أقسَمَ رئيس الوّزراء ألّا يدخُلُها أحَدٌ من مفصولي الشرطة

 


 

 

أؤمنُ إيماناً لا يخالجُهُ شك أنّنا لم نُقَصّر في بيان رأينا للأخ رئيس الوزراء هذا الرأي الذي آزَرَتهُ الأحداث لحظياً منذُ تولّيه مهام منصبهِ حتى يومَ النّاسِ هذا.
نحنُ في حالة صدمه مما يحدث في الشق الأمني على الأرض. ونحن في حالة صدمه مما آلت اليه احوال البلاد في كل جوانبها ذات الصله بذلك الشق الذي نرى ان فتقَهُ يتّسِعُ والحكومةُ تدفعُ بالمزيد من التعقيدات الى داخل المسرح مما يجعل الحلول عصيه بل وبعيدة المنال.
تبقّى العُقدةُ الرئيسيه هي عدم إعادة مفصولي الصالح العام وعدم إيفاء حقوق المعاشيين الذين قطعاً سيعملون يداً واحدةً مع المعادين منهم دعماً لأمن هذا الوطن المنكوب وأمن مواطنِهِ في كلِّ أقاليمِهِ وفي عاصمتهِ إيقافاً للقتل والنّهب والسّلب والفوضى والتهريب وخراب الذمم والسياده الكاذبه لغير المؤهّلين المفروضةُ سيادتهم زوراً وبهتاناً من ميلشيات الجهل ومن أحزاب الخراب ذات العضوية التي لا تتجاوز أصابع اليدين وتلك التي تفرض سمومها ومُحاصصاتها على قُدُسيّةِ الثوره وأبنائها البرره فأصبحت التشوُّهات سِمَةً مُمَيّزةً لشؤوننا الخارجيه إمتداداً ملموساً لعهد الإنقاذ ونشطَ الإجرام في شوارعنا وبيوتنا وامتدّ الخراب الاقتصادي ونحن نرى ثرواتنا تُنهبُ أمامَ اعيُننا بأيدي حُكّامنا ومباركتهم لِخَلَلٍ أعقَبَ قيام الثوره في إختيار من يقودون أمرنا فخان من خان بعد ان اقتلع الشعب تلك العصابه المأفونه وقفنا في محطة اللجنه الامنيه لنظامها وفي محطّةِ مليشياتِها وهي تمارسُ جهلِها على رؤوسنا وهُما معاً يُبَدّدان ثرواتنا ويبنون ثراءً آخَراً على فقرِنا عبرَ مطار الخرطوم وعبر منافذ بلادنا نهباً يتقازم أمامهُ نهب عصابات الخرطوم التي روّعَت المواطن وأمنَهُ ويتواضع امامَهُ نهب الإنقاذ .
يقف الأخ رئيس الوزراء موقفاً واحداً لا يتزحزح عنهُ مُسَلّماً امرَهُ لأخطاءٍ صاحبت قيام الثوره فصارت قُرآناً مُنزَلاً يُعَلّقُ عليها كلُّ ضعفهِ وهوانِهِ وإصرارِه قبولاً لكلّ ما يحدُث والصّفُّ الديسمبري قد شُقّ بسياساتٍ مدروسه بعنايةٍ فائقه بيدِ بعض الأحزاب والجماعات المطرودة من احزابها ومُخابرات الدول المعلومة للجميع وجهاز اعلام وُجّه بمهاره فاقت ما ترَكَهُ عليه دهاقنةُ الإنقاذ.
يقف الاخ رئيس الوزراء عاجزًا او متآمِراً ، والاخيرةُ اقربُ الى منطقِ المعطيات ، في إعادةِ مفصولي الشرطه صمّام أمان امن الوطن وسط العبارات الدخيله على ثورة ديسمبر التي بدأت تُطِلُّ برأسها لتقديس الافراد وسحق المؤسسيه (كالمؤسس) و(شكراً حمدوك ) في توجيهٍ إعلاميٍّ بغيض بدأ عملاً دؤوباً وخُصّصَت لهُ قروبات وتمّ تسكين الكثيرين في قروباتٍ أخرى وصار كلّما تمادت الأخطاء إستولِدت عبارات جديده تُشيدُ وتُمَجّدُ ملابس الفرعون التي لا وجود لها إلّا في مخيّلاتهم التي تنتظر وحدها عبورًا موعوداً به.
كل الذين حملوا السلاح لم يعملوا إلّا لخدمةِ الإنقاذ ووجهوهُ الى صدورِ العُزّلِ من ابناءٍ شعبهم وأعملوا فيهِم قتلاً وتشريداً واغتصاباً وحرقاً وخاضوا حروباً عبثيّةً تطاحنوا فيها خدمةً للنظام البائد وبعدما اقتلع ابناؤنا ذلك النظام القبيح أتوا هُم ليتمّ تعويضهم وتم تسكينهم في المواقع السياديه العليا لدولةِ الثوره. الآن تمضي
المحاصصات قُدُماً لإيفائهِم أنصِبتهِم من كيكةِ جهاز الأمن الداخلي والشرطه كما تسعى في ذلك احزاب الخيبه. ضباط الشرطه الذين صمدوا ضد الانقاذ وخلخلوها واحتملوا قهرها وسجونها لم يحملوا السلاح رغم انهم أهلَهُ ورغم انهم يعرفون وطنهم وتضاريسهُ أزِقّتَهُ وحواريه يقف الاخ رئيس الوزراء في خندق اللجنةِ الأمنيه عائقاً ، بزُبُرٍ من حديد ، أمام إعادتهم .. المنطق الوحيد الذي لم يختلف العقلاء على انّ فيه ما ينفعُ الناس في امنهم واقتصادهم ومعيشتهم.
لقد عملنا بجِدٍّ من أجل ان يُعادُ منسوبونا الى الخدمه من اعلا رأسِها "وزير الداخليه" حتى اخمص قدميها بعد ان يتم إبعاد منسوبي النظام المُزال من مفاصلها من أجل " المصلحه العليا للوطن " ومن أجل إنصافهم وتقدير نضالهم إيماناً منا انه السبيل الوحيد لإنقاذ الوطن إنقاذاً مبنيّاً على أسس ثورة ديسمبر المجيده التي لم يبقَ منها أيّ مَعْلَم يدُلُّ عليها في هذه السُلطة التي نؤمن بأنها امتداداً مستحقّاً للإنقاذ.
حقوقنا وحقوق الوطن علينا سننتزعها عُنوةً واقتداراً لأننا اصحاب الحق في الوطن وثورته والحقوق تُنتَزع. نقفُ أمامَ مسؤوليتنا التاريخيه كجيلٍ قاتَلَ نظام الإنقاذ ولن يُعجِزَنا ان نُقاتلَ " إمتِدَادَها ".
ولتقف السُلطه بشقّيها في وجه هذه الحقوق ؛ وكشِقٍّ أصيلٍ من هذا الشعب العظيم بإرادتنا معاً سنُسَلّمها لأجيالٍ سوف تأتي من بعدنا نظيفةً خاليةً من العيوب او نموت في سبيل ذلك. لن نقبل إلّا بإعادة جميع المفصولين بقرار سياسي فوري واستيفاء كافة حقوق المعاشيين وغير ذلك سيكون مرفوضاً تماماً.

 

melsayigh@gmail.com

 

آراء