أيام في القاهرة مع “رواد” سودانيين في مؤتمر “الباثفايندرس”
2 January, 2010
محمد المكي أحمد
modalmakki@hotmail.com
عشية العام الجديد 2010 غادرت الكويت بعد اختتام القمة الخليجية الى القاهرة، للمشاركة في أول مؤتمر من نوعه تشهده مصر لرواد في "صناعة التسويق الشبكي" في المنطقة العربية والافريقية ، وهو مؤتمر الـPathfinders "الباثفايندرس" أي "مكتشفي الطريق"، وضم ألف وخمسمائة "شريك" وشريكة من شركاء وشريكات النجاح والطموح والأهداف الكبرى في شركة "كويست نت" ومعظمهم سودانيون .
في مدينة 6 أكتوبر، وبالتحديد في مدينة الانتاج الاعلامي في مصر احتشد رجال ونساء من دول عدة للمشاركة في مؤتمر استمر اربعة أيام و ركز على تدريبات ومحاضرات عن التنمية البشرية، وفتح دروب التغيير للراغبين في تغيير حياتهم الى الأفضل من خلال ارتياد آفاق "التسويق الشبكي" (تجارة الكترونية).
كتبت في "الأحداث" مرتين عن هذه التجربة الطموحة ، كانت المرة الأولى بعدما شاركت في ماليزيا في المؤتمر السنوي لشركة "كويست نت" في يونيو 2009، حيث اطلعت عن قرب على أبعاد أعمالها وشفافية أدائها ودورها في فتح آفاق جديدة للناس في أكثر من مائتي دولة في العالم، حيث يخوض تجربة "التسويق الشبكي" حاليا ما يزيد عن خمسة ملايين "شريك" بينهم آلاف السودانيين والسودانيات.
تناولت هذه الفكرة والمشروع للمرة الثانية في "الأحداث" تحت عنوان "انصفوا الراحل عبد الوهاب حمزة وآلاف المظلومين من السودانيين والسودانيات" ، والآن هناك أكثر من سبب يدعوني للكتابة عن مؤتمر "الباثفايندرس"، لأن هذه المجموعة هي احدى المجموعات الناجحة في عالم التسويق الشبكي ويقودها رواد سوانيون رائعون يتقدمهم من يصفه الرواد وشركاء التجربة بـ"قائد السرب" وهو السيد عدلي حسن علوب الذي له فضل الريادة في فتح آفاق التسويق الشبكي أمام آلاف الناس في المنطقة العربية والافريقية، ومن حق أهلنا في السودان أن يعرفوا دوره وأدوار قادة سودانيين مبدعين.
هناك شباب يتسم بالحيوية والوعي والنشاط والوعي في تلك المجموعة السودانية المبدعة التي تمثل قادة "الباثفايندرس" الى جانب القائد عدلي علوب وهم معتز يماني المدير التنفيذي لبرنامج "الرؤية" و أسامة الأمين وأحمد عبد الوهاب حمزة .
ويأتي بعد ذلك في اطار تسلسل المواقع شباب سودانيون يتسمون أيضا بالحيوية ويمثلون "قادة برنامج الرؤية" وهم ابن عباس عبد السلام ومروان تلودي وأحمد توفيق وأشرف عثمان (وردة) ومحمد يماني وباسل أمير ومحمد عوفي (سوري)، وقد شهد مؤتمر القاهرة اختيار 23 مساعدا لقادة الرؤية وهم أيضا شباب وقادة مبدعون وطموحون وناجحون.
مؤتمر "الباثفايندرس" في مصر يستحق أولا تقديم التحية لمصر الرسمية و الشعبية التي فتحت قلبها وعقلها لاحتضان مؤتمر مهم سعى لتحقيق أهداف ايجابية تعلم المشاركين فيه أو الراغبين في تغيير حياتهم الى الأفضل أفكارا جديدة ورؤى عملية وعصرية ، عبر السعي والعمل من أجل "الحرية المالية" ومن خلال خوض تجربة "التسويق الشبكي" كصناعة عصرية ستفرض حضورا في العالم كله خلال السنوات المقبلة، شاء من شاء وأبى من أبى.
شدتني مضامين المحاضرات الهادفة والرؤى الناضحة التي طرحت خلال مؤتمر "الباثفايندرس" في مصر، وكان رواد التجربة من السودانيين محل اهتمام المشاركين والمشاركات في المؤتمر من دول المنطقة ، ويكفي الاشارة الى أن أكثر من ستمائة سوداني وسودانية شاركوا في المؤتمر، اضافة الى سودانيين آخرين جاءوا من دول خليجية وعربية.
الكل كان وما زال وسيظل يعمل من أجل "دخل أضافي" ومن أجل "حرية مالية" في عالم لا يستطيع فيه أي انسان أن يتمتع باستقلالية حقيقية وارادة حرة وكرامة مصانة من دون تأمين " الحرية المالية" من خلال عمل شفاف يتسم بالوضوح التام .
المحاضرون الرواد تناولوا في محاضرات حيوية عناوين كثيرة ومضامين مثمرة تحدثت عن قيم "الشراكة" في مجال "التسويق الشبكي باعتباره من اروع قيم هذا "البزنس" الذي يختلف عن أنواع التجارة التقليدية التي يبحث فيها بعض الناس أو معظمهم عن مصالحهم الشخصية فقط ، لكن في تجربة "كويست نت" فان نجاحك يتطلب نجاح بقية الشركاء وهنا تكمن عظمة هذه الرؤية التي طرحها الماليزي "داتو" فيجاي اسواران في كتابه :
(In the sphere of sielence) "في عالم السكون".
في مؤتمر "الباثفايندرس" في القاهرة وهو أيضا مهرجان جميل أطلت مفاهيم وعناوين تتحدث عن "التغيير" من الداخل في سبيل تحقيق الاهداف والأحلام، كما سادت رؤى تناولت أهمية التعلم من التجارب الناجحة ، كما عكست أساليب تعامل القادة والرواد السودانيين فيما بينهم، ومع شركائهم روح محبة واحترام متبادل .
تلك الروح وذاك النبض لا وجود له أو نظير له في عالم "البزنس التقليدي"، فصاحب العمل التقليدي عندما يكبر بماله فانه يوظف آخرين لخدمته، لكن في تجربة "كويست نت" كلما حقق الانسان نجاحا وعائدا ماليا كبيرا تحول الى "خادم" لبقية الشركاء، يالها من تجربة رائعة.
إنها تجربة مثيرة وجديدة في عالم المال والأعمال، وهي تجربة يحتاجها أهلنا "الغبش" في كل مكان في السودان، ليفتحوا صفحات الأمل بدلا عن حياة الاحباط ، وليشقوا طريق نجاح جديد يمكن أن يحقق لكثيرين أهدافا غالية في حال توفرت الارادة والعمل من خلال "نظام" وبرنامج عمل مدروس بعيدا عن النهج العشوائي.
هذه تجربة تقوم أيضا على نهج التدريب المستمر في المؤتمرات وفي اللقاءات الأسبوعية بين "الشركاء" في كل أنحاء العالم وهي أبعد ما تكون عن العمل الارتجالي، وكم تمنيت ومازالت أتمنى أن يطلع أهل السودان كلهم على تجربة رواد سودانيين في عالم التسويق الشبكي، فهؤلاء الرواد قدموا للسودان ولآلاف السودانيين والسودانيات ، ولأعداد غفيرة في العالم العربي وفي افريقيا "هدايا" تكمن في "فرصة عمل" واعد في عالم التسويق الشبكي.
مرة أخرى أدعو الحكومة السودانية والقيادات السودانية كافة الى تأمل تجربة "الرواد السودانيين" في شركة "كويست نت "، لأنها تعكس ريادة سودانية و انجاز سودانيا في مجال "التسويق الشبكي"، ولأنها تجربة شباب سوداني حققوا نجاحا باهرا في هذه الصناعة .
والأهم في هذا السياق أن التجارة الكترونية ستفرض وجودها خلال السنوات المقبلة في العالم كله، ومن الأفضل تشجيع التجارب الجديدة الجادة في المجتمع السوداني لا محاربتها من دون ادراك ووعي والمام بحقائقها وفوائدها .
اوقفوا خلط الأوراق وعدم التفريق بين التجربة الايجابية الجادة وغيرها من تجارب النصب والاحتيال في عالم يضم كثيرا من الأخيار وكثيرا أيضا من الأشرار.