أندريا .. و.. المدرسة الـ (نانسي عجاجية) !!
مفاهيم
Nadiaosman2000@hotmail.com
هذه الفتاة السودانية التي ظهرت لأول مرة وفيها بعض من نكهة الخواجات بـ (برنيطة) تغطي شعرها الناعم ، وتغطي كذلك بعض وجهها الدقيق التفاصيل ، الجميل القسمات !
كان صوتها برعشته التلقائية تلك مثار إعجاب البعض واستنكار الآخر ، أو ربما دهشته !!
تلك هي الفنانة الشابة نانسي عجاج ابنة الموسيقار المبدع الراحل بدر الدين عجاج !
نانسي ورغم ظهورها في بداياتها بكثير من أغنيات الفنانين( المسموعة )
إلا أن تفرّد أدائها جعل من تلك الأغنيات وكأن بها سحراً خفياً يجدد دمائها ويرسخ من استقرارها في وجدان الأمة السودانية بأكثر مما هو حادث بالفعل ولا غرو !
عندما غنت نانسي عجاج ( بلداً هيلي أنا) من كلمات الفنان المبدع طارق الأمين تيقنت أن لهذه الشابة الفنانة إمكانيات لم تخرج بعد وستظهرها الأيام ، ولأنني لستُ متخصصة في علوم الموسيقى ولا علم الأصوات ، لم أستطع أن أحدد على وجه الخصوص ما هو الجديد الذي يمكن أن يخرج من بين ثنايا صوت نانسي وأدائها شكلاً ومضموناً إلا أن جاء اليوم الذي دشنت فيه ألبومها الجديد بعنوان ( موجة) وفي ذلك الألبوم أغنية تراثية من جهة كردفان الغرة .. أم خيراً جوة وبرة ، وتحديداً تراث
( دار حمر) ؛ والأغنية تؤديها نانسي بصوت مختلف عن ذلك الذي عهدناه في حنجرتها ، حيث خلت طبقات صوتها في هذه الأغنية من أي ( رعشة) رغم تميز تلك الرعشة في أدائها لبعض الأغنيات الأخرى !
إختلفت نانسي وتفوقت على نفسها في تقديم أغنية ( أندريا) ومفردة
( اندريا) هذه قيل أنها ( لزمة) تستخدم في مثل هذا النوع من أغاني الطمبرة الحمرية والجراري وعلى إيقاعهما ( الحنين) جداً ، والذي لا يمكن تشبيهه إلا بصوت ( الحبوبات) في هدهدتهم للأطفال ، وكأن بنانسي عجاج ( تلولي) مستمعيها وتهدهدهم وتجعلهم ينامون على صدى صوتها وحنيته في استرخاء وراحة تامة !!
نانسي عجاج تسوق من يستمع إليها بفضول عجيب لمعرفة لمن تغني كلماتها ، وإذا كانت هذه الكلمات مستوحاة من التراث كما هو حادث بالنسبة لـ ( أندريا) فهي بذلك فتحت نوافذ المعرفة للأجيال الجديدة التي حُرمت من معرفة كنوز التراث في بلادنا ، وهي بذلك أحيت جمالاً كاد أن يموت ويندثر في وسط ركام القُبح الذي يحيط بالفنون ويعتري جسدها من ترهل، وأبدلت الإهمال بالتراث اهتماما مستحقاً !!
وليت الفنانة نانسي تستمر في نهجها هذا ، وتواصل سبر أغوار تراثنا الثر في كل بقاع الوطن شماله ، شرقه ، غربه، وسطه و(...) كدت أن أنسى وأقول ( جنوبه) ولكن !!
أتمنى أن أسمع نانسي في ألبوماتها القادمة تغني بكل لغات ولهجات أهلنا في السودان ، وبكل إيقاعاتهم الصاخبة والحنونة والمدهشة حد الجنون !!
أغنية ( أندريا) يمكن تسميتها بـ ( زبدة) ألألبوم الجديد للفنانة الذكية ذات الصوت الحنون نانسي عجاج التي تسير في اتجاه أن تُنشيء لنفسها
( مدرسة) متفردة ، وتستخدم منهجها من كنوز التراث السوداني الفخيم !
وتقول كلمات الأغنية البديعة :
يا الزارعنك في الصريف أندريا.. بسقيك بلا خريف
كان ما الصبر تكليف اندريا.. من بيتكم ما بقيف
حلاوة القرطاس اندريا.. يا الفي الخشيم تتماص
لو ما كلام الناس اندريا .. برحل معاك خماص
نشلعه ونبنيه أندريا.. وما تقولوا عاجبني
همك طاردني اندريا ..تفسيرك غالبني
القمري قوقا وطار اندريا .. خلاني للافكار
خلاني للأفكار اندريا.. بالكوبري قوقا وطار
اللوري جا منقل أندريا.. وشايل قزاز الخل
اموت ويدفنوني اندريا.. قدام شركة الشل !!
و
نانسي ( هيلنا) كلنا !!
) نقلا عن أجراس الحرية)