان وجنوب السودان، وهو السيد/ دونالد بوث.

دونالد بوث، وصل الخرطوم هذه الأيام، بعد حرمانه من تأشيرة دخول سودانية، ظلّ بسببها بعيداً عن السودان قُرابة الســَّــنتين؛ ثم مُنح التأشيرة أخيراً، كأنما (صبرو جبرو)؛ ومن خلال خبر امتناع السفارة الأمريكية بالخرطوم، تأشيرة دخول للسيد البروف رئيس البرلمان ووفده السامي، لحضور فعالية لاتحاد البرلمانات الدولي، تبيّن! ويا لسوء ما تبيّن، أن السيد الرئيس الأسبق لبرلماننا،/ أحمد إبراهيم الطاهر، ظلّت طلبات تأشيراته لأمريكا، تُمنَع من سفارتها بالخرطوم تباعاً، ولكنّ الخبر أوضح أن السيد/ الطاهر، وطيلة ال عشرة سنوات الماضية، ظلّتْ نفسه تراوده بإرسال جواز-سفره، للسفارة على طول الدّوام! وظلّت السفارة الأمريكية بالخرطوم، رأسها و66 ألف سيف! أن " يــَــكــُــــجــــَّــــها "؛ فما كَجَّها، وأعتقد أن رئيس البرلمان السابق، الدكتور الفاتح عزالدين، قد سعى هو الآخر ولم يصل مُنتَهى ال شوط الأمريكي.

معنى ذلك، أن هيبة - The Prestige - برلماننا، ظلّت على ذات المَحَكّ، ومن زمن، بل لما يزيد عن "طاشرات" الأعوام؛ وإذن مَنْ يرضى هذه البهدلة لرجالات البرلمان ووفودهم النَّيِّرة...؟ ولو سلّمنا جدلاً، أن البرلمانات ال ( عّدَّت ) في زمن ماشِّي وُ زمَنْ جايي، لم يظهر لنا انكسار هيبتها، فما بال الإدارة الأمريكية تُراوِد حكومة السودان، عن نفسها هذه السّنوات، بل وتحدفها في الأشهر الأخيرة، بأنها الأقدر على حل مشكلة الجنوب؛ وتكاد تُقاسمها ( تَخَسِّمها!!) بالعقوبات والقمح والدقيق والآلات الزراعية والقمح وأجهزة ال media ان: افعلي يا حكومة السودان، ما نقوله ليك، تسلمي أو تُسلِّمي! ومع ذلك، لا تفعل أمريكا غير " زيادة الحطب"، ولا أقول حَمّالته، لكنها لا  وَ لن تترك " حركاتها " المفضَّلة للّعب مع السودان: عسكَر وحرامية.

لم تصِل هيبة البرلمان، برلماننا الحالي، قريب من محكّ الانزلاق للوراء أو للأمام، لا فَرق! فقط لسبب تمنّع السفارة الأمريكية منح تأشيرات لأكابر عضوية البرلمان، ولأكثر من حَجّة؛ بل داخلياً، وأحياناً ذاتيّاً، يلحف برلماننا على زحزحة هيبته بنفسه. فقد جاء في الأخبار قبل يومَيْن، أن وفداً للبرلمان، ذات البرلمان، برئاسة رئيس لجنة التشريع والعدل بالبرلمان، قد حَبَسه حابس شُرطي. في نقطة تفتيش شمال غرب مدينة أمدرمان العريقة، وحاضنة للبرلمان من زمن مايو الاتوَلد ثم ماتت مايو ورعيلها إلّا " شوية " فَلّ مايوي، جلس على ذات الكراسي السلطوية في زمن الإنقاذ؛ حبَسَه حابس شُرطي بدعوى دفع ثمن العبور. لعربتين بمعدّل 13 جنيه سوداني أو يرجعون؛ فتداولوا معه، ولكن لم تُفِد الصُّحُف التي نقلت الخبر، ما إن كوّنوا لجنة للتفاوض معه أو لا. بل ولا خبر عن تكوين مفوّضية لمثل هذه الحبسات، تكاد تكسر هيبة البرلمان. في النهاية دفعوا، حيث قام رئيس اللجنة ورئيس الوفد وَ (صَمَد) عربيّات الحكومة، بالدفع من جيبه الخاص، وأتمنى أن يكون هذا " أول إيصال إليكتروني" يقطعه.

لم تكن زحزحة الهيبة في هذه الزورة لسجن الهُدى ( وللهدى، في زمن الإنقاذ، سجوووون مليئة بما لا يقل عن 22 ألف سوداني وعشرات الأجانب فقط) في دفع جباية العبور لوفد حكومي، بله رقابي تشريعي وعرباته حكوميّات. إنما " أصل" الزحزحة نحو محكّ الانزلاق عن هامة الهيبة، جاء من تعليق نقلته الصحف، ونسبته لرئيس اللجنة. حيث كان قوله، وهو حاقنٌ ( لا أدري، أعلى الشُّرطي المسكين، أم على ال 26ج ال مرقت ما جات): أنه سيُراقب، وأصلاً هو مُراقب للنقطة دي، حتى يتأكّد أن كل العربات بتدفع..! (عاد ده كلام ده؟) .

كثيرٌ من الزحزحات، ما تزال تفعل فعلها في دفع البرلمان، وقيلَ لـــَــزَّه حتى يقع فيكسر هيبته؛ وقد أصبحتْ من هِشاش الرِّقاب(fragile يعني) وأشبه بـــ" بنت ال لّعّاب". فقد سمع المواطن المنكوب بكذبات للوزراء الـ (قاعدين ساي!) أن رئيس البرلمان تسلّم طلباً لاستدعاء وزير الإعلام، الدكتور/ أحمد بلال عثمان، حتى تتمّ مُساءلته عن " كذبةٍ بلقاء" صرفها خلال معمعة أزمة تأخير عودة رئيس البلاد المفدّى، من جنوب أفريقيا. تباشر الناس حينها بالعودة الظافرة للرئيس، لكنّهم كانوا في توقٍ عظيم، أن ينتقم لهم البرلمان من كذبة وزير الإعلام، وكانت كذبة بلقاء. لكن البرلمان كَسَر خاطرنا وما عمَل حساب لحُبِّنا وإعجابنا بالبرلمان.

ليس الكلام كله عن الهَيبة البرلمانية؛ فلربما هيبة تفوت ولا برلمان يموت. لكين الكلام، كما أسلفت إحداهنُّ وكانت قد أُحرجتْ حَرَجاً بليغاً، بقولها: الكلام على الأخلاق.. اللهم احفظ هيبة برلماننا من مكايدات الدّوَل الكبيرة والصغيرة، الشاطرة والعويرة، العاقلة والغريرة وال بين بين..! واحفظ هامة برلماننا سالمة حتى نهاية الدورة البرلمانية، ولا تجعل مصير برلماننا مصير "زجاجة" عبدالقادر بن المُتسرِّع بن "كتاب" المطالعة الابتدائية دااااك؛ حيث اشتطاطَ أحلام يقَظَة، ثم صبّ جام عُكّازته وبيدِه لا بيدِ عمرو، فحطّم الزجاجة واندلق السَّمنُ الذي، كان آخر ال"رَّوَاب".

كككككك

 

آراء