أفريقيا في 2009م

 


 

د. حسن بشير
30 December, 2009

 

شهد العالم الكثير من المتغيرات الاقتصادية الايجابية في المجال الاقتصادي. حدث ذلك بالرغم من تداعيات الازمة المالية العالمية التي وقعت في الربع الاخير من العام 2008م. استطاعت معظم دول العالم التكيف مع التدابير المتخذة لاصلاح الاقتصاد العالمي خاصة ما تم خلال قمم مجموعة العشرين. سبق ان تناولنا تلك الاحداث بالتفصيل خلال العام الذي اوشك علي نهايته اليوم. التغيير و الإصلاح انتظم معظم القارات لكن المكاسب الكبري تم تحقيقها في اسيا و امريكا اللاتينية. يلاحظ ذلك التقدم من خلال صعود دول آسيوية مثل الصين ، الهند و كوريا بالاضافة لليابان و و دول جنوب شرق اسيا. كذلك الامر بالنسبة لدول امريكا اللاتينية مثل البرازيل و الارجنتين ، تشيلي و فنزويلا. كما تعمل تلك المجموعة الأخيرة علي إنشاء تكتلات اقتصادية و تجارية لحماية مصالحها ظهرت من خلال " العولمة البديلة " و محاولة البحث عن وحدة نقدية مشتركة بديلة للدولار. مؤشرات النمو و مستويات المعيشة و الإصلاح السياسي واضحة في دول امريكا اللاتينية.

 تبقي افريقيا لوحدها تغرد خارج السرب. معظم الأحداث الأفريقية الكبري سلبية الطابع يسودها عدم الاستقرار و النزاعات و الخلافات الداخلية و البينية. لا غرابة اذن ان تعاني أفريقيا أكثر من غيرها من الفقر و التخلف و تفشي الامراض و فداحة الخسائر جراء الكوارث الطبيعية و الناتجة عن التغييرات المناخية. آفة أفريقيا في تخلف نظمها السياسية و ضعف المؤسسات و غياب توظيف الاموال في البحث العلمي. و هذا المؤشر المرتبط بالبحث العلمي و اصلاح نظام التعليم ليوجه نحو التنمية هو الذي سيلعب الدور الحاسم في مستقبل القارة الإفريقية اذا كتب الله لدولها الاستقرار و نجاها من التمزق.

  اذا نظرنا لأحداث افريقيا خلال العام 2009م سنجد ابرزها و اكثرها ترددا في اجهزة الاعلاام الدولية هي ، الحرب في دار فور ، مشكلة جنوب السودان و الخلافات بين شريكي الحكم ، اضطرابات في جمهورية الكنغو الديمقراطية ذات امتداد داخل رواندا و أوغندا ، جيش الرب يغض المضاجع في عدد من الدول الافريقية ، انقلابات و مجازر في غينيا ، مواجهات دامية في نيجريا بين قوات الامن و ( بوكو حرام ) توقع اكثر من 900 قتيل. نجد اضطرابات في دلتا النيجر و القاعدة تتوسع في غرب القارة خاصة بين موريتانيا ، مالي و النيجر ، بل حتي الجزائر و تونس لم تسلما من تلك الأنشطة. اضطرابات و قلاقل في زيمبابوي ، مدغشقر ، في الغابون ، ساحل العاج غينيا بيساو . ربما كانت ابرز الأحداث الايجابية هي بعض مشروعات الشراكة الاقتصادية مع الصين ، كللت في السودان بافتتاح سد مروي ، و النجاح الذي تسير فيه جنوب أفريقيا حتي الان نحو تنظيم اول بطولة للعالم في كرة القدم. حتي هذا الحدث الرياضي لم يمر بدون حروب و خسائر مثل المعركة ( العبيطة ) بين مصر و الجزائر علي البطاقة الأخيرة المؤهلة لتلك المناسبة و التي شكل السودان واحدا من مسارحها العبثية.

علي اهل هذه القارة مراجعة مواقفهم في العام القادم حتي يخرجوا من الدائرة الشريرة من النزاعات و الحروب و التخلف و يلحقوا بشعوب العالم المنطلق من حولهم بسرعة البرق. نتمنى ان يكون العام القادم عام التوجه نحو التنمية و السلام و الازدهار و الاستقرار للسودان و  في القارة الإفريقية و لجميع شعوب العالم. و كل عام و انتم بخير و عام سعيد.

 

Dr.Hassan.

hassan bashier [hassanbashier141@hotmail.com]

 

آراء