أنعى لكم الوطن الجميل

 


 

 

رايت فديو عن وطنى يدمى القلب ويمزقه تماماً حتى اننى وضعت يدى على قلبى لأتأكد انه مازال ينبض وبعدها لمت قلبى على انه مازال ينبض بعد ان تمزق السودان وضاع منا ولا اعرف لماذا ينبض هذا القلب القاسى ناكر الجميل ؟؟
السودان بلدنا الجميل الحلو التى عشنا فيه احلى ايام طفولتنا مابين هيا والابيض وبحرى وعطبره واحببناه فقد كان جميلاً ورائعاً شكلاً ومضمونا ناساً ووطناً كانت شوارع الخرطوم مثل شوارع لندن نظيفه وجميله تغسل ليلاً بالماء والصابون وهكذا تركها الانجليز حلوه وجميله وليست مستحيله ونظيفه تتلألأ أنوارها ليلاً وعندما نزورها من الاقاليم لا نحب ان نفارقها وعندما عشنا فيها لم نفارقها وكيف نفارق من وقعنا فى عشقها .
كم كانت حلوه ومسالمه تتجول فى شوارعها حتى الساعات الاولى من الصباح وانت آمن ومطمئن وعندما كنا أطفالاً وحتى بعد بلغنا الحلم لا نعرف قطع للكهرباء او الماء في وطننا الحبيب وكانت المعيشه سهله وبأرخص الاسعار حتى ابناء العمال ياكلون مايشتهون ويلبسون مايحبون ويشترون مايريدون كان الجميع فى الأعياد يلبسون الجديد وفى غير الأعياد وتجد البسمه على جميع الوجوه دائماً والفرح يعم الجميع والسلام يعم الكل كان الجار اخ شقيق والصديق احد افراد الاسره والحياه حلوه ورخيه جاء اخوان الشيطان فاحالوا وطننا الى جحيم وهدموا الوطن تماماً ونشروا الحروب فى شرقه وغربه وشماله ومعهم الفساد والفسوق والفجور وفصلوا جنوبه وأشعلوا النيران فى شرقه وغربه وفى كل مكان ووزعوا البغضاء على قلوب الجميع حتى شملت قلوب الأشقاء والشقيقات وياللاسف ونشروا مع البغضاء الفساد واصبح فى عهدهم الفساد شطاره ومحمده واكل اموال الدوله حلال ويشهد على فسادهم قصورهم الفارهه فى تركيا ومصر ولندن
وانا اشاهد فى هذا الفديو تمزق قلبى وياليتنى مت قبل ان اشاهد وطنى الجميل يتمزق ويحترق ويقتل بعضه البعض الآخر وتشتعل النيران فيه فى هذا الوطن الرائع الجميل المسالم وشعرت اننى فقدت وطنى للابد لا تقولوا لى ان الوطن سيعود كما كان فذلك الوطن الذى عشناه لن يعود ابداً واتركوا هذا التخدير الغير واقعى والبساطه التى تصل مرحلة السذاجه وهذا كله عباره عن أحلام وأمنيات لن تتحقق وتخدير سنفيق منه عاجلاً او آجلاً ولنتقبل العزاء فى وطننا الجميل وليكن المأتم يليق بوطننا الحبيب ورحم الله الوطن وصدق الشاعر
كامل عبد الماجد

الزمان الزاهي مرَّ..
وعدت أيام المسرة..
وفضلت الذكرى الحبيبة
.. ناره توقد مرة مرة..
حار خلاص الكون ده أصبح
.. وخوفنا بكره نشوف أمرَّ
كانت أم درمان وديعة..
وليله عامر بالحدائق..
البصادفك كلو ضاحك..
والبقابلك كلو رائق..
والحبايب اللينا فيها..
بالجمال لفتو الخلائق..
كانت الخرطوم جميلة..
وليله يلصف بالكهارب..
المتاجر الضخمة تفتح..
لما فجر اليوم يقارب
المحطة الوسطى كانت..
ملتقى الناس والحبايب..
البلد كانت رخية
لا كلاش لا بندقية
كانت الناس بالعواطف
والمشاعر جد غنية
لا بتجيك من زول أذية
لا بتواجهك يوم أسية ...

محمد الحسن محمد عثمان
قاضى سابق

omdurman13@icloud.com
////////////////////////

 

آراء