أذا كيف تورد الابل يا استاذ المجمر: قراءة نقدية لردوده (1- 5)

 


 

 

د. صبرى محمد خليل/ استاذ فلسفه القيم الاسلاميه فى جامعه الخرطوم

sabri.m.khalil@gmail.com

قصه المقال: نشر الصحفى المقيم بباريس، الاستاذ عثمان الطاهر المجمر، مقال متسلسل فى موقع سودانايل تحت عنوان (ماهكذا تورد الابل يا دكتور صبرى)، ومبرر نشره كما أورده هو ( رد على الدكتور صبرى محمد خليل استاذ فلسفه القيم الاسلاميه بجامعه الخرطوم – الاصح " فى جامعة الخرطوم
"- دفاعا عن الرئيس جمال عبد الناصر باعتبار أنه زعيم قومى وليس دكتاتورا استبدادي). وهو يقصد بالرد مقالى الذى يحمل عنوان (زعيم وليس ديكتاتور: الرد على دعوى ان الزعيم عبد الناصر كان ديكتاتورا). وهو مقال سبق نشره فى موقع سودانايل وغيره من مواقع سودانيه وعربيه،فضلا عن نشره فى موقعى الرسمى(الموقع الرسمى للدكتور صبرى محمد خليل خيرى/ دراسات
ومقالات)- والذي تجاوز عدد قراءة فى كل انحاء العالم الاثنين مليون
قاريء)- لكن أعدت نشره للرد على فكره كون عبد الناصر ديكتاتور وليس زعيم ، والتى عرضها فى مقاله الذى يحمل عنوان(جمال عبد الناصر ابو الديكتاتوريات .. العسكرية والشمولية في افريقيا والعالم العربي؟)، الذى نشر بموقع سودانايل بتاريخ 11 ديسمبر, 2022.كما عرضها آخرون فى مواقع اخرى.فهو نقد موضوعي لفكرة ، لذا لم يتضمن المقال اى اشاره لشخصه او لشخص اى منهم . وقد اكتفيت اولا فى ردى على هذا المقال المتسلسل بنشر مقالين للرد على الأفكار الأساسية التى طرحها فيها –دون الاشارة ايضا الى شخصه- وهي ان عبد الناصر كان ديكتاتور وليس زعيم – وهى الفكرة الأساسية ،وانه قتل سيد قطب غيلة لمجرد انه ابدى رايه،بدون اى جرم ارتكبه،وان غدر برئيسه محمد نجيب وشطب اسمه من التاريخ).لكن اشار على العديد من قراء موقع سودانايل ، بأنه مادام مقال الاستاذ المجمر موجه لشخصى،فانه يجب ان يكون ردى عليه موجه لشخصه ايضا. لذا قمت بكتابة هذا المقال المتسلسل،والذى يهدف الى تقديم قراءه منهجيه "موضوعية"، آراءه فى قضية كون عبد الناصر زعيم او ديكتاتور،وقضايا وشخصيات اخرى، بهدف بيان مدى اتساقها المنطقى-هو مضمون منهج التفكير العقلاني الفلسفي كما لا شك يعرف كل من له اطلاع على علم الفلسفه – وافترض ان أولهم الأستاذ المجمر نفسه لانه يقرر فى غير واحد من مقالاته انه ( يحمل رسالة ماجستير . مكملة للدكتوراة. – كذا - فى الشريعة الإسلامية- قسم العقيدة والفلسفة ) (تنظر مثلا مقال : الشجر الكبير يموت واقفا! .. بقلم: عثمان الطاهر المجمر طه / باريس / نشر في سودانيل يوم 17 - 09 - 2018 ).

كيف اوردت الابل:عنوان مقال الاستاذ المجمر قاطع الدلالة على ان شخصى الضعيف لم يلتزم الموضوعية والحياد العلمى فى ردى عليه- هذا طبعا على اقل
تقدير- فيما يلى اعرض لملخص المقال ليتبين السادة القراء بانفسهم اين فشلت فى" ايراد الإبل" (هذه الدعوى لا تميز بين الزعيم والدكتاتور ، فالأول تحقق الإرادة الشعبية بتوحدها خلف زعامته أهدافها، ويصبح بالتالي محل رضا من اغلب الشعب. أما الثاني فيحول بدكتاتوريته دون تحقيق الإرادة الشعبية لأهدافها،ويصبح بالتالي محل غضب اغلب الشعب . ومواقف عبد الناصر الوطنيه والقوميه نالت تأييد اغلب الشعوب العربية- وليس الشعب المصري فقط
- فضلا عن استمرار مكانته الوجدانية كرمز للكرامة والعزة عند هذه الشعوب حتى الان، وهذا يثبت أن عبد الناصر هو زعيم قومي وبالتالي ليس دكتاتور..كما أن هذه الدعوى تحصر الديموقراطية في صيغتها الليبراليه،فضلا عن انها لا تميز بين مضمون الديمقراطية " ان تعبر السلطة عن الاراده الشعبية"، وشكلها" شكل النظام السياسي الذي تعبر الاراده الشعبية من خلاله عن ذاتها"،و الأول ثابت بينما الثاني يخضع للتغيير في المكان وخلال الزمان، والدليل على هذا ان تعدد النظم السياسية الديمقراطية الليبرالية بتعدد مجتمعاتها (بريطانيا، فرنسا، أمريكا ،سويسرا…)، استنادا على هذا فإن هذه الدعوى تتخذ من بعض المواقف المواقف السياسية لعبد الناصر كرفضه لتعدد الأحزاب و أخذه بأسلوب التنظيم السياسي الشعبي الواحد كدليل على رفضه للديموقراطيه ، بينما هذه المواقف تتصل بشكل الديموقراطية وليس مضمونها، فهو مرتبط بظروف تاريخية معينة ، هي مرحلة التحرر الوطني والقومي من الاستعمار القديم...وان هناك أسباب تاريخية معينة أدت إلى قيام ثورة يوليو بفعل مجموعة من ضباط القوات المسلحة ، وليس بتنظيم وتدبير وفعل حزب جماهيري . وان الظاهرة تعبير عن مرحله تاريخيه عامه وليس مقصور على التجربه الناصريه . وان التقييم الموضوعي- البعيد عن التوظيف السياسي- للممارسات السلبية التي صاحبت التجربة الناصرية - ومنها ظاهرة التعذيب - يجب ان يقوم على العديد من الضوابط منها : الإقرار بايجابياتها وسلبياتها،وليس اتخاذ سلبياتها كمبرر لإنكار ايجابياتها. وان ظاهرة التعذيب مرتبطه بالبنية السياسية “مجموع الأنظمة السياسية وأنماط التفكير السياسي..” للعالم الثالث، وليست مرتبطة بالنظم السياسية”السلطة السياسية” للعالم الثالث ، وسبب ذلك أنها نشأت نتيجة لعوامل تاريخية استمرت عهود تاريخيه متطاولة كالاستعمار وتعاقب النظم الاستبدادية )

كيف اورد الاستاذ المجمر الابل: كما ان عنوان مقال الأستاذ يلزم منه منطقيا انه سيلتزم بالموضوعية والحياد العلمى فى رده "اى انه سيرينى كيف تورد الابل".فيما يلي أشير لبعض النقاط التى وردت فيها:

السخرية والاستهزاء: يقول الأستاذ المجمر فى مقاله ( هل من قيم الفلسفة الإسلامية ان تعتقل وتسجن رپئسك لأنه اختلف معك في الرأي؟هل من قيم الفلسفة الاسلامية ان تعدم افضل من كتب في ظلال القرآن لأنه رفض طلبك وقد ارسلت اخته إليه تترجاه ان يكتب أنه كان عميلا للسى اى أي ايه فرفض ؟هل من قيم الفلسفة الإسلامية ان تعذب معارضيك في السجون حيث يغتصب الرجال والنساء ؟يا استاذ قيم الإسلام هل من العدالة ان يعدم الدكتور عبد القادر عودة أفضل من كتب في التشريع الإسلامي اهذه حقوق فلسفة القيم الاسلاميه ؟( - علما بأن هذه الجمل تتضمن خلط بين تخصصى الفلسفة الإسلامية فلسفة القيم -.

الاتهامات الجزافية: فكل من يقرر ان عبد الناصر زعيم هو ناصرى –والاستاذ المجمر نفسه يعتبر ناصرى طبقا لمنطقه ، لانه قرر فى فى مقالات سابقة له ان عبد الناصر زعيم قومى خالد وبطل قومي كما سنوضح ادناه - يقول (ولاول مرة اجد ‏ناصرى يدرس الطلاب أخلاقيات القيم الإسلامية ،‏حدث ولا حرج ، هذا عطاء الترابى والبشير). فالجملة قاطعة الدلالة على الانتماء السياسى لشخصى الضعيف الى الحزب الناصرى، وفى ذات الوقت- ورغم التناقض- فان تبوء
الناصريين- وظائف اكاديمية او سياسية" الاستاذ فيصل محمد صالح وزير الإعلام فى حكومة الدكتور عبد الله حمدوك – الناصرى الآخر- هو من افراز حكومة المؤتمر الوطنى بقياده الترابى وعمر البشير- بدون وضع اعتبار للمفاضلة بينهما طبعا-

التكفير المضمر والاستعداء: فتقريره اعلاه انه ولاول مرة يجد ‏ناصرى يدرس الطلاب أخلاقيات القيم الإسلامية يتضمن التكفير المضمر الاستعداء، فلا يجوز ان يدرس كافر اى علم له صلة بالإسلام- هذا هذا بعد ان نستبعد جانبا الخلط فى قوله بين تخصصى الفلسفه – و فلسفه القيم – الاسلاميه ،والتى هى من فروع علم الفلسفة . وغيرها من تخصصات الدراسات الاسلامية , وهذا التكفير سيتحول الى تكفير معلن ،كما يقرر فى نهايه المقال ( اهذه حقوق فلسفة القيم الإسلامية التى تمجد اله الناصريه البقرة المقدسة ‏صاحبه الحق الالهى التى لا تخطئ).غير ان هذا التكفير المضمر لم يقتصر على شخصى الضعيف، بل امتد وشمل عدد كبير من الشخصيات من خلال اتهامهم بانهم يعبدون البقرة المقدسة فى العديد من مقالاته.

الاستاذ المجمر يرد على الاستاذ المجمر:وفيما يلى نبين أوجه التناقض فى اراءه الاستاذ المجمر،والتى يلزم منها منطقيا انه تكفل بالرد على اراءه:

من التكفير الضمني للقوى السياسية اليسارية الى دعوتها للقيام بدور
تنويري: وإذا كان الاستاذ المجمر وكما اشرنا سابقا يكفر ضمنا القوى السياسية اليسارية كما هو ماثل فى اعتراضه على تدريس ناصرى حسب تصنيفه السياسى – وهو شخصى الضعيف- للطلاب تخصص اسلامى،فانه يعود لاحقا ويدعو هذه القوى الى نبذ خلافاتها وتنوير الجبل النابت ،فهو يتمنى فى مقال له
بعنوان: من هم الاخوان المسلمين ومن هم ناس الجبهة الاسلامية القوميه؟ من تكفير اليسار- عثمان الطاهر المجمر طه- سودانايل- 11 يوليو, 2022 ان تنبذ الاحزاب العقائدية –حسب المصطلح الذى استخدمه- ومنها الحزب الناصرى- (صراعاتهم الأيديولوجية والحزبية وتنور الجيل النابت بشفافيه ومصداقيه ووطنيه سودانيه خالصه

عبد الناصر زعيم قومى: كما اشرت اعلاه فان على هجوم الاستاذ المجمر على شخصى الضعيف اننى قررت ان جمال عبد الناصر هو زعيم وليس ديكتاتور. لكن الاستاذ المجمر نفسه يقرر انه زعيم قومى وخالد بطل قومى فى مقالات اخرى سابقة له.

فهو مثلا يصف بعض المحيطين بعبد الناصر، بانهم قامات ، ويفتخر بأنه حاورهم ، منهم وزبر ثقافته الدكتور فتحى رضوان ، وأقرب المقربين لعبد ناصر صديق عمره – كذا- عضو مجلس قيادة الثورة ، وعضو الضباط الأحرار الأستاذ أحمد حمروش فى مقال له بعنوان( الشجر الكبير يموت واقفا! ..
بقلم: عثمان الطاهر المجمر طه / باريس / نشر في سودانيل يوم 17 - 09 -
2018 )،ويصف حواره مع الاهير باعتزاز شديد (..وبعد نشر الحوار جاء إلى الأستاذ / إبراهيم عبد القيوم رئيس مجلس إدارة الأيام ورئيس تحريرها الأسبق بعد أن جاء للأستاذ / أحمد البلال الطيب ، وطلب منه أن يقدمنى له فإستدعانى أحمد البلال الطيب حيث يومها كنت أعمل معه محررا بجريدة الأسبوع ، وعرفنى به فما كان من الأستاذ إبراهيم عبد القيوم إلا أن إندفع نحوى ، وإحتضنى ، وقال لى : أهنئك على هذا الحوار الهام)

كما يصف جمال عبد الناصر بالزعيم تاريخى فيقول فى مقال له بعنوان) يا وزير الاعلام التأريخ لا يرحم لملم كرامتك وامشى الليله قبل بكره لو دامت لغيرك لما آلت اليك (3)- عثمان الطاهر المجمر-سودانايل- 25 أكتوبر, 2020) وفى معرض الحديث عن دور محمد احمد المحجوب فى الإعداد لمؤتمر اللاءات الثلاث بالخرطوم(عندما هزم الزعيم التاريخي جمال عبد الناصر فى معركة الأيام السته المشهوره بالنكسه ضربت اسرائيل كل المقاتلات والطائرات المصرية وهي جاثمة على أرض المطار...)

كما يصفه بالبطل القومى فيقول فى ذات المقال (ولولا محمد احمد محجوب لما كان زعيمك جمال عبد الناصر بطلا قوميا)فهو هنا لا ينفى كونه بطل قومى لك من يجعل للمحجوب دورا أساسيا في هذه البطولة.

بل لا يتردد الاستاذ المجمر فى وصف جمال عبد الناصر بأنه زعيم خالد – وهو وصف لم استخدمه فى مقالى ايا من مقالاتى- يقول فى المقال المشار إليه أعلاه بعنوان( الشجر الكبير يموت واقفا! ) ( سألنى أحد الأصدقاء قائلا : لماذا لا نراك دائما فى باريس مع الدكتور جبريل إبراهيم .... يا صديقى جبريل إبراهيم لا يضيف لى شيئا لقد أكرمنى الله بإجراء حوارات مع قامات عالمية ، حاورت أول وزير ثقافة للزعيم الخالد جمال عبد الناصر الدكتور فتحى رضوان والرئيس الأسبق لمنظمة حقوق الإنسان العربية .).بل ويقرر فى ذات مقاله المعنون ب( جمال عبد الناصر ابو الديكتاتوريات ..
العسكرية والشمولية في افريقيا والعالم العربي ! 11-سودانايل- ديسمبر,
2022 ( لمره الثانيه يتدخل صديقه رئيس الوزراء في السودان الاستاذ محمد احمد محجوب ليرد له اعتباره ويرفع رأسه بعد هزيمة النكسه وينظم له مؤتمر اللاءات الثلاث لا صلح ولا سلام ولا تفاوض مع اسرائيل ويستقبل عبد الناصر في الخرطوم استقبال تاريخي لا مثيل له ويعود الزعيم الخالد.

أدلته على ديكتاتورية الزعيم عبد الناصر: ومن الأدلة التى ساقها الاستاذ المجمر على ديكتاتورية عبد الناصر انه حكم سبعه عشر عاما –الاصح ثمانيه عشره عاما – لكنه فى مقال له بعنوان( هل يفعلها خادم الحرمين ويعيد سيرة الفاروق عدلا وانصافا وتواضعا وسماحا ؟. بقلم: عثمان الطاهر المجمر طه 1 مايو, 2015 ) بحكم الملك سلمان بن عبد العزيز-ملك المملكه العربيه السعوديه ونظام الحكم فيها كما هو معلوم ملكى –زراثى غير مقيد بفتره زمنيه معلومه، حيث يقول( الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الذى يعمل فى صمت بعيدا عن الأهواء والأضواء ملك يعرف ما يريد تزوده تجربة طويلة وخبرة مديدة ونخوة أصيلة وفوق هذا وذاك طاقة ربانية روحانية تغذيه بحبل سرى عبقرى سحرى إسمه حفظ القرآن فالرجل الوحيد من أبناء الملك عبد العزيز حفظ القرآن وهو صغير).

ومن أدلته على ديكتاتورية عبد الناصر انه اعدم منظرى الجناح التكفيري
المتطرف فى جماعة الإخوان المسلمين سيد قطب وعبدالقادر عوده- وكانه
يمنحهم حصانة كهنوتية قانونية تحول دون مساءلتهم عن ما قاما بأنه من حوادث عنف وإرهاب ضد مؤسسات الدوله- لكنه يعترض على منح جماعه الاخوان المسلمين حضانه كهنوتية ، فيقول فى المقال المشار له سابقا بعنوان ( الصوفية هم اصحاب الاسلام السمح المتسامح ودعاة الاعتدال وليس الاخوان المسلمين )( دعنى أسأل المسؤولين والقائمين على أمر البلاد في قطر هؤلاء الاخوان المسلمين الذين تحابوهم وتعاملوهم كأبقار مقدسة وتفضلونهم على سائر المسلمين هل نزل سيدنا جبريل عليه السلام بالحق الالهى وصكوك غفران لهم تميزهم عن الآخرين ام ماذا ؟).

عبد الناصر هو القائد الفعلي للثورة وليس محمد نجيب:واذا كانت أهم أوجه اعتراضه على عبد الناصر انه انتزع السلطه من قائدهم الفعلى (محمد نجيب ) كما فى قوله ذى ذات المقال (كان قائد الثوره محمد نجيب الذي يعرفه الشعب المصرى تماما وصار أول رئيس لجمهورية مصر العربيه ولكن تأمر عليه البكباشي جمال الناصر اعتقله وسجنه ). إلا أنه قرر فى ذات المقال - وفى ذات الوقت- ان عبد الناصر هو القائد الفعلي للثورة – بتقريره انه القائد الفعلى لتنظيم الضباط الاحرار- مفجر الثورة وانه ضم اليه لاحقا محمد نجيب ( نجح البكباشى جمال عبد الناصر في تكوين الضباط الاحرار في سريه تامه ضم الضابط زكريا محى الدين وشقيقه خالد محى الدين وثروت عكاشة محمد انور السادات وصلاح سالم وشقيقه جمال سالم والمقدم صديق يوسف وجمال حماد وكمال الدين حسين وحسين الشافعى واللواء محمد نجيب وصديق عمره الرائد عبد الحكيم عامر واخرين .)

الخلاف بين عبد الناصر و سيد قطب صراع سياسى سببه تطرف الاخير وليس صراع دينى: و من اوجه اعتراض الاستاذ المجمر على الزعيم عبد الناصر انه قتل غيلة سيد قطب لمجرد انه ابدى راى عارض له، وبدون ان يرتكب جرم .حيث بقول فى مقاله (ما هطذا تورد الابل بادكتور صبرى)( واقسم. امام سيد قطب ان يفتديه بنفسه وبدلا ان يفتديه اغتاله غيله هكذا المنافقين يقولون ما
لا يفعلون( كما يقول (فى ايام حكم النميرى جاء الينا في الخرطوم الراحل
المقيم الدكتور فتحى رضوان رئيس منظمة حقوق الإنسان العربية يومها في صحبه فاروق ابو عيسى ودكتور نوال السعداوى أجريت معه حوارا وسألته قائلا:يا دكتور فتحى كنت أول وزير ثقافة لجمال عبد الناصر ويومها تم اعدام سيد قطب نتيجة لارائه اين كنت حقوق الانسان يومها وانت وزيرا للثقافه وتتشدقون الحريه لنا ولسوانا فصمت الرجل والحوار منشور في صحيفة الاسبوع السياسية يمكن ان ترجع إليه إذا شئت). لكنه يعود ويقرر فى مقال اخر بعنوان: حديث البسملة عثمان الطاهر المجمر طه 7 أكتوبر, 2015 ان فتحى رضوان لم يصمت بل فند اتهامات الاستاذ المجمر ( حكايتى مع الدكتور فتحى رضوان بدأت بالحوار الصحفى الذى أجرته معه ويومها كنا متعاطفين مع الأخوان نتيجة ما جرى لهم فى سجون عبد الناصر ومما أعجبنى موقف هذا المفكر الذى هاجمته بعنف وقلت له : أنت رئيس لمنظمة حقوق الإنسان أين كنت عندما كنت أول وزير ثقافة فى حكومة عبد الناصر وأين كانت حقوق الإنسان عندما قدم المفكر سيد قطب فى محاكمة رأى وحكم عليه بالإعدام ألم تكن محاكمة سيد قطب محاكمة رأى أين كانت حقوق الإنسان يومذاك ؟ معظم أسئلتى كانت ساخنة وبرغم الكرسى الساخن الذى أجلسته عليه إلا أنه كان هادئا تماما وببراعة المحامي الشاطر فند كل الاتهامات وبأسلوب المفكر الأديب الأريب وفات على أن الرجل مؤلف كبير ووزير). يمكن ان نضمن ان هذا التفنيد يتضمن الاشارة الى كون سيد قطب كون تنظيم سرى مسلح ،وخطط للقيام بالعديد من العمليات الإرهابية ،وانه لم ينكر ذلك بل برره بانه دفاع عن النفس.
لكن لا نعتمد على هذا التخمين ونستند الى مقال للأستاذ المجمر بعنوان( الصوفية هم اصحاب الاسلام السمح المتسامح ودعاة الاعتدال وليس الاخوان المسلمين دعاة الاسلام السياسي والارهاب الفكرى المتطرف –سودانايل - 24ديسمبر, 2020 ) يتهم فيه جماعه الإخوان المسلمين-وليس قثط جناحها القطبى التكفيرى كما قررت واقرر دائما - كلها بالتطرف والارهاب فيقول( والصوفيه هم أصحاب الاسلام السمح المتسامح واصحاب الاعتدال والوجه المشرق للاسلام دعاة الوسطية وليس الاخوان المسلمين دعاة الاسلام السياسي المتطرف والإرهاب الفكرى الاستبدادى). بل يطعن الاستاذ المجمر فى الامام حسن البنا مؤسس جماعه الاخوان المسلمين وبتنه بأنه ماسوني فى مقال له
بعنوان: (قطر أول من استضافت المركز التجاري الإسرائيلي فكانت اول المهرولين للتطبيع 23 ديسمبر, 2020 ) (وهنا نذكر قطر بماسونية امام الإخوان المسلمين لنقرأ سويا الكاتب والمفكر العربى الكبير عباس محمود العقاد كتب مقالا منذ الثلاثينات من القرن العشرين عن ارتباط الشيخ حسن البنا رحمه الله بالاسلام والماسونية العالمية ومن قاموا بإرساله واسرته من المغرب العربى الى مصر لهذا الغرض وان القنصلية البريطانية في مدينة الإسماعيلية بمصر دفعت له 500( خمسماية جنيه ) ليبدأ عمله في تأسيس جماعة الاخوان المسلمين خمسمية جنيه في ذلك الوقت مليارات اليوم لم يتقدم أحد لينفى هذا التعليق على هذا الامر). بينما ميزت فى مقالى – وكل مقالاتى بين فكر الامام المؤسس لجماعة الإخوان المسلمين المعتدل،والفكر التكفيري المتطرف لسيد قطب- فى مرحلته الفكرية المتاخره، وبينت ان خلاف الزعيم عبد الناصر فقط مع الفكر الاخير ،عندما تحول الى فعل مضمونه الصدام المسلح مع الدوله فى عهده ، فى الوقت الذى كانت الدوله تخوض معارك ضد قوى الاستعمار، وتساند الشعوب العربيه الأخرى فى نضالها ضده.

------------ الموقع الرسمي للدكتور/ صبري محمد خليل خيري | دراسات ومقالات https://drsabrikhalil.wordpress.com

 

آراء