يوم عرفات الله (1)

هل لي بربعك أوقد النبراس

وأصوغ شعرا أسعد القرطاسا

كم هاج من شجوي وهز دواخلي

من سار نحوك مسرعا أجناسا

يتسابقون إلى المحامد كلهم

ومن المكارم ينسجون لباسا

يا ويل قلبي في بعادك طيبة

لما بربعك يطلبون كناسا

قضوا مناسكهم بمكة خُشعا

ينفون من ذنب لهم وسواسا

وأنا هنا متخلف عن ركبهم

أبكي ويشويني الأسى فرّاسا

ستون مرت مثل طيف عابر

وتغازل السبعون قلبا قاسى

مثل السحاب تقشّعت سنواتها

وتبدّلت آحادها أخماسا

من عاش مثلي ذاق مرَّ حنينه

حتى يعود كما بدا أنكاسا

ولربما طعم الحياة ذليلة

يلقى لإهمال بها جوّاسا

لولا رجاء في كريم واهب

لا يعرف الطرف الكسير نعاسا

لقضيت عمري باكيا متحسرا

لكنني من رحمة أتناسى

توبة قلب2

حسن إبراهيم حسن الأفندي

وقد آذنت شمسي للمغيب

اختلاط من كل فج عميق

خالطوا شربهم جميل رحيق

وتنادوا مع المواسم سعيا

طلقوا من شؤون صحب رفيق

ما لهم إلا خالقا قصدوه

علّهم نالوا صادق التوفيق

هللوا ، كبروا لله ملء نفوس

من خشوعٍ أجرى دموع دفيق

طرفهم ذارف ليغسل ذنبا

كان ما كان فى طويل طريق

أحرموا فى ثياب زهد حبيب

وتساووا فى مظهر وبريق

أبيض الثوب ناصع فى جمال

مثل قلب لعابدٍ صِدِّيق

أشعلوا قلب شاعر من حريق

أي هذا الذى شوى من حريق

يا مقام الخليل شوق قواف

وبصدرى للبيت فيض شهيق

بابه للسلام ظل مرامى

فمتى حان موعدى للعتيق؟

يا شفاء الصدور من كل غل

ومراد النفوس مفتاح ضيق

فمتى يا ترى متى من مزار

تسكب الدمع عين صبٍ رقيق

كلما كان ذكر أحمد يبكى

ويعانى ما كان ذنب سحيق

ذاكرا للرسول فى عرفاتٍ

راسما للقويم فى تدقيق

أوضح الطيبات من أفعال

والسَوِيَّ الذى بلا تلفيق

أحمد الخير حبكم فى عروقى

والهوى يا شفيع ذنبٍ معيق

شاعر خاف من دقيق حساب

ومقامٍ يُحصى دقيق دقيق

أملٌ لازم الفؤاد المُعانى

حسن ظنٍ فى الله جدُّ عميق

إن يسامح فراحم ورحيم

ستر العيب بعد خوفٍ محيق

إنما نحن فى ضعيف مآل

بَيْدَ أن الآمال فى الترفيق

عادل فى علاه يرقب عبدا

قال إن الله المفرّج ضيقى

فتجاوز يا رب عن عثرات

وذنوبٍ كم أقلقت لغريق

أملٌ فيك والرجاء عظيم

سرمديٌ ودفْقُ فكرٍ عريق

3 عرفات الله يوم في

نزولا ببيت الله أسعى وطائفُ

بقلبٍ خشوعٍ من ذنوبي خائفُ

أتوب وأُخطى من جهالة طبعه

فلا عجبٌ أن راودته المخاوف

على أن من يجرى له الدمع لجة

ويسقى له الخدين دوما ذوارف

على أن من يحيا وفى القلب همه

وفى النفس آهات وصدر يراجف

على أن من يسعى إلى الله جاريا

ينادى ويرجو لا أشك يُلاطف

ينادي أيا ربي أتيتك طائعا

تسامح من يجني لذنب يخالف

تسامح إن شئت الجحود وظالما

وما أنت إلا يا إلهي لرائف

تعاليت ربي لا تميل لنقمة

من العبد إن عاد الأثيم يجازف

حاشاك عن ضعف فلطفك غالب

وعبدك يا ربي ضعيف مناكف

أقرَّ بذنب فى دواخل نفسه

وأغرى به فى الستر منك معارف

فيا رب إن قدّرت يوم منيتى

وحان رجوعي , واجهتني صحائف

فمن لي إلهى غير بابك ملجأ

وأطمع فى صفح الكريم أصادف

ويحضرنى عند السؤال حبيبنا

يهدئ من روع لنا يتكاتف

بحرص له جاء الكتاب معبرا

فيا نعم موصوفا ونعم التواصف

محمد من صلى إلهى مسلما

عليه فما مدحي يزيد يضاعف

فيا عمر الفاروق وابن قحافة

ومن عفََّ عن فعل به يتجانف

ويا والد الحسنين جئتك نادما

لتشهد أني من هواكم لغارف

بقرب رسول الله منكم وحبه

وعزم لكم ما خالطته صوارف

أتيت لأبقى بالحمى بجواركم

يتابع ركبي من أحبوا ورادفوا

سمير مصطفى كريدلي2010-10-25 20:13:6

حبيبي وأخي الأستاذ حسن

أرجو أن تقبل هذه الأبيات المتواضعة عربون محبه تعقيبا على قصيدتكم الغراء (توبة قلب) :

أفلحت أنك عفت مجدا زائلا

وسألت ربا لا يخيب سائلا

وطرقت باب التائبين بحرقة

فأجاب ربك ما خذلتك يا هلا

كحلت عين الشعر في كنف التقى

فجعلت توبتك النصوح جدائلا

فبدت قصيدتك العروس كأنها

وضعت على الوجه الصبوح غلائلا

فتحرق العشاق في أنفاسها

وتبادلوا فيها الرسائل من إلى

وجلست تبسم حيث أنت فإنه

من حق شيخ الشعر أن يتفاءلا

فجميل شعر في جميل ندامة

زاداك حبا خالصا وفضائلا
فــي القلــــب خفقـة تســتجد تتســــامى قصـــائدا لا تعـــــــد
يا هزار السودان ذكــرك أمسى فـــــي لــيـالــي دعـــوة لا تـُرد
حســبي الله فــــي البعــــاد وإنا قــاب قوســــين ها أنا مستعـــد

حسن إبراهيم حسن الأفندي
thepoet1943@gmail.com

شاهد أيضاً

أخوانيات

أخوانيات وتعلم أني شاعر ملتهب العواطف يا زميلا وصديقا ما تنكر قلبه رد جميل حسن …