ألا هل بلغت .. اللهم فاشهد !

 


 

 

manazzeer@yahoo.com

* ظلت الجبهة الثورية (لاحقا قوى الاتفاق الوطني، ثم الكتلة الديمقراطية) تمارس منذ الايام الاولى لسقوط النظام البائد الحيل واللالاعيب والتهديدات والمؤامرات بتحريض من العسكر الذى التقى ممثلهم (الحليف السابق والعدو الحالي حميدتي) في 27 يونيو 2019 في العاصمة الشادية (انجمينا) بعدد من قادة الجبهة الثورية وعلى رأسهم المتمرد (مناوي) واتفق معهم على التحالف ضد قوى الحرية والتغيير (او ضد القوى الثورية بشكل عام)
* ومن هنالك بدأت الجبهة أو ما تطلق على نفسها الآن (الكتلة الديمقراطية)، في ممارسة الالاعيب التي مرت بمراحل عديدة منها مفاوضات أديس أبابا، واتفاق اديس ابابا الذى تنصلت عنه لاحقا، ثم مفاوضات جوبا باسم السلام المزعوم، ثم إرسال وفد الى الخرطوم في معية لجنة الوساطة (الجنوبسودانية) للضغط على قوى الحرية والتغيير للحصول على اكبر قدر من المناصب في مؤسسات الفترة الانتقالية وتقوية المكون العسكري وقلب معادلة السلطة لصالح العسكريين وإحكام قبضتهم على السلطة من خلال زيادة عدد الموالين لهم داخل مؤسسات الفترة الانتقالية، وكان ذلك قبل التفكير في الانقلاب وتنفيذه في 25 اكتوبر 2021 باستخدام الجبهة الثورية والفلول كحاضنة مدنية مزيفةـ وبقية تفاصيل المسرحية التي يعرفها الجميع!
* كان الهدف من تلك الألاعيب، ليس فقط الحصول على أكبر قدر من المناصب لقادتها ، ولكن لتأمين أغلبية مريحة لحلفائها العسكريين في مؤسسات الفترة الانتقالية، فعندما تحصل على ثلاثة مقاعد في مجلس السيادة ــ كما قلت في مقالات عديدة سابقة منها مقال تحت عنوان (حصان طروادة) بتاريخ 14 يوليو، 2020 ــ فإنها تستطيع قلب المعادلة داخل المجلس لصالح القوى العسكرية التي تتحالف معها، وعندما تحصل على اربع او خمس حقائب في مجلس الوزراء يصبح للمكون العسكري سبع او ثمانية حقائب بدلا عن حقيبتين فقط هما وزارتا الدفاع والداخلية، وبالتالي يتحقق للعساكر وجود اقوى داخل المجلس، بدلا عن وزيرين فقط!
* أما النصر الأكبر الذى كانت تسعى اليه، فهو السيطرة المطلقة على المجلس التشريعي (في حالة قيامه) بالحصول على المقاعد التسعين التي تطالب بها من جملة مقاعده التي يبلغ عددها ثلاثمئة وبالتالي تكتمل للعساكر السيطرة الفعلية على السلطة من خلال سيطرة حلفائهم في الجبهة الثورية على كل مؤسسات الفترة الانتقالية وحصولهم على الغالبية في اهمها واخطرها وهو المجلس التشريعى الذى من خلاله يستطيعون تمرير التشريعات والقرارات التي يريدونها، باعتبار أنه سيتكون من كتل غير متجانسة، سيكون لكلٍ منها حوالى 15 مقعدا تقريبا، بالإضافة الى المقاعد المخصصة للولايات، مما يمنح الجبهة الثورية أغلبية داخل المجلس تستطيع ان تساوم وتلعب بها لصالح العسكر، فضلا عن ما ستمنحه لها اتفاقية جوبا من مناصب وتمثيل في كل مؤسسات الدولة من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب بما يفوق كل الاقاليم الأخرى!
* غير أن لهفة العسكر للسلطة، والتظاهرات المستمرة ضدهم من شباب الثورة جعلهم يصرفون النظر عن السيطرة على الفترة الانتقالية من خلال المؤسسات، وفضلوا القيام بانقلاب معتقدين أنهم يستطيعون وضع البلاد في جيوبهم، ولكن باء انقلابهم بالفشل الذريع بسبب الضغط الداخلى والخارجي فعادوا لممارسة المسرحيات مع حلفائهم في الجبهة الثورية وفلول النظام البائد، لدرجة اغراق البلاد في فوضى امنية وانهيار اقتصادي وإدخالها في حروب إقليمية وأهلية جديدة وصراعات عسكرية شرسة من أجل البقاء على كراسي السلطة ولو على تلة الخراب، وكان آخر ما توصل إليه تفكيرهم الشيطاني استغلال وتحريض الارهابيين من خلال بعض منابرهم المزيفة على طلب الفتاوي لسفك الدماء وإزهاق الأرواح ووضع السودان مرة أخرى على قوائم الدول الراعية للإرهاب، فضلا عن استمرار المقاطعة الدولية واستفحال الأوضاع الإقتصادية وتجويع وتشريد المواطنين !
* كان حصان طروادة في كل المؤامرات ولا يزال، هو (الجبهة الثورية) أو ما تعرف الآن باسم (الكتلة الديمقراطية) التي خانت ولا تزال تمارس الخيانة ضد الثورة والشعب والوطن، ولن تتوقف ولن ترتاح، حتى ترضي شهواتها ورغباتها وأحقادها .. ألا هل بلغت اللهم فاشهد!

 

آراء