أزمنة الحروب وبعثرة الأوطان “3” “توثيق ليوميات الحرب”

 


 

 

* وهل أحمد هارون ضمن هؤلاء تاريخياً؟!.
خلال الفوضى "الخلاقة" بالنسبة لتنظيم الأخوان المسلمين، فمن الواضح أن أصابع الاتهام تشير إليهم بأنهم إستغلوا الفرصة وعملوا على تهريب غالبية المحكومين والمنتظرين من كافة سجون البلاد، والذين كان من بينهم المدعو أحمد هارون المتهم في عدة جرائم جنائية.
أصدر المشار إليه بعد فرارة ـ ودون حياء ـ بياناً أكد فيه هروبه من معتقله وأنه لن يسلم نفسه للسطات إلا بعد أن يضمن وجود حكومة توفر له محاكمة عادلة أو هكذا يحاول مجاراة الثائر البرئ "توباك" في بيانه الشهير عقب خروجه من محبسه ولكن سهم هارون طاش في رسالته تلك!.
مرت على بلادنا شخصيات أصبح لها شأن في السلك القضائي، وتركت إنطباعاً وإثراءً وتقاليداً حميدة في أروقة العدالة وحكم القانون ، وكانت لها سوابق قضائية تزخر بها أضابير المحاكم في بلادنا، وقد نهل من علمها الكثير من رجالات القانون حتى وقت قريب.
إن أفذاذاً من القضاة العدول من أمثال مولانا عثمان الطيب رئيس القضاء الأسبق الذي ضرب مثالاً من النزاهة والاستقامة عندما وقف أمام القاضي بعد سنوات طويلة من نزوله سن المعاش معلناً أنه تعرض للنشل في أحد الحافلات العامة!، وهي القصة التي ما يزال رواد الوسائط التقنية يتداولونها. وكذا محمد أحمد أبو رنات الذي يُحمد له انحيازة لثورة أكتوبر وقد أسس وأرسى العمل القضائي بالسودان وهنري رياض وعبد المجيد إمام المعروف بمواقفه القضائية الشهيرة سيما في أحداث ثورة أكتوبر المجيدة، وكذا مولانا عبد الرحمن النور وبابكر عوض الله وأبيل الير ودفع الله الحاج يوسف ومحمد ميرغني مبروك وحمزة محمد نور الزبير والذي يمثل جيل من القضاة الذين خدموا في أطراف أقاليم السودان وتركوا بصماتهم الواضحة، وغيرهم كثر، يتحدث التاريخ بمجدهم.
فهل يمكن مقارنة هؤلاء بأحمد هارون الذي يمثل أحد جوانب المساوئ في بلادنا وسوءات الحكام الباطشين عندما يعتلون ظهر دبابة ويأتوننا كديكتاتورية عسكرية لا ترفق معها سوى أمثال هارون، الذي سيضحى في سيرة أهل السودان كسبة وعلامة سوداء في تاريخ القضاء وسط السودانيين؟!.
من كان يمر بخاطره مجرد مرور أن يكون هناك "قاضياً" يمكنه أن ينبح أمام الملأ وبالفم الملآن " أمسح، أكسح، قشو، ما تجيبو حي ،، ما تعمل لينا عبء إداري"! ،، والذي قيل أنه مطلوب للمثول أمام المحكمة الجنائية أضافة لجرائمة الأخرى المتعلقة بانتهاك حقوق الآخرين، بسبب هذه الكلمات الخمس؟! ،، حقاً ،، ففاقد التربية القانونية لا يعطيها بالفعل!
من الذي حور المقولة الشهيرة للانقاذيين وحولها إلى " أخرج من السجن حبيساً ،، وسنجعل كل البلد هردبيساً"؟!.
وهكذا رحم الله شاعر مؤتمر الخرجين الفذ علي نور ،، فهو القائل :ـ
"كل امرئ يحتل في السودان غير مكانه
المال عند بخيله والسيف عند جبانه
فالناس أكفاء شجاع الرأي مثل جبانه
فالعلم ليس براجح بالجهل في ميزانه
والفضل ليس مكارم الأخلاق من عنوانه ".
ـــــــــــــــــــــــــ
* أوقفوا الحرب وانقذوا السودان من الضياع.

hassangizuli85@gmail.com
///////////////////////

 

آراء