إجابتي على مجنون ليلى

 


 

كمال الهدي
25 November, 2011

 


hosamkam@hotmail.com

•         في تعليق له على مقالي الأسبق بصحيفة الراكوبة طرح على القارئ الحصيف " مجنون ليلى" السؤال التالي: ما هو المطلوب من الهلال والمريخ وخصوصاً المريخ كبطل للدوري والاتحاد والدولة فعله استعداداً لبطولة دوري الأبطال المقبلة.
•         ونظراً لأهمية السؤال سأجيبه عليه عبر هذا المقال.
•         لكن قبل البدء في الإجابة على السؤال دعوني أعبر عن جزيل شكري وإشادتي الكبيرة بجميع القراء الذين يتفاعلون مع الكتاب اختلافاً أو اتفاقاً، ورأيي دائماً أن القارئ هو مرآة الكاتب وما لم يتم التفاعل بين الطرفين تصبح المقالات الكثيرة التي تتدبج بها الصحف والمواقع مجرد ديكور.
•         أعود لسؤال الأخ مجنون ليلى وأقول في البداية لابد أن يدرك الجميع حقيقة أن المشاركات الخارجية تختلف تماماً عن اللعب المحلي.
•         عندما يشارك الفريقان الكبيران خارجياً لابد أن نخلص النوايا لتشجيعهما معاً، وهنا يقع العبء الأكبر على الإعلام قبل الناديين والاتحاد والدولة.
•         ما لم نخلص النية جميعاً لخدمة الكرة السودانية عندما نهم بالمشاركات الخارجية، ستضيع كل الجهود المبذولة هباءً منثوراً.
•         أقول ذلك وفي ذهني كثرة التراشقات وتبادل الاتهامات والتشكيك في نوايا بعضنا البعض خلال المنافسات الأفريقية السابقة.
•         على (إعلاميي الناديين) وهو على فكرة مصطلح رفضته سنيناً عددا لأنني كنت أرى دائماً أن انقسام الإعلاميين بين ناديين لا ثالث لهما لا يعين على تقدم الكرة السودانية ولا يحفز كل طرف على الالتزام بالموضوعية والحياد في التناول، لكنني أجبرت على التعامل مع هذا المصطلح لأن الجميع  ( جمهور وإعلاميين وإداريين) يصرون عليه وسعداء بهذا الوضع.
•         وبعد تعامل الإعلام الرياضي مع فكرة التنافس الخارجي بشيء من العقل والحكمة، يأتي دور الجمهور الذي يفترض أن يتناسى الو لاءات الضيقة طالما أننا نرغب في منافسة الآخرين خارج الحدود.
•         أعلم أنه من الصعوبة بمكان أن يشجع بعض الأهلة المريخ أو العكس، لكن على الأقل إن كف كل طرف عن معاكسة الآخر والتآمر ضده نكون قد حققنا بعض التقدم.
•         وصحيح أن مثل هذه المناكفات موجودة في بلدان غيرنا، لكنها لا ترقى إلى هذه الدرجة مطلقاً.
•         والشيء الآخر أننا نختلف عن الآخرين في كون انجازاتنا الخارجية لا تذكر وقد أضعنا وقتاً ثميناً فيما لا يجدي ولا يفيد وعلينا أن نلتفت إلى أن أهم أسباب تأخرنا عن الركب هو هذه النظرة المتخلفة وهذا التعصب الأعمى.
•         أما دور ناديي القمة فهو كبير ومتعدد الوجوه.
•         فعليهما قبل كل شيء إعداد خطط مدروسة يعدها أهل الاختصاص ويحددون فيها كل النواقص والمشاكل التي واجهها الناديان خلال مشاركاتهما السابقة.
•         المؤسف في هذا الجانب أننا حتى اللحظة لا نشعر بأن إداريي الناديين يفكرون بهذه الطريقة، والدليل على ذلك التهافت الحالي وراء نجوم التسجيلات.
•         كل نادي يركض وراء اللاعب الذي سعى له النادي الآخر ودون أن يقف كل طرف على احتياجاته الفعلية.
•         ولو كانوا يفكرون في تحقيق تقدم ملموس أفريقياً في الموسم المقبل، فلابد أن يحددوا احتياجاتهم من الخانات بعد استشارة الفنيين.
•         ثم بعد ذلك يحددوا برنامجهم المتكامل للإعداد وبصورة لا تقبل التغيير، طبعاً بعد التنسيق مع اتحاد الكرة الذي لابد أن يعيد النظر في طريقة برمجته للبطولات المحلية حتى يعين أنديته والمنتخبات الوطنية في مشاركاتها الخارجية.
•         عرف الهلال والمريخ معظم الفرق التي تنافسهما أفريقياً عن قرب ووقفا على مكامن الضعف ونقاط القوة في هذه الفرق، ولذلك يتوجب عليهما وضع الخطط الفنية التي تتيح لهما التفوق على هذه الفرق.
•         لابد من ترتيب معسكرات جادة، تختلف عما جرت العادة عليه.
•         فكثيراً ما أنفق الناديان أموالاً هائلة في معسكرات تستهل بعدد محدود من اللاعبين وأحياناً بمساعدي المدربين، لتبدأ بعد ذلك الصحف أخبارها اليومية عن انضمام المحترف الفلاني للمعسكر يوم كذا وسفر المدرب العلاني إلى مقر المعسكر في الأسبوع كذا.
•         لا يمكننا أن نحقق شيئاً إن استمرينا في مثل هذا التخبط وهذه العشوائية.
•         من ينافسونا أفريقياً يتعاملون مع الأمور بعلمية ومنهجية وما لم نفعل مثلهم لن نتمكن من الاقتراب من أراضيهم.
•         كثيراً ما كتبت عن أهمية تجهيز اللاعبين بدنياً للتعامل مع الملاعب المبتلة وسيئة الأرضية لأننا نشارك كل عام في نفس الظروف ببعض البلدان الأفريقية، لكن لا حياة لمن تنادي.
•         وهذا أمر يجب عدم إهماله هذه المرة إن كنا نرغب حقيقة في الظفر بلقب قارئ.
•         والإعداد له لا يتطلب أكثر من غمر أحد الملاعب بالمياه والتدرب عليه بمعدل مرة كل أسبوع أو أسبوعين مثلاً بعد توفير الأحذية المخصصة لذلك.
•         كما لابد من تعيين معالجين نفسيين بأنديتنا المشاركة أفريقياً.
•         فقد تعودنا على ظاهرة ثبات لاعبينا في الأدوار الأولى ثم بعد أن يزيد عليهم ضغط المباريات ويتقدموا في المنافسة يفقدون تركيزهم وربما تضعف روحهم المعنوية ليبدأوا في تقديم الهدايا لخصومهم، وهذا جانب يعرف المعالجون النفسيون كيف يتعاملون معه باحترافية.
•         الأخطاء الدفاعية كانت ولا تزال دائماً قاصمة ظهر معظم الفريق والأندية السودانية، ولهذا دعوت أكثر من مرة للاستعانة بمحترفين أجنبيين على الأقل في خط دفاع الهلال، فقد يساعد ذلك في تحسن الأمور.
•         لاحظنا في الكثير جداً من المباريات تكرار أخطاء المدافعين.
•         ومعظم هذه الأخطاء للأسف الشديد يتعلق  بأمور تعد من أبجديات الكرة مثل الوقوف الصحيح، رصد لاعبي الخصم الذين يتحركون بدون كرة داخل الصندوق تغطية لاعبي الخصم عند العكسيات وعدم إهمال لاعبي الخصم الذين يأتون من الخلف لحظة التنفيذ.
•         لكن المحزن أن مدافعينا فشلوا فشلاً ذريعاً في تلافي هذه الأخطاء، ولذلك رأيت أن الاستعانة بالأجانب ربما تفيد كثيراً في هذا الجانب.
•          ويجب ألا يقل أداء أي مدافع أجنبي نستقدمه من الخارج عن مستوى محترف المريخ باسكال فهذا اللاعب يؤدي باحترافية عالية ولديه قدرات جيدة.
•         وإن ضمن الناديان وجود قلبي دفاع بمستوى رفيع وأطراف يدركون حقيقة أن الكرة الحديثة صارت تعتمد على حركة الظهيرين لتمويل المهاجمين بالكرات العكسية وليس الركض بالكرة ثم عكسها في الشباك الخارجية أو في أقدام مدافعي الخصم.. إن تحقق ذلك فسوف نستطيع أن نحرز بعض التقدم.
•         لكن إن استمر الحال على ما هو عليه وواصلنا تسويق أوهام أن الزومة وبلة ظهيرين عصريين وأن بويا وخليفة أفضل طرفين فلن نجني سوى السراب في الموسم القادم أيضاً.
•         أما الدولة فيجب أن تسعى هي الأخرى بمختلف الوسائل لدعم أنديتها المشاركة خارجياً مادياً ومعنوياً.
•         لا يكفي أن تردد بعض الصحف حديث أن رئيس الجمهورية رياضي مطبوع دون أن نرى أي دعم يذكر من هذا الرئيس الرياضي أو حكومته.
•         على الدولة ووزارتها المعنية أن تعقد الندوات  وورش العمل لمناقشة أسباب خروج أنديتنا المتكرر من البطولات الخارجية، وأن تكون هناك جدية في التعامل مع سمعة السودان في مجال كرة القدم.
•           لابد من تضافر الجهود حقيقة لدفع الناديين الكبيرين وضمان استمرارهما معاً في المنافسة، لأنني أعلم تماماً أن خروج أحدهما سيعني تفرغ  إعلامييه وأنصاره للتخريب على الآخر حتى يلحق بغريمه، ووقتها فقط يرتاح بالهم وتجد السعادة طريقها إلى قلوبهم، وهذا طبعاً فهم لا يعين على عمل شيء.

 

آراء