أفراخُ حمامٍ في وهجِ ديسمبر: سونيتة كتبها بالإنجليزية: سيف الدين عبد الحميد .. ترجمها إلى العربية: خالد محمد فرح

 


 

 

في حماسٍ خرجتْ من أقنانِها مسرعة،
ورغم أنها لم تزل بعدُ..
محضَ أفراخٍ زغبِ الحواصلِ لكنها..
حوّمتْ طائرةً فوقَ رأسي ورأسِكْ
سجعتْ في أولِ الأمرِ...
ثم ما لبثَ أن استحالَ ذلك السجعُ إلى صراخ،
إنها زغاليلُ هذا الجيلِ الراكبِ رأسَهُ،
جيلٌ جحافلُه وُلدوا كي يكونوا.
لقد هجرتْ تلك الأفراخُ أقنانَ برجِها الدافئ،
واختارت عوضاً عنها لظى الشارعِ الملتهبْ
حيث دُفنت بذورُ الأملِ في غدٍ زاهٍ تحت ثراه،
فانبثقت تلك البذورُ تشقُّ الحصى
متمددة على طولِ شارعِ الأسفلت.
لقد كان نهجُ الزغاليلِ نهجَ فرخٍ
يبحثُ عن ظلٍّ يستظلُّ بهِ في الفلاة.
ولكنَّ سرعان ما قد صلى
حواصلَ أحشائها الغضَّةِ
فرطُ اصطيادٍ وغزوٍ عنيف...
وهكذا قضت أفراخٌ كثيرةٌ نحبَها على شوارعِ الأمل،
وعلى أرياشِها صبّت الشمسُ أشعتها الحارقة.
وحده اللهُ ربُّ العالمِ ومدبرُ سائرِ الأكوانِ من ورائه،
سوف يدخلُ هذه الأفراخَ الشهيدةَ
في كنفِ نعيمِهِ المقيم!!

Decembrist Pigeon chicks
A sonnet written by Saifeddine Abdulhameed El Naiem *
Out of pigeonholes, they have ardently hurried out,
Though fledgling, they hovered over me and over thee,
First cooing and then their coo has developed into shout,
They, the head-riding generation, were generated to be.
They left the warm dovecote and opted for a hot street,
Where grains of their hope are buried there underneath,
Penetrating gravel and sprawling along the asphalt sheet,
Theirs is the way a squab seeks some shade in the heath.
Their soft giblets have later been roasted and fried,
By unmerciful jackbooted overhunting and forays,
Whereby many chicks on the streets of hope have died,
And onto their feathers the sun poured its scorching rays.
Only He who dominates the world and cosmoses beyond,
Will admit these martyr chicks into His ever blissful bond.

* Khartoum, Sudan, 23rd, November, 2021

khaldoon90@hotmail.com

 

آراء