أكاذيب فولكر !

 


 

 

مناظير السبت 11 يونيو، 2022
manazzeer@yahoo.com

* نشر السيد (فولكر بيرتيس) مقالا صحفيا الاربعاء الماضي في نفس يوم افتتاح الحوار الهزلي، مليئا بالأكاذيب والمرواغات بأسلوب طبق الأصل لأساليب الكيزان والطغمة العسكرية الانقلابية الغاشمة، يبرر فيه الحوار الهزلي ــ او ما أسماه العملية السياسية السلمية لانهاء الازمة السياسية في السودان ــ الذي يعرف الكل وعلى رأسهم (فولكر) ومسهلو الحوار أنفسهم أنه لن يؤدي لحل الازمة السياسية في البلاد كما اعترفوا بأنفسهم في الجلسة الافتتاحية عندما قالوا أن عدم مشاركة الأطراف المعارضة لن يقود الي الحل، وهو نفس ما ردده قادة الانقلاب المشؤوم، وإقرارا منهم بذلك اجتمعوا مع قوى اعلان الحرية والتغيير في حضور مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الافريقية (مولي في) ووكيل ولي أمر الطغمة العسكرية السفير السعودي بالخرطوم للتفاهم على خارطة طريق تقود الى حل الازمة، الأمر الذي نسف بشكل عملي الحوار الأحادي الهزلي الذي يحاول (فولكر) أن يخدع الشعب السوداني والعالم بأنه سيقود الى تحقيق تطلعات الشعب السوداني، ولكنه لا يخدع إلا نفسه!

* يقول (فولكر) "إن الغرض من العملية السياسية هو تحقيق الاهداف والتطلعات التي يطالب بها الشارع السوداني منذ اليوم الاول بعد الانقلاب، وذلك عبر التوصل الي حلول مُتفق عليها وبضمانات ورعاية دولية، لتأسيس نظام انتقالي مستقر يعمل على تحقيق اهداف الثورة ويحافظ على المكتسبات التي تم تحقيقها خلال الفترة بين ٢٠١٩ وحتى ٢٠٢١ في المجالات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية من الضياع، ويسمح للسودان بالبدء في جني ثمارها، ومن اهم هذه الثمار عملية الاعفاء من الديون المتراكمة على السودان والتي يكاد يحين اجل الفصل فيها في يونيو الحالي".

*نسأل السيد فولكر... حُلول متفق عليها بين مَن بينما كل القوى السياسية الرئيسية في البلاد ولجان المقاومة التي تقود حركة الشارع ضد الانقلابيين الخونة أعلنت مقاطعتها للمسرحية السخيفة التي تسميها (حوارا أوعملية سياسية لتحقيق تطلعات الشعب السوداني)، أم أن الذي سيقود لتحقيق هذه التطلعات هم الفلول ومجموعة إعتصام الموز والطغمة العسكرية الغاشمة التي انقلبت على الثورة وظلت تمارس قتل وقمع ومصادرة حرية الشعب السوداني ؟!

 

* يقول (فولكر) .. "ان هذه العملية السياسية هي في نفس سياق النضال السلمي غير العنيف، الذي اعتنقته الثورة السودانية ونجحت عبره في الاطاحة بنظام المؤتمر الوطني وتأسيس الفترة الانتقالية لتقود الي تحول ديموقراطي راسخ في السودان" ... ونتساءل أى علاقة بين النضال الشريف ضد الطغمة العسكرية الغاشمة الذي يقدم فيه الشعب أغلى التضحيات وبين حوارك وعمليتك السياسية التي يحركها ويديرها ويسيطر عليها المجرمون القتلة، وكيف تقلل عمليتك السياسية الهزلية من الخسائرــ كما ذكرت في حديثك ــ بينما لا يزال الانقلابيون (أحد أطراف حوارك الهزلي) يقتلون المواطنين السلميين ويعتقلونهم من البيوت حتى هذه اللحظة، أم انك تقصد فك العزلة الدولية عن الانقلابيين وانسياب الدعم الدولي لهم عبر حوارك المزعوم وعمليتك السياسية الكاذبة حتى يتحقق لهم ما يريدون ؟!

* يتحدث فولكر بحذلقة سياسية يجيدها أمثاله، بأن العملية السياسية لا تهدف الى خدمة اهداف الافلات من العقاب او غض الطرف عن ما تم ارتكابه من جرائم وانتهاكات، ويقول: "ولقد عبرَّنا في اكثر من مرة عن غضبنا الشديد من استمرار عمليات اطلاق النار على المتظاهرين السلميين والانتهاكات المختلفة، وقمنا باثارة الموضوع مع السلطات والتي استجابت مؤخرا بالغاء حالة الطوارئ واطلاق سراح المعتقلين للسماح ببدء العملية السياسية"!

* تخيلوا هذا التزييف .. "لقد استجابت السلطات بإلغاء حالة الطوارئ واطلاق سراح المعتقلين للسماح ببدء العملية السياسية". أى طوارئ ألغيت يا سيد فولكر بينما لا تزال السلطات تقتل وتعتقل وتقمع وتصادر الحريات، أم أن إلغاء الطوارئ في نظرك أيها الخبير الأممي مجرد اعلان أو قرار يصدر بينما تظل جرائم القتل والاعتقال والقمع ومصادرة الحريات كما هىَّ، وكيف تزعم أن العدالة الانتقالية لا تتأثر بقيام حوار يشارك فيه بل ويسيطر عليه المجرمون القتلة، إلا إذا كنت تعتقد أن الذين تتحدث إليهم أغبياء أم ان القتلة الذين يشاركون فى حوارك الهزلي هم الاغبياء، أم انك الذكي الوحيد الذي يستطيع خداع الجميع، ويحلل مشاركة المجرمين ويُجرِمهم في نفس الوقت؟!

* يقول فولكر "ان العملية السياسية، لا يمكن ان تنجح في التوصل الي حل شامل ودائم ومُجمع عليه، ما لم تكن سودانية الملكية بالكامل وشاملة للجميع وخصوصا النساء والشباب والفئات الاجتماعية المختلفة من الهامش والمركز"، فأين هم يا سيد فولكر الذين تتحدث عن مشاركتهم في حوارك الهزلي من شباب ونساء وفئات إجتماعية من المركز والهامش بينما هم يُقتلون ويعتقلون ويعذبون ويغتصبون وتنتهك إنسايتهم وحرياتهم وحوقوقهم بواسطة السلطة الانقلابية، حسب آخر تقرير لمفوضية الأمم المتحدة لحقوق الانسان عن حالة حقوق الانسان في السودان في الفترة ما بين وقوع الانقلاب الغاشم (25 اكتوبر، 2021 ) والعاشر من ابريل، 2022 ، أم أنك تعتقد أن مجرد الحديث الرومانسي الخادع والاكاذيب يمكن أن تجلب النتائج العبثية التى تسعى إليها لشراء الوقت لك والطغمة العسكرية الغاشمة، لتستمر أنت في وظيفتك الرفيعة التي تحقق لك المكاسب المالية الضخمة، ويستمر الانقلابيون في السلطة وقتل وقمع الشعب السوداني؟!

 

آراء