أين البرهان؟

 


 

 

أين أنت؟ أيها الجنرال الهارب من القصر ، والمعارك دائرة في العاصمة الخرطوم وأطرافها؟
ماذا كنت تتوقع من وراء قرارك الفطير الذي أشعل نيران الحرب اللعينة؟
هل كنت تتوقع من فرسان قوات دعم الثورة أن يلوذوا بالصمت والحياد، في المعركة ضد قوى الردة والظلام، كما فعل الكثير من أنصاف الرجال والجبناء؟
أم كنت تتوقع أنهم سيذوبون كلوح الثلج؟ مثل الذين نمت أوداجهم وتورمت جضومهم وإنتفخت بطونهم، الذين يجمعهم الطمع ويفرقهم الفزع؟
أين أنت؟ وأين هم؟
حينما إنطوت صفحة الكلام وإنفتحت صفحات التاريخ لكتابة سطور الشجاعة والبسالة والإقدام؟
أطرح هذه التساؤلات والشباب الأبطال الأشاوس قد دخلوا القصر الجمهوري منذ اليوم الاول لحربك الخاسرة، ودخلوا بيت الكباشي، وكشفوا كل عوراته وأسراره!
أين أنت؟ أيها الجنرال الهارب!
وأين القطط السمان؟ رموز الشر، ناس علي كرتي وغندور وأنس عمر وحسين خوجلي، الذين زينوا الحرب وإعتقدوها مجردة نزهة في شارع النيل! أين هؤلاء؟ وغيرهم من صناع الأكاذيب؟
أخرج من مخبئك أيها الجنرال الهارب وواجه أشاوس قوات دعم الثورة الذين يصولون ويجولون في ميادين المعارك وهم قابضون على الزناد، يصتادون الأرانب التي رباها المؤتمر اللاوطني إبان سنوات الظلام!
هل ما زلت تعتقد أنك ستكسب الحرب اللعينة، التي فرضتها على الجيش والشعب، الذي يدرك في قرارة نفسه أنها حرب بالإنابة عن أعداء الثورة ومسيرة التحول المدني الديمقراطي، بعد كل هذه الدماء والدموع والآحزان؟ أم أنك إقتنعت أنها حرب خاسرة
خائبة، كخيبة نبواءت من شجعوك عليها، لكن أتاك رجع الصدى معبراً عن توقف شرايين الكلام.
أين أنت يا برهان؟ حينما تداخلت خيوط الموت والحياة وإختلط الدم بالبارود؟ أين وعيدك؟ وتهديدك الذي أصبح رماداً رزته الرياح.
هل ما زلت تحلم وأنت هارب من القصر بحكم السودان كما سوغت لك آحلام أبيك؟ الكذبة الكبرى، الكوميديا السوداء!
أم أنك أدركت بعد فوات الآوان، أن عهد فرض الرؤى بصورة قسرية على كل الشعب، قد ولى بلا رجعة، وأنك قد أخطأت التقدير هذه المرة، وأن من يواجهونك في ساحات الوغى لحمهم مر، ومستعدون للموت في سبيل ترابهم وحقهم في الحياة، متمسكين به، أنهم كاليد التي تقاوم المخرز، أنهم باقون ما بقى النيل والنخيل والأبنوس، والأمل والإرادة الحية الحرة التي قالت: لا عودة إلى الوراء بعد ثورة ديسمبر المجيدة.

Eltayeb_Hamdan@hotmail.com

 

آراء