*شهدت قبل فترة مسرحية أنتيجونا، إحدى المسرحيات اليونانية التأريخية على خشبة مسرح المعهد الفرنسي بالخرطوم، وهي إنتاج مشترك بين المسرح الوطني الفلسطيني ومسرح أحياء أيفري الفرنسي.
*استمتعنا بالعرض المسرحي المميز وسط حضور كثيف من عشاق المسرح - غالبهم من الشباب وهذه ظاهرة ثقافية صحية - من بينهم مجموعة من الجالية الفلسطينية بالخرطوم، الأمر الذي أضطر القائمين على شأن المسرح إحضار كراسي إضافية لاجلاسهم.
*مديرة المعهد الفرنسي في ذلك الوقت دلفين غرار إعتذرت للحضور عن تأخر العرض لحين أداء صلاة العشاء قبل أن تقدم المسرحية التي وصفتها بالمميزة، وقالت إنها تتناول علاقة الانسان بالأرض، وأن أنتيجونا فلسطينية .. حيت دلفين غرار الشعب الفلسطيني والحضور والفرقة الفلسطينية.
*ترجم المسرحية عن اليونانية الدكتور عبد الرحمن بدوي، وأعد النص باللغة الفرنسية وأخرجها للمسرح عادل حكيم، سينوغرافيا وإضاءة ريف كوليه، موسيقى الثلاثي جيران، وأزياء شادن سليم ، وقد تم عرضها مباشرة على الجمهور بدون مكبرات صوت ولا ستارة فاصلة.
*الأداء المتميز لكوكبة الممثلين أجبر الحضور على متابعة العرض وسط تفاعل وانفعال وتصفيق لم ينقطع حتى تحيتهم بعد ختام المسرحية، وقد استطاعت شادن سليم توصيل رسالة المسرحية بلسان عربي مبين، وهي تدافع عن حق شقيقها في أن يدفن متحدية بذلك إرادة ملك "طيبة" كريون الذي أجاد تمثيله حسام أبو عيشة، الذي كان قد أصدر أمراً بحظر دفن شقيقها.
*المسرحية تدور حول هذا الموقف الذي جسدته أنتيجونا في صراعها من أجل نصرة العدالة واحترام إرادة السماء وإكرام الميت بدفنه، وقد دافعت عن موقفها أمام الملك كريون الذي أمر بحبسها وتضييق الحصار عليها.
*المسرحية حافلة بالمواقف الدرامية التي تجسد الصراع بين قوى الحق والظلم، إلى أن يدفع الملك كريون ثمن صلفه وظلمه في بيته وفي طيبة كلها، وقد أجادعلاء أبو غريبة دور هايمون ابن كريون زوج أنتيجونا وهويدافع عن الحق في وجه أبيه الملك.
* في الختام تنتصر المسرحية للحق، مؤكدة أن حالة "الحصار" التي حكم بها الملك كريون على أنتيجونا لا يمكن أن تستمر للأبد.