كلام الناس
*أعذروني لإستخدامي هذا التعبير الحربي الذي ورثناه من أدبيات الذين أطبقوا على أنفاسنا ثلاثين عاماً حسوماً لكنني أوظفه الان للمستقبل من أجل الأجيال الصاعدة التي صنعت بصمودها ثورة شعبية مختلفة، ونريدهم أن يتعلموا من أخطاء التجارب السابقة وهم يصنعون مستقبل السودان الذي يسع الجميع.
*هذه المرة رأيت فيما يرى النائم أنني مراقب مراقبة شخصية ومباشرة تعمد فيها من يراقبني توجيه التحية لي وهو يمر أمامي في لقاء عام كأنه يقول لي "شايفك"، رغم أنني لم أكن في حاجة لتنبيهه كي أتعرف عليه لأنهم جميعاً لهم "نكهة خاصة" لايمكن إخفاءها.
*إستيقظت بفضل الله ونعمته لأجد نفسي أتنفس هواءً صحياً في هذه القارة النائية بلا خوف ولا تخويف، وأنني أجتهد - على قدري - في دفع الثورة الشعبية التي أبهرت العالم بمشاهد سودانية غير مسبوقة حتى في تاريخ الثورات السودانية السابقة.
*أكتب هذا لهم ومن أجلهم وهم الأكثر وعياً مننا لأنهم تعلموا وأدركوا لكنهم في حاجة لنصح الكبار المستمد من تجاربهم السابقة كي يستصحبوا الإيجابي منها ويتجاوزا سلبياتها التي أدخلت السودان فيما يعرف ب"الدائرة الجهنمية" من عدم الإستقرار السياسي والإقتصادي والأمني.
*عليهم إحداث تغيير نوعي يشبه ثورتهم في السياسات الكلية للحفاظ على ديمومة الديمقراطية وتأمينها من مخاطر الإنقلابات والمؤامرات والحروب الأهلية والنزاعات المسلحة.
• *الديمقراطية اللبرالية وحدها لاتكفي لتحقيق السلام الشامل والعدالة بين المواطنين، لذلك لابد من وضع سياسات داخلية متوازنة تحقق الحرية السياسية وتضمن العدالة الإجتماعية والإقتصادية وتحافظ على السلام المجتمعي، ورفع الحس الوطني والمسؤولية الإجتماعية وتعزيز مهنية وقومية قوات الشعب المسلحة ومعالجة أوضاع الحركات المسلحة المعارضة والموالية عبر ترتيبات أمنية مقننة.
• * لابد أيضاً من تكثيف الجهود لمكافحة الإرهاب في مجتمعنا تجفيف منابعه مادياً وأخلاقياً الأمر الذي يتطلب تضافر الجهود التوعوية والتربوية والثقافية والفنية والرياضية لحماية الأجيال الناشئة من سموم ثقافة كراهية الاخر وتكفيره ومحاولة إقصائه بالقوة، وتعزيز ثقافة السلام والإخاء الإنساني والتعايش الإيجابي بين المواطنين ومع العالم من حولنا.
• *المطلوب أيضاً إنتهاج سياسة خارجية متوزنة بعيداً عن الصراعات والمطامع الإقليمية والدولية، وعدم الإرتهان لحلف أو محور مع أو ضد والدخول في حرب بالوكالة لاناقة لنا فيها ولا جمل.
• حفظ الله السودان وأهله من كل الشرور والفتن.