متجهمون حكوميون ! ما علاقة (التجهُم) بكراسي (السلطة) ؟!

 


 

 

مفاهيم


هكذا يدور السؤال في رأسي كلما رأيت ذلك المسؤول الحكومي متجهماً، وهو يلقي بالتصريحات الصحفية للإعلاميين متضمنةً مفرداته (اللاذعة) والتي تنم عن (ثقالته) الشديدة؛ وبعده التام عن فنون الدبلوماسية والحنكة السياسية!!
لن أسمي أحدا بعينه في هذا المقال ولكني سأتحدث بشكل عام و(كل زول عارف روحه)!!
فبعض الكتابة تحتمل أن تكون (طواقي فري سايز) يلبسها من يرى أنها تناسبه على أن يتحمل كامل المسؤولية وحده!!
في بعض الأفلام العربية يقوم المخرج بكتابة تنويه لإخلاء مسؤوليته لو أن أحداث الفيلم أو شخصياته تطابقت مع شخصيات حقيقية، فتجده يؤكد أن ذلك من باب الصدفة البحتة؛ بينما تجد لسان حال المشاهد يقول في غير تصديق واقتناع (لا بالله)!!
هنا في السودان تجد بعضاً من (ناس الحكومة) تُخاصم الابتسامة وجوههم، وكأنهم يوما ما سمعوا الفنان الكبير إبراهيم الكاشف (رحمة الله عليه) وهو يصدح بصوته الطروب (صابحني دائما مبتسم) !!
وبعضهم تجده لاذعاً في حديثه (مسيخاً) وكأن لسانه مغموس في (موية ترمس)!!
بعضهم يعلنها بكل (مرارة) فيقول انه لا يحب الكلام المعسول، ولكنه لم يحدد؛ لا يحبه، هل في خطابه السياسي أم في حياته بشكل عام؟!
الأسلوب بصمة صاحبه في الحياة، وهو لا يتجزأ فإن كان (حنظلاً) تجد انه بذات (الحنظلية) حتى في بيته ومع أولاده، وإن كان مرحاً حلو اللسان تجده هكذا حتى مع عامة الشعب الذي لم يجلسه على الكرسي حتى ولو كان ذلك من باب (الكلمة الطيبة وتبسمك في وجهه أخيك صدقة) ولكن!
بعض الحكوميين سمتهم الصمت، ولكنهم إن تحدثوا تمنيت أن لا يصمتوا أبدا !!
وبعضهم إن تحدثوا قلت يا ليتهم صمتوا بقية عهدهم!!
(المرء مخبوء تحت لسانه) ..و(تحدث حتى أراك وأعرفك) عندما يتم تطبيق ذلك على من يحكموننا تجد أن بعض الألسنة تُخبئ تحتها رجلاً فصيحاً بليغاً قادراً على كسب ود الناس بمخاطبة عقولهم وقلوبهم؛ وبعضهم قادر على كسبهم بإلهاب وإذكاء نار الثورية والحماسة في نفوسهم لدرجة أن يهم أحدهم بخلع جلبابه لضرب السوط (البطان) من مجرد حديث أشعل في روحه الحماسة حد المتعة !!
بعضهم فاتر ومتكاسل تحس أنه مجبور ومكره أخاك لا بطل، وأن ما يقوله هو شخصيا غير مقتنع به ؛ فيقع حديثه في نفسك موقع الإحساس بنفاقه وكذبه الصراح!!
بعضهم يحرص أن يكون لينا لطيفاً في مفرداته حتى وهو يتحدث حديث الدم والحرب!
وبعضهم تجده فظاَ غليظ القلب يتمنى جنده (لولا الملامة) أن ينفضوا من حوله ويتركوه مقاتلا العدو وحده أو ربما تمنوا قذفه بقنبلة تريح العالم من شر لسانه المُر !!
دوما ما أتساءل لماذا لا يكون هنالك (أساتذة) يقومون بتدريس (بعض) الحكوميين فنون التعامل الجميل والراقي مع أبناء هذا الشعب، وأن يتعلموا كيفية رسم ابتسامة (غير صفراء) على وجوههم العابسة في (الفارغة والمقدودة) !!
و
الكلمة الطيبة جواز مرور !!

الأخبار))
nadia nadia [nadiaosman2000@hotmail.com]

 

آراء