أعوان الانقلاب .. صورة وصوت..!! بقلم: د. مرتضى الغالي

 


 

 

لن تتعب كثيراً في معرفة (اللمة) والأفراد والأجسام التي تدخل في عداد أعوان الانقلاب (شاءوا أم أبوا) علموا أو يعلموا..ولعل (ترمومتر المصالح الذاتية) هو الذي يسهّل عليك طريق معرفتهم و(تنويتهم) بغير مشقة..! فالسلوك السياسي والخطوات والإعلانات والاصطفاف ولحن القول و(انزلاقات اللسان) توضّح لك كيف أنهم يتلاقون على صعيد واحد..! وأنت لا تدهش ولا تستعجب..ذلك أن تجربة سنوات الإنقاذ الكالحة وأيام ثورة ديسمبر الماجدة وامتحاناتها العصيبة قد جعلت الخط الذي يفصل بين (اللعب النزيه) وبين (حالات التسلل) سافر الوضوح بحيث لا يحتاج إلى جهود من آلية الـ VAR (فبأي آلاء ربك تتمارى)..؟!

(أمسك عندك) أعوان الانقلاب من واقع الحال والمقال؛ ونبدأ منهم بالشيخ الجد و(نداء أهل السودان) ومائدته المستديرة..وهو ليس بنداء ولا يخاطب أهلنا ولا يريد خيراً بالسودان..ومن تحلقوا حول هذه المبادرة وظهروا في مؤتمره الصحفي و(مائدته المستديرة) هم من أعوان الانقلاب الذين يتعامون عن جرائمه ويحاولون شرعنته بالحديث (الملولو) عن التوافق الوطني..وعداء الشيخ الجد للثورة ظهر في أكثر من سانحة..وقد سبق أن أعلن عن معارضته لثورة ديسمبر الباسلة وعارض على طريقة الإنقاذيين تغيير مناهج التعليم بعد الثورة حتى نظل رهناً لمجمع فقه الإنقاذ ودائرة الفتوى التي كان يعمل فيها الشيخ مع الإنقاذ منذ أواخر التسعينيات..!

ومن أعوان الانقلاب جماعة الميثاق الوطني التي تقول أنها من (فروع بان الحرية والتغيير) بناطقها مبارك أردول الذي حرص منذ قدومه للوطن الحصول على منصب يربطه بالذهب من اجل حماية موارد السودان المعدنية..! وجماعة احمد سعد عمر من الاتحادي الديمقراطي تدخل في هذا السياق وهو يدعم الانقلاب بكل ما أؤتي من (عدم قوة) وبكل ما يستطيع إلى ذلك سبيلاً من خلال عودته الجديدة إلى مسرح دعم الانقلابات بعد سنوات عديدة من (الخدمة الطويلة الممتازة مع الإنقاذ) ويسايره في التواصل مع الانقلاب (بدرجة أقل) اللواء فضل الله برمة الذي يوقّع مع أعوان الانقلاب أوراقهم (بغير أن يشاور حزبه) كما قال..!..

طبعاً هناك بعض قادة الحركات "المسلحة" وعلى رأس هؤلاء بطبيعة الحال أركو مناوي وجبريل إبراهيم؛ وهما من رءوس أفعى الانقلاب السبعة..! ولكنهما في حقيقة الأمر ليسا وحدهما.. فأنت لا تستطيع أن تُخرج مالك عقار والهادي إدريس والطاهر حجر من صف الذين يدعمون الانقلاب شاءوا أم أبوا..ولن تستطيع أن تسلخهم من هذا الاصطفاف مهما أوتيت من مهارة في حفظ الجلد سليماً ليكون مقبولاً عند مندوبي مشتروات المدابغ..!!

أما داعم الانقلاب الأكبر التجاني السيسي (زعيم الحراك الوطني وتحالف نهضة السودان) فلا يحتاج الحديث عنه إلي إراقة مداد أجدى أن يتم توفيره لغيره..!!

ثم عندك بغض الصحفيين والإعلاميين (أجارك الله) الذين أصبحوا أبواقاً للانقلاب وتنازلوا عن عزّة النفس وشرف المهنة ومعيّة البشر الذين كرمهم الله وحملهم في البر والبحر..! وما زلنا نربأ بهم أن يصفقوا لتقتيل الشعب ببنادق الانقلاب..وأن ينزعوا رداء الوطنية والإنسانية وينحطوا إلى درك الارتزاق..فمن العيب أن يظلوا على تمسكهم بالانقلاب....في حين أن: حتى حميد (تصوّر) يقر بفشل الانقلاب ويحاول استجداء التوبة؛ جاداً في ذلك أم شارعاً في جولة جديدة من اللف والدوران..!

وحدّث ولا حرج عن الاخونجية وفلول الإنقاذ وفتافيت المؤتمر الوطني المقبور..فغرامهم بالانقلاب لا يحتاج إلى تنويه..كما لا بد أن يكون من بين أعوان الانقلاب من الطائفة (الشعبوطية) الذيلية؛ أحزاب الكرتون (الهردبيس) التي شاركت نظام الإنقاذ وركبت في مؤخرة حماره الأعرج ولازمته في جميع جرائمه..وظلت تنتظر فتات مائدة السحت في صبر ودناءة تنافس صبر ودناءة (أمير الطفيليين) أشعب بن جبير..!

.. لقد ذكرنا ما هو معلوم لدى وعي الشعب السوداني الذي لا يحتاج إلى تذكير وتنبيه ..لكن أوردنا هذه القائمة غير المشكورة حتى  لا يحاول المخلّطون خلط الأوراق وإطلاق الدخان..فقد استبان الصبح لكل ذي عينين..والثورة منتصرة بقوة الشعب ووعيه..وبإذن الله فالق الإصباح وفالق الحب والنوى..الذي يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي..!!

 

murtadamore@yahoo.com

 

آراء