أفورقي وتِرِك … فوضى اجتماع القبليين برؤساء دول الجوار

 


 

 

(1)
أبان هيجان ثور نظام الإنقاذ قررت خوض تجربة إنتخابات المجلس الوطني كمرشح مستقل في دائرة ضد أحد اقطاب النظام وهو جنرال في الجيش ،كان قد شغل منصب وزير الدفاع.
و لأن الرجل كان يمني نفسه ان يصبح نائباً للرئيس في خضم الصراع ذات الطابع الجهوي و صراع آخر بين العسكر و المدنيين بقصر غردون ؛ إعتبر مجرد خطوة ترشحي ضده إهانة و مؤآمرة تمتد خيوطها من القصر الرئاسي في الخرطوم الي قصر آخر مماثل بإحدي دول الجوار الأقليمي. ( أرأيتم كيف تتشكل المحن السودانية)؟!

(2)
رغم انه من الجنون ان اتوقع فوزي بالمقعد البرلماني ضد أحد قادة نظام الشمولي إلا أنني عقدت العزم على النزال متجاهلاّ حتمية الخسارة.
خصمي (الكبير) هو الآخر متيقن من خسارتي مضمونة لكنه كان يبحث عن الفوز بالتزكية على طريقة الشموليين في كل بقاع الأرض.
تأكد للجنرال الخلوق ان كل محاولات السماسرة قد اصتدمت بصخرة الرفض ؛ هنا و بكل بساطة إتجه الي سفارة دولة مجاورة طالباً من السفير رقم هاتف رئيس تلك الدولة.
و لأن الجنرال شخص معروف و موقر سأله السفير عن الغرض من طلبه .
أجابه الرجل و بكل عفوية بأنه يريد ان يتحدث الي فخامة الرئيس ، لعله يساعده في إثناء ( الولد) الذي ترشح ضده .
هنا أعتذر له السفير (الذي يحمل درجة الدكتوراة في العلاقات الدولية) بلطف مشفق، مذكراً له بأن تصرف من هذا النوع سيكون خرقاً دبلوماسيا و سيادياً للدولتين على التوالي.

(3)
بدعوة من قبل الرئيس الاريتري أسياسي افورقي (و الذي يحكم بلده بعقلية القرون الوسطى و على طريقة الدكتاتور الروماني السابق نيكولاي تشاوتشيسكو) ؛ سيتجه وفد زعماء قبائل البجا الي أسمرا لمناقشة الوضع المتأزم بأقليم شرق السودان.
من حيث المبدأ لا غضاضة حول اي جهد إقليمي من شأنه ان يسهم في الوصول بالسودانيين الي التوافق.
لكن إريتريا غير مؤهلة لذلك الدور .
الأزمة السودانية في الشرق سببها الرئيسي أسياسي افورقي نفسه عبر المسارات الأخطبوطية لإتفاق جوبا للسلام.
ثم جاء ثنائي الانقلاب الفريق أول عبدالفتاح البرهان و قائد مليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو لإشعال الوضع القابل للإلتهاب أصلا.
كل ما جرى في شرق السودان من إغلاق للموانيء و الطرق القومية بتنفيذ الناظر محمد الأمين ترك كان بإيعاز من قبل اللجنة الأمنية لنظام البشير و التي مازالت تعمل و على رأسها قائد الجيش البرهان و نائبه حميدتي.
كقطر مترامي الأطراف لديه حدود مع العديد من الدول( بإستثناء العلاقة مع دولة جنوب السودان حيث شعبها مع السودانيين شعب واحد موزع على دولتين سياديتين ) ؛ فإننا ننظر الي الامتدادات القبلية و الإثنية مع تلك الدول بإيجابية بالغة ؛ إلا ان تدخل دول الجوار في الشأن السوداني الوطني بذلك الشكل السافر و غير المنضبط سيضر بالأمن القومي المترهل.
من الضروري ان تتم إتصالات دول الجوار بالمجموعات القبلية السودانية عبر القنوات الدبلوماسية - أي بتنسيق من قبل وزارة الخارجية .

د. حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com

 

آراء