أنا مابجيب سيرة السياسة

 


 

 

كلام الناس

أتابع كتابات صديقي البروفسير عبدالله علي إبراهيم دون أن أتفق معه في كل مايكتب وهذا أمر طبيعي، لكنني توقفت معجباً بما كتبه تعقيباً على الصديق المشترك بيننا الدكتور كمال الجزولي عن زيارتهما للراحل المقيم الشاعر عيسى الحلو، وقد وجد هوىً في نفسي وهويستعيد الحوار الذي أجراه معه عيسى الحلو إبان ترشح البروف عبدالله في إنتخابات رئاسة الجمهورية في النظام السابق وماتضمنه الحوار من أسئلة ذكية حول علاقة المثقف بالسياسة.
من الصعب الإجابه على سؤال عيسى الحلو : أيها أصدق السيف ام الكتب، لكن أعجبني تعليقه الختامي للبروف عبدالله وهويقول له "يعني أنت عاوز تثقف السياسة"، لأننا مازلنا في حاجة ماسة لثورة ثقافية لحماية الثورة الشعبية.
أكرر ما سبق وذكرته من أنني استطعت -على قدري - عدم الإنتماء لأي حزب سياسي رغم أن ذلك حق مشروع لي ولكل المواطنين، وحاولت قدر الإمكان المحافظة على مسافة واحدة من الأحزاب دون أن أحرم نفسي من حقي في الإعجاب بهذا الموقف أو هذا الزعيم السياسي.
هذا يقودنا للسؤال الذي طرحه رئيس الوزراء المختار من قوى الثورة الشعبية الدكتور عبدالله حمدوك على صديقي الكاتب الصحفي محمد لطيف عن مدى استعداد الأحزاب للإنتخابات، لأنه من المؤسف هذا الغياب المعيب للنشاط السياسي الجماهيري من الأحزاب وسط التكالب المحموم على كراسي السلطة من كل حدب وصوب وعلى أسس جهوية وإثنية مسيسة.
نحمد لسعي بعض القيادات الإتحادية لتحقيق الوحدة الإتحادية لكن للأسف مانشرته السوداني في عدد أمس الأربعاء لايطمئن وأرجعوا للصور المصاحبة - بدون تعليق مني - على يحلمون بقيادة أحزابهم رغم تاريخهم المعروف في عهد الإنقاذ، وكان من المؤمل أن تتم هذه الخطوة على أيدي شباب الإتحاديين الذين شرفوا الحزب بدورهم الفاعل في تأسيس قوى الحرية والتغيير التي قادت ثورة ديسمبر الشعبية.
مهما يكن من أمر لابد من الإصلاح الحزبي داخل الأحزاب الجماهيرية بمشاركة فاعلة من الكنداكات والشباب مع إبعاد كل الإنتهازيين والمتسلقين الذين شاركوا في الحكم السابق حتى قيام الثورة الشعبية.
أما أحزاب التوالي والمنكسرة و والكيانات الكرتونية الهشة التي ظهرت مؤخراً من مخلفات النظام السابق فلا شك من سقوطها من تلقاء نفسها قبل قيام الحكم المدني الديمقراطي القادم بقوة لامحالة.
وأنا مابجيب سيرة السياسة.

 

آراء