أنفلونزا الثورة و(ركشة) القذافي !!
مفاهيم
Nadiaosman2000@hotmail.com
عندما يصل عمود ( مفاهيم) هذا للنشر ربما يكون النظام الليبي قد تم إسقاطه بالكامل وأصبح في خبر كان !!
أو ربما يكون الرئيس معمر القذافي قد غادر الجماهيرية (حياً) الى أي دولة أفريقية في الجوار، أوربما يكون قد إستشهد بطلقة نارية من سلاح أحد أولائك الشباب الذين يصر القذافي و(ولده) بأنهم ( مخدورين وسكارى وجرذان ومرتزقة) ! خاصة و أنه أكد في خطابه ( العجيب) أول أمس أنه لن يغادر الأراضي الليبية وسيموت فيها شهيداً ليدفن بجانب آبائه وأجداده الشهداء الأبرار ، الثوار كما قال!!
خطاب الرئيس الليبي الذي القاه على مسامع مؤيديه الذين إحتشدوا بالساحة الخضراء في قلب العاصمة طرابلس رغم ماجاء فيه من قرارات مهمة للاصلاح والتغيير في الجماهيرية إلا أنها كالعادة جاءت متأخرة جداً ، بعدما ثبت فعليا على أرض الواقع وأكدت الوقائع أن القرارات الرئاسية التي تأتي بعد خروج الشعوب ( ثائرة) الى قلب الميادين وبطون الشوارع والأزقة والحارات لا تُجدي فتيلاً ولا يمكنها إخراس صوت الشعب ولا توقيف إنتشار ( أنفلونزا) الثورة الحادة التي لا تُبقي ولا تذر من سطوة الحكام الذين تصل ( العدوى) لبلدانهم من دول الجوار الشقيق !!
أرهقتني مناظر الشهداء الليبين على شاشات التلفزة والفضائيات وحرقت قلبي وأدمت إنسانيتي ألف مرة وأنا أقف عاجزة أمام مشاهد نزيف دمائهم الطاهرة ، كما وقفت قبلها عاجزة وأنا أرى بأم عيني مشاهد التخريب والدم المصري ابان ثورة شباب الخامس والعشرين من أبريل ، وكما أقف عاجزة أمام الكثير من الإنتهاكات والتجاوزات والإعتقالات التي تحدث في بلادي !!
ورغم كل كتابات الإدانة والرفض والشجب التي لا يتوقف عنها قلمي وأقلام كل أصحاب الضمائر الحية في العالم بأثره إلا أن (سلاح الكلمة) في مقابل (الذخيرة الحية) التي تُطلق صوب الأبرياء من أبناء الشعوب العظيمة يظل
( أضعف الإيمان) ولا نقول وسيلة العاجز فهي ما نملك ( إلا أن يقضي الله أمراً كان مفعولا)!!
أدهشني جداً خطاب الرئيس معمر القذافي الذي لم يُضع فرصة ظهوره على الشاشة البلورية ليُذكر الشعب بانجازاته ومن هو كرجل ثوري وقائد أممي لا يشق له غبار ولا يُهتك له ستار ولم يتبق له إلا أن يُجزم بأنه (ضامن للجنة ولن يُصلى بالنار) !!
يتحدث القائد الأممي ويحذر من إستخدامه لـ ( الزحف المقدس) ولا أدري مقدس ( كيف يعني) ؟!!
المهم .. أن هذا ( الزحف المقدس) سيأتي إن إستدعى الأمر ليحسم الأمر لصالح القائد الأممي وبقائه على كرسي ( الثورة) إذ إن الرجل يصر على عدم تنحيه وتقديم إستقالته باعتبار أنه ( ثورياً) وليس رئيساً كما قال القائد
(قدّس الله سره) !!
المهم .. ما خرجت به من قراءة لذلك الخطاب ( العجيب) للقائد الثوري معمر القذافي أن حمامات الدم لن تتوقف في الجماهيرية ولا حتى برحيله ( حياً ) أو ( ميتاً) في الوقت الراهن ! وذلك لأن شياطين عدة قد أطلت بقرونها في ليبيا ، أكثرها شراً (شياطين) الفتنة الطائفية والقبلية والحروب الأهلية التي أخشى من أن تأتي نيرانها على الأخضر واليابس في ليبيا (لا قدر الله ) !!
وأظن أن هذه مهمة علماء الدين في ليبيا والذين يُحتم عليهم وأجبهم الديني والأخلاقي أن يخرجوا للأمة الليبية للإسهام في إزالة حالة الإحتقان الحالية بما يسهم في وقف شلال الدم الليبي الذى أغرق أرض الجماهيرية وحصد أرواح الأبرياء فيها !!
ورغم عميق الحزن على ما آل اليه الحال في الجماهيرية العظمى إلا أنني أثق في غد أفضل لأحفاد عمر المختار باذن الله !!
وتبقى دهشة أخيرة تفرض نفسها رغم قتامة المشهد الليبي وهي دهشتي من ظهور القائد الأممي وهو بداخل ( ركشة) !!
وسبب دهشتي أنني كنت أحسب ( الركشة) وسيلة مواصلات (الغلابة زينا كدا) ولكن ولحكمة المولى أن القذافي جعل من ( الركشة) مركبة رئاسية
( عديل) !!
و
التحية لشهداء الثورة الليبية !!