ياسر عرمان يعزي الطاغية المخلوع !!

 


 

 

 

قرأت مقال ياسر عرمان الذي جاء تحت عنوان، " الثورة، والثورة المضادة"

وقبل الخوض في لب المقال، أقف عند عنوانه . . !
ياسر عرمان حاول التظاهر بأنه رجل مثقف وسياسي محنك، لكن عنوان مقاله، فضحه وأظهره على غير ما أراد .
عنوان مقاله، أظهره أنه إنسان يجهل أبسط المفاهيم السياسية، فخلط بين الثورة والمؤامرة . . !
ياسر عرمان وبعض الرجرجة والدهماء ظلوا منذ مدة يرددون في المقالات والفضائيات مفردة الثورة والثورة المضادة، كلام ينم عن جهل بأبسط المفردات. . يخلطون بين الثورة والمؤامرة والردة . . !
الثورة الشعبيّة هي التي أطاحت بالطاغية الذي عزاه ياسر عرمان في وفاة والدته .
لكن ما يقوم به المناوئين للثورة، فهو ليس ثورة مضادة . . وإنما هو مؤامرة، وإن شئنا يمكن أن نسميها ردة . . لكن ليس ثورة مضادة بإي حال من الأحوال.
الثورة فعل إنساني عظيم.
لكن نقيضها، هو المؤامرة والردة،
لذلك لا يمكن ان نسمي ما يقوم به بقايا النظام المقبور بالثورة المضادة، هذا خطأ فكري وثقافي قاتل .
إذا كان ياسر عرمان لا يفرق بين الثورة والمؤامرة ، فلماذا الحملة المسعورة التي يشنها البعض على حميدتي وإتهامه بالجهل مادام الكل في الهوى شرق . . ؟
ياسر عرمان في الوقت الذي عزى فيه الطاغية المخلوع عمر البشير، الذي هو سبب كل الكوارث والازمات والآلام والمأسي التي عاشها ويعيشها شعبنا، فات عليه أن يترحم على أرواح الشهداء الذين سقطوا في مدينة الأبيض يوم أمس . . ومع ذلك يحدثنا عن الهامش، الذي أفرد له حيزاً واسعاً في مقاله، الذي عبئه بكلام فارغ من المضمون . . !
قال: إن غياب الهامش والنساء والشباب يشكل خطر . . والصحيح هو يشكل خطراً . . . !
وقال: أيضاً إن الهامش السياسي والجغرافي والثقافي والإجتماعي وعلى رأسه قوى الكفاح المسلح وجماهيرها والنساء والشباب لعب دوراً حاسماً في الثورة على مدى ثلاثين عاماً .
وهنا فات عليه أيضا أن الكفاح المسلح الذي حدثنا عنه، قد أضر بمسيرة النضال الوطنيّ أكثر مما أفاد .
الكفاح المسلح، كثيراً ما خذل نضال الشعب السوداني بمفاوضاته العبثية التي إنتهت إلى إتفاقيات ثنائية . . !
أين الحركة الشعبية لتحرير السودان هل إنتصرت للحرية والديمقراطية . . ؟
الحركة الشعبية خاضت حرب شعواء سنوات طويلة ضد الشمال، حربها لم تقف حتى في العهد الديمقراطي، مما إستغلها الإسلاميين ذريعة لتنفيذ إنقلابهم المشؤوم ضد الديمقراطية في ١٩٨٩ . . !
هل إنتصرت لمشروع السودان الجديد، أم إنتصرت للإنفصال . . ؟
وما هي الدورس والعبر التي إستخلصها السيد عرمان من تجربة الكفاح المسلح قبل الإنفصال وبعده . . ؟
هل تكللت تجربة الدولة الوليدة بقيادة الحركة الشعبية في دولة جنوب السودان بالنجاح وبناء دولة الديمقراطية وحقوق الإنسان . . .؟
هل حققت طموحات أخوتنا في الجنوب في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية . . ؟
أيضاً قال ياسر عرمان ان إجتماع أديس أبابا، جمع أغلب قوى الهامش . . !
وهنا نسأل، أين حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور . . ؟
وأين الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبد العزيز الحلو . . ؟
أين تجمع كردفان للتنمية ( كاد ) ...؟
أين حركة كفاح . . ؟
أين حركة الخلاص الوطني في دارفور . . ؟
هذا قليل من كثير .
ياسر عرمان وجماعته يبدو أنهم مشغولون بتقاسم السلطة والثروة أكثر من إنشغالهم ببناء الدّولة على النحو الصحيح الذي يضمن مشاركة كل أقاليم السودان في السلطة والثروة .
إجتماع إديس أبابا، كانت نتائجه ستكون مقبولة، لو شاركت فيه كل أقاليم السودان بجانب تلك الحركات التي أشرت إليها ، لمناقشة القضايا المصيرية بعد الثورة.
إثيوبيا الناهضة، التي إحتضنت الإجتماع الذي كتب عنه ، بنت نهضتها هذه على أساس المشاركة العادلة لكل أقاليمها في الحوار والنقاش وخرجت بخلاصات كانت قاعدة إنطلاقتها التي بنت على هديها دولتها الديمقراطية الفيدرالية الحديثة.
لو كان هناك ثمة حكمة وبعد نظر ووعي ونضج سياسي لدى القوى التي إجتمعت في إثيوبيا، لدعت لاجتماع موسع تشارك فيه كل أقاليم السودان لنخرج من الحلقة الشريرة مركز وهامش، ونبني وطني قائم على ركائز حقيقية وليس أضغاث أحلام .
لكن شيء من هذا لم يحدث، ولم يخطر على بال السيد ياسر عرمان، أو غيره من الذين شاركوا في إجتماعات إديس أبابا . . !
لذلك جاء مقاله مهلهلاً وفارغاً من المضمون، وحشاه بعبارات عاطفية فضفاضة لا تغني ولا تسمن من جوع.
ولن تبني راكوبة، ناهيك عن بناء دولة لازمها الفشل لأكثر من ستون عاماً . . !

eltayeb_hamdan@hotmail.com

///////////////////

 

آراء