أيدي الفتنة .. قطط تحت جدار الثورة !!

 


 

 

تبت هذه الأيدي التي تريد إن تعيد مشهد الإنقاذ عبر زرع الفتن بين القبائل والعشائر والجماعات الأهلية والسكان المسالمين الوادعين..إنها فتنة تعمل عليها أيدٍ آثمة ويحركها من الداخل والخارج انقاذيون واخونجية يريدون أن يعودوا للسلطة تحت جناح الانقلاب المهيض بعد كل العقود الطويلة التي رتعوا خلالها في دماء السودانيين ومال الشعب.. ولم تكفهم المجازر التي نشروها في ربوع السودان والتي وصلت إلى حد جرائم الإبادة وحرق آلاف القرى والمواقع السكنية التي تجاوزت في إحدى حملاتهم الانكشارية أكثر من خمسملئة قرية بالتمام والكمال ما يزال أهلها يعيشون في المعسكرات والأصقاع الجدباء بعيداً عن مساكهم وجبراكاتهم ومصادر حياتهم..و(جماعة الحركات) يضعون أيديهم في أيدي القتلة ويقفون مع الانقلاب..والضمير الإنساني يرى ويسمع..؟!
(كرتي) يظن أن الأموال التي نهبوها من خزينة الدولة ومن حق أهلها في الصحة والتعليم والمياه والغذاء يمكن أن (يوظف بعضها) لإعادة سلطتهم..وبالرغم من فداحة وضخامة ما يُحيكه كرتي وجماعته من مؤامرات..إلا أنها محاولات خائبة مصيرها الفشل.. ولن يفهم كرتي ذلك..فهو في جهل مطبق عن الوعي الشعبي الجارف والخلخلة الاجتماعية العظمى التي أحدثتها ثورة ديسمبر المجيدة..ولن تفلح تحركاته ومعه بقية (الكرتة) ولقاءاتهم هنا وهناك بجلاوزة الحركات و(الإعلاميين والصحفيين أياهم) و(جداد الإنقاذ الالكتروني) الذي ينفخ في نيران الفرقة بين السودانيين..هذه التحركات والمؤامرات رغم دمويتها واستهانتها بأرواح السكان كما حدث في النيل الأزرق..سيكون مصيرها البوار والخسران بإذن الذي سمك السماء..! والذي أضاعه كرتي وأعوانه في الحريق.. لن يعثروا عليه في الرماد..!!
تبّت يدا هذه المساعي..وتب تحركات كرتي صريع الوهم الذي يظن إن اليوم مثل الأمس ولا يدرى إلى أي مدى تزوّد السودانيين بكراهية (السلوك الرذيل) الخسيس الدنئ الرديء الوضيع الذي زرعته الإنقاذ في هذه الأرض الطيبة..ولا يعلم مدى فطنة الشعب وإدراكه للأهداف الشريرة التي يبتغون من ورائها تمزيق الوطن وزرع التباغض بين السودانيين وتلويث مياه التساكن الحميم..! إنها أهداف ومساعٍ يحوكها الشيطان ويقوم بوزرها (عفاريت الإنقاذ) الذين يرتع أبناؤهم الآن في فنادق العالم ومنتجعاته السياحية من مال الشعب المنهوب والسرقات السافرة والريع الحرام...! لا بارك الله لهم في حقوق أبناء الشعب الذين يتعثرون في الفلوات ويعيشون في ظلام المعسكرات..ولا بارك لهم في حقوق التلاميذ والأهالي والأطفال الذين يموتون من نقص الغذاء والدواء والكساء وفقدان الماء.. ولا بارك الله في أبنائهم وذويهم (آكلي السحت)..ولا بارك في منتفخي الأوداج والبطون الذي يمالئون الانقلاب ويظاهرونه ضد الشعب..!!
ولك أن تعجب أنه بالرغم من كل هذه الدماء المسفوكة في الطرقات والميادين فإن عناوين الصحف تتحدث عن إحالة ملف (متهمين بقتل ضابط إلى النائب العام)..نعم هذا حق وواجب..ولكن لا حديث للنيابة والنائب العام عن اغتيال 113 شاباً ببنادق الدولة ورصاص عصابات الأزياء الرسمية..! ألا إن أرواح البشر كِفاء..ودماءهم سواء لا تمييز بينها...فماذا نسمى هذا النوع من (المحاباة القانونية) التي لا نملك لها تفسيراً حتى يخبرنا أهل القانون والقضاء والنيابات عن الحِكمة في ذلك..!! ويا ويل الدول التي تفقد شعوبها الثقة في قضائها ونياياتها..!!
سواء كان هذه التحركات اللعينة من الذين ينصبّون أنفسهم في قيادة ومشيخة حركة الإنقاذ المُجرمة التي تتاجر بالدين أو من فلول وأدعياء زعامة حزبها المقبور.. منكرتي إلى إبراهيم غندور وإلى إبراهيم محمود ومن خلفهم علي عثمان أو رفاقه من داخل السجن أو خارجه..وسواء روّجت لهم صحف الإنقاذ بالداخل أو دعمتهم جماعات من الخارج فإنهم بإذن الواحد الأحد الفرد الصمد سيجدون الدروب موصدة أمامهم وسيقوم الشعب بصفق الأبواب على أنوفهم..فلا عودة لأيام الإنقاذ والاخونجية أيام الخزي والعار ..الأيام التي مزّقت السودان وخربت الأمصار وأشاعت القتل والدماء والفاحشة والفساد حتى وصل مال الدولة وثرواتها الغالية إلى (الهوانات) فجعلوا من أنفسهم زعماء وأصحاب مراتب وألقاب ورجال أعمال وشركات وأرصدة وأصحاب مناجم وعمائر في الوطن وفي مدن العالم و(مناطقه الحرة) والمُستعبدة ..!! وليعلم هؤلاء وأولئك إن الثورة مستمرة والردة مستحيلة..أنها ثورة الفداء والتضحيات الجسام:
عيونك شوكة في القلب توجعني واعشقها
واحميها من الريحِ
واغمدها وراء الليل والأوجاع ..
اغمدها...فيشعل جرحها ضوء المصابيحِ
الله لا كسبكم..!

murtadamore@yahoo.com

 

آراء