أنا التاريخ على الباب … افتح!

 


 

 

 

ظل التاريخ حبيس الجدران

لعقود خلف القضبان
ولما خرجَ لِبرٍّ هَانِ
بحمدِ الرّبِ وحميدان
وقف يناجي
بعزم دسيس بالصبّة
وشيوخ الثورة هم قُبّة
طرق الباب
وقال:
لمن ورى الأعتاب
سؤال
أنا التاريخ
أنا المريخ
افتح وادخل من أوسع باب
سمع همس ولمز وغمز
فأتى كبش غاشي
يجرجر في اطناب
قائلا:
اغرب يا هذا فالتاريخ من الباب الثاني
فأيقن التاريخ الحيلة
الرزيلة
اللامستحيلة
فسد الباب عليه وعليهم
وذهب وأدرك عاقبتيهم
فهتف الكبش ومن معه
دقوا باب حميد ببرِ الهانِ
فوقع الجمع بتلك الهوّة
لمزبلة تنتظر شيوخ القوة
والتاريخ لا يطرق باب العَوّة
إلا واحدة
ذاك مصير من خان الخوّة
٭د. محمد بدوي مصطفى٭

سلطان مملكة برِّ الهان
يُحكى في قديم الزمان، أن التاريخ كان رجلا عملاقا ورغم ذلك استطاع السلطان أن يحبسه في أعتى سجونه. لكنه وبعزم أبنائه استطاع الخلاص، بعد أن كان كالجان محبوسا في قارورة ألقيت في عقر سجون البحر. فبعد أن أفرج عنه وتنفس الصعداء سلك سبيل التسامح فذهب إلى من سجنه، السلطان، قائلا، أتيتك يا سيدي لأفتح لك أبواب مملكتي فأدخلها من أوسع أبوابها. وكان إذذاك بالقصر شيوخ من جند السلطان ومن النبلاء من أولئك الذين يعبدون مصالحهم لا مصالح السلطان ولا حتى الرعيّة. من بينهم كبير المستشارين الذي التقطه السلطان من بؤرة الفقر وجعل منه فارسا لا يشق له غبار: حامد الدوقلي، الملقب بالصحراوي. على ايّة حال استطاعوا أن يقنعوا السلطان أن الله سوف يجعل له، بعونهم، سلطانا لم يهبه حتى لقارون، وأرسلوا الرسل إلى ما وراء البحار لسلاطين الممالك الأخرى مبرمين معهم العقود وطالبين منهم السند. لكن العاقبة كانت وخيمة. فأدرك التاريخ الحيلة ورمى بالسلطان في سجون مزبلة التاريخ بلا رجعة قائلا: أنا لا أطرق أبواب السلاطين إلا واحدة!!!

--
Mohamed@Badawi.de

 

آراء