يوميات الإحتلال (16): طبيعة الصراع .. آفاق المستقبل .. الواجب المقدس

 


 

جبير بولاد
4 January, 2022

 

.. البارحة و كالعادة في مواجهة غير متكافئة، بين الثوار العزل و حزب برهان المسلح، فقدنا ثلاثة أرواح ملائكيه و في قمة عنفوانها الثوري، كذلك، عشرات الجرحي، و وقع الثوار و الكنداكات في روزنامة العام الجديد حضورهم المضيء في دفتر الحضور الوطني و الثوري .
.. عشية هذا اليوم، تقدم حمدوك بإستقالته و هو أمر متوقع من شخص في تركيبة و تفاصيل رئيس الوزراء و لطالما سلك خطوات اضعفت من مسيرة هذه الثورة لصالح معسكر وكلاء الإحتلال الجديد للسودان، و ذهابه بالاستقالة أمر بدهي ، لن نترك هذا الامر يغرقنا كثيرا ، فوقت الثورة و مواقيتها أهم بكثير في ترتبيات واجباتها و الأهداف التي تنتظرها .
.. اصبحت طبيعة الصراع الآن واضحة لكل سودانية/سوداني .. تكالب علي الإنسان السوداني و أرضه من قبل جحافل دولية أرخت بكلكلها في عاصمة البلاد و اقاليمها المستباحة، للدرجة التي اصبحنا نراقب ردات الافعال الخارجية في أمرنا، لأن الداخل اصبح بيدق صغير في رقعة شطرنج الفاعلين الأساسيين من مراكز القرار الاستعماري الجديد .
.. تفاصيل هذا النزوع الاستعماري الجديد هو وضع اليد علي مقدرات السودان، كونه بلد كبير، غني بالموارد ، قليل تعداد السكان، يجلس قبل مناجم المعادن علي مناجم من التاريخ و الذي اذا استنهض و عرفه السودانيين لحدث تحول كبير جدا ، و لتبدلت حتي في داخل صراعاته الداخلية العدمية كل معادلات هذا الصراع و لعرف السودانيين من هو العدو الحقيقي و لكن كيف يحدث الاستنهاض و كل مضخات العمالة للوطن تضخ كل يوم أطنان من العملاء و الذين رضوا ان يكونوا مجرد وكلاء للاجنبي لحلب الوطن و تدمير إنسانه معنويا و ماديا؟! .
.. بذهاب يهوذا السوداني، يعود المشهد لمربعاته الاولي، سلطة حزب برهان المسلح و الذي جمع لجنة المخلوع الامنية و جهاز أمنها المستعاد عشية توقيع إتفاق حمدوك/البرهان ، و الذي مثل اكبر طعنة نجلاء لهذه الثورة العظيمة و لكننا نحيا و نتعلم من طعناتنا .. ايضا حوي حزب برهان المسلح، الحركات المشلعة التي لم تستطع ان تدخل الخرطوم إلا بأذن من الثورة و هذا أمر يحاول أن يتغافله قادة سفاح هذه الحركات، ايضا حوي حزب المسلحين اجهزة الحركة الإسلامية المسلحة من كتائب ظل و أمن شعبي تحت غطاء هيئة العمليات، و ايضا التحق بهذا الخليط السام فلول دولة الكيزان و المرتبطين بها مصلحيا و الذين فقدوا ببزوغ فجر الثورة امتيازاتهم غير المستحقة، ايضا لم يفت هذا المولد سقاط المجتمعات السودانية، الذين يهرعون لكل ملمة في أذي الوطن و تأخره .
.. الآن تعود البدايات .. المعارك المؤجلة بقصد ان يرضي السودانيين و يستكينوا بفرض الأمر الواقع، لكنهم هذه المرة خاب فألهم و كذبت رهاناتهم، لأن جيل السودانيين الآن، جيل الثورة ليس كما سبق من اجيال السودانيين، الذين فجروا ثورة ديسمبر العظيمة و ما زالوا في كل انحاء السودان يناضلون و يعطون الدروس في حب الوطن بالتضحيات الجسام، هذه الأجيال أتت في لحظة وعي كوني، تفجرت فيها منابع المعارف و اصبحت مبذولة، و اصبح العالم مزرعة صغيرة ليست عصية علي التحليل و المقارنة لتصنع ذلك العقل الجدلي في مقابل العقل التسليمي المروض بالسلطات القديمة و هذه تفاصيل جديدة علي اجيال السودانيين السابقة أنفسهم، لذلك هم ايضا يحتاجون لوقت ليس قصير لفهم تلك المعادلات الجديدة و التعامل معها .
.. الثورة تطبخ طبختها متمهلة و واثقة الخطي تمضي كل يوم لتصل مرتبة جديدة في ترتيب العقل و الواقع السوداني المريض لعقود سابقة .
.. ليس أمام هذا الشعب إلا المضي قدما بثورته الماجدة هذه .. ليس أمامه إلا الإنتصار .. و ليس أمام أعدائه المحليين و الدوليين إلا فهم و تفهم و التعامل مع رغبات هذا الشعب في النهوض، لأنكم تجهلونه و ما زلتم تحللونه في بلاهة و مزاعم معرفة جهولة هي في اقصي تجلياتها تأكل من مورايث نظراتها القديمة و المتآكلة .
.. اما انتم حزب الوكلاء المسلحين، فانتم الابناء العاقين لهذا الشعب و الخونة لهذه الارض و ذهبتم الي جبل مظنة انه يأويكم و لكن الطوفان القادم لن يستثني احدا فيكم .
.. الثورة وعي و فعل و بناء مستمر.
jebeerb@yahoo.com

 

آراء