أمين حسن عمر يضع النقاط فوق الحروف

 


 

 

بابكر فيصل
رئيس المكتب التنفيذي للتجمع الاتحادي وعضو الهيئة القيادية بتنسيقية تقدم

في حوار أجرته معه قناة الجزيرة مباشر يوم السبت 28 ديسمبر الجاري، أوضح القيادي في المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية والتيار الإسلامي العريض أمين حسن عمر رؤيتهم لقضية الحرب وأكد في إجابته عن السؤال حول تلك الرؤية أنه لا يُعبّر عن رأيه الشخصي بل الموقف الرسمي للتيار والحركة والحزب.

لكل من يقول أن هناك إنشقاق داخل المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية وأن هناك جناح معتدل وآخر متطرف، أوضح أمين حسن عمر بلسان مبين وبإسم التيار الإسلامي العريض أن هذا الكلام غير صحيح، وأنهم لا يختلفون في الرؤية والأهداف بل هناك تباين في قضايا تنظيمية صغيرة وبسيطة :

قال أمين : ( نعم . هنالك خلاف في تأويل اللوائح . خلاف في تفسير مواقف . وليس لهذا أهمية . المهم أننا متفقون على البرنامج العملي . متفقون على العمل على الأرض. وليس هناك صوت نشاز في العمل الذي نقوم به أو صوت مخالف للموقف الذي يعلنه التيار الإسلامي العريض).

أكد أمين أن كوادرهم وكتائبهم تمثل العدد الأكبر من المقاتلين على الأرض، في إشارة إلى أن الجيش ليس هو القوة الحقيقية التي تقود المعارك، وهو تكرار لنفس المعنى الذي قصده عبد الحي يوسف في حديثه الذي قال فيه أن الجيش لا يحارب بل الإسلاميين هم من يقاتلون الدعم السريع.

قال أمين : ( .. ليس البراء وحدها بل هناك البرق الخاطف والفرقان وغيرها ..... هناك عشرات الألوف من الإسلاميين يحاربون وهم يمثلون السواد الأعظم من المقاتلين على الأرض وقد أستشهد منهم الفين).

الأهم من ذلك هو توضيحه لرؤية المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية للحرب التي وصفها بالعدوان :

قال أمين ( ...... إن هذه الحرب عدوان وإن العدوان لا يمكن الرد عليه بالتسويات. العدوان مثل الحريق اذا لم تطفيء الحريق ستنتشر النار. اذا اعتدى عليك احد في قعر دارك لا يمكن ان تجلس وتتفاوض معه إلى تسوية أن يسرق هذه الأشياء ويترك تلك . العدوان ينبغي أن يرد ويوقف عند حده ).

وأضاف أن الحرب ستتوقف في حالة واحدة فقط وهى : (تسليم الدعم السريع أنه الطرف المعتدي ورده لحقوق الناس . ثم بعد ذلك كل الحروب تنتهي بتفاوض ولكنه تفاوض يرد الحقوق إلى أصحابها ويقطع العدوان على الآمنين. والتسويات التي تُعرض الآن لا تُقدم هذا الحل وإنما تُقدم هدنة سيكون من بعدها لهيب أكبر وحرب أكبر وعدوان أكبر ولذلك نحن لن نقبل هذا. لن نقبل بتسوية إلا عندما نتأكد أن هذه التسوية هى تسوية نهائية لن تكون من بعدها حرب ولن تقوم للدعم السريع قائمة لا على المستوى السياسي ولا على المستوى العسكري).

الكلام أعلاه يوضح بجلاء أن المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية والتيار العريض لا يعترفون بمنبر جدة ولا جنيف ولا غيرهما من المبادرات والمنابر لأنها لا تحقق هدفهم النهائي المتمثل في إجبار الدعم السريع للذهاب لتفاوض إستسلام مثل الذي ذهبت إليه دول المحور (على رأسها ألمانيا) في أعقاب نهاية الحرب العالمية الثانية بعد أن تلقت هزيمة ساحقة على يد جيوش الحلفاء.

خطورة هذا الكلام تتمثل في أنه لا يمكن لقيادة الجيش الذهاب للتفاوض لأن القوة الحقيقية التي تحارب على الأرض ممثلة في الحركة الإسلامية لن تسمح لها بالإنخراط في أي حوار مع الدعم السريع إلا بعد خضوعه الكامل، وهو ما يفسر الهجوم الإعلامي الكبير الذي يستهدف قائد الجيش كلما تحدث عن التفاوض أو إمكانية الوصول لتسوية.

خلاصة كلام أمين حسن عمر هى أنه لا توجد فرصة للوصول لتسوية في ظل الأوضاع الميدانية الحالية وأن رؤية الحركة الإسلامية موحدة ولا توجد تباينات داخلية في صفوفهم حول الهدف النهائي وانهم لن يوافقوا على أي إتجاه يدعو للتفاوض في منبر جدة أو جنيف وستستمر الحرب إلى أن يتحقق الهدف الذي يصبون إليه وهو إستسلام الدعم السريع !

 

آراء